
خلّوا بالكم.. مصر في عيونكم
إن ما يحدث حولنا، قريبًا وبعيدًا، من أحداث دامية، لهي أصعب مرحلة زمنية نمر بها ونتنفسها، بسبب فقدان الهوية الوطنية العربية والتخلي عنها، في ظل انتشار الفتن والجاسوسية، وهتك أخلاق المجتمع في عقر جذوره وتعاليمه وعقائده، من خلال انطلاق أدوات العصر الحديث، المتمثلة في الغزو الإلكتروني، بديلاً عن الغزو العسكري، كالنار في الهشيم، والذي خضعت له العقول والقلوب بكل طواعية، دون تمييز ما بين السيئ والجيد، النافع والضار، إلا بعض من استطاعوا أن يستثمروه للفائدة والصالح العام.
نعم، لكن ما يحزنني هو أن غالبية المجتمع وقع تحت تأثير وشباك هذا الغزو الإلكتروني، المتمثل في وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة، من فيسبوك وإنستجرام وأكس وواتساب وغيرها، بدون إرادة أو وعي بما يروجونه ويعرضونه وينشرونه على قنواتهم الخاصة. وهذا ما أدى إلى جلب الكثير من صور المفاسد والجرائم الغريبة على مجتمعنا، جراء جفاء وخراب العلاقات الإنسانية وتهميشها، وهو أبلغ ما يتمناه العدو لنا، لأن كل هذا يضعف الانتماء والوطنية، ويفسد الأذواق والأخلاق، وبالتالي يؤثر سلبًا على الضمائر الحية.
وأجدها فرصة سانحة لأن أحذّر كل مصري ومصرية من الوقوع أسرى في يد كل من يريد شرًا ببلدنا الحبيبة، ولنا في أوكرانيا وإيران عبرة ونموذج قوي يُحتذى به، وذلك لانعدام الحيطة والحذر من الخونة لوطنهم وضعاف النفوس لأهوائهم، الذين ينسون ما حث عليه دينهم من الإخلاص لبلدهم.
وعليه، فإنني أناشد كل مصري ومصرية، كبيرًا وصغيرًا، بأن يكونوا عين مصر الساهرة على حفظ سلامة أمنها وأرضها وعرضها وجيشها. وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإذا ما رأيتم ما يثير الشك والريبة، سواء كان تصرفًا غريبًا من أشخاص معروفين أو غرباء، أو وجود أجسام غريبة في الشوارع والحارات، أو سيارات غريبة أو بدون أرقام أو مغطاة للتمويه ووقوفها في أماكن غير معتاد رؤيتها فيها، فعليكم أن تقوموا على الفور بإبلاغ الجهات المختصة.
وأيضًا، تجنبوا نشر وتمرير الشائعات الضارة والهادفة إلى هدم المجتمع وإضعافه في ظل أوضاع صعبة.
كما أناشد الجهات المسؤولة والمختصة بأن توفر رقمًا خاصًا لمثل تلك الحالات الطارئة للاتصال عليه، حمايةً لمصرنا الحبيبة من غدر الغادرين "الأعداء" وحسد الحاسدين "الأصدقاء".

الأكثر قراءة
-
هل المدارس اتأجلت؟.. التعليم توضح التفاصيل الكاملة
-
خبير مصرفي يقترح الاستعانة بـ"ملك فرعوني" لتعزيز موارد النقد الأجنبي
-
"هددونا بمدارس نائية".. أولياء أمور يشكون إجبار أبنائهم على البكالوريا
-
مصر العروبة وإمارات المحبة.. وحدة الروح والمصير
-
بلاغات بالجملة ضد بدر عياد.. اتهامات بخدش الحياء العام والسب
-
نسي نصل سكين في صدره 8 سنوات.. تنزاني يضرب المثل في اللامبالاة
-
القِوامة في الإسلام.. مسؤولية لا تسلّط
-
حبس عامل متهم بإنهاء حياة نجله بوسائل غير آدمية في سفاجا

مقالات ذات صلة
وحيدة الحكايات والريح
13 أغسطس 2025 10:23 ص
عودة قابيل
28 يوليو 2025 10:34 ص
نيران نيرون.. من روما إلى قاهرة المعز
21 يوليو 2025 03:11 م
علاقات التاتش والضغطة.. ما بعد الفراق
13 يوليو 2025 06:55 م
أكثر الكلمات انتشاراً