الإثنين، 30 يونيو 2025

05:16 ص

كم تكلفت "منظومات الفنكوش" الإسرائيلية لحماية تل أبيب؟

منظومة الصواريخ الإسرائيلية

منظومة الصواريخ الإسرائيلية

أثبتت حرب الـ12 يوما بين إيران وإسرائيل والمباني المنهارة والمحترقة داخل العاصمة الإسرائيلية تل أبيب، مدى هشاشة نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي بأنظمته الثلاثة من صواريخ حيتس ومقلاع داود والقبة الحديدية، مما يثير التساؤلات حول تكلفة تلك المنظومات، وخسائرها خلال الحرب.

وقال ديفيد روتنبرج، نائب المدير العام لمصلحة الضرائب الإسرائيلية، إنه منذ بداية حرب الأسد الصاعد، وردت 40 ألف مطالبة من 34 ألف ضحية بسبب الصواريخ الإيرانية، حيث تم تدمير 30 ألف شقة، وذلك حسبما ذكرت صحيفة "كالكاليست". 

ثاد وحيتس فشلا في مواجهة باليستي طهران

تستخدم إسرائيل كلا من نظامي "ثاد" (THAAD) الأمريكي والنظام المكافئ له من منظومة "حيتس" الإسرائيلي، وكلاهما تم تطويره كدرس مستفاد من حرب الخليج عام 1991، التي فشل فيها نظام "باتريوت" في اعتراض صواريخ سكود العراقية، بحسب موقع “هامال” الإسرائيلي.

بينما طورت الصناعات الجوية الإسرائيلية نظام "حيتس-2" بتمويل أمريكي لسلاح الجو الإسرائيلي، كما طورت شركة لوكهيد مارتن نظام "ثاد" للجيش الأمريكي، وسُلّم "حيتس" لسلاح الجو الإسرائيلي في عام 1998 ودخل الخدمة عام 2000، بينما "ثاد" دخل الخدمة في عام 2008 فقط.

منظومة حيتس

وعلى الرغم من أن كليهما مصمم للعمل ضد أهداف متشابهة، إلا أنهما يختلفان كثيرًا في طريقة العمل والتكلفة.

كما طور الإسرائيليون صاروخًا من منظومة “حيتس” ينفجر قرب الهدف ويدمره بسيل من شظايا الحديد الملتهبة، بينما تعتمد المنظومة الأمريكية “ثاد” على مبدأ "الاصطدام للتدمير" (Hit to Kill)، أي إصابة مباشرة للهدف، مما يتطلب دقة أكبر في تتبع الهدف ومناورة الصاروخ، ولكنه يوفر الحاجة إلى رأس حربي.

استخدمت الصناعات الجوية مبدأ الاصطدام المباشر فقط في "حيتس-3"، الذي يعترض هدفه في الفضاء، حيث لا معنى للانفجار، ويمكن فقط لتلامس المعدن بالمعدن تدمير الهدف، كلاهما يصل إلى سرعات متشابهة وهائلة، تتراوح بين 9,000 و 10,000 كيلومتر في الساعة.

تبلغ تكلفة صاروخ "حيتس" الواحد ما بين 2 و 3 ملايين دولار، مقارنة بصاروخ "ثاد" الذي يتكلف حوالي 12 إلى 15 مليون دولار، وهذا أحد الأسباب التي جعلت "ثاد" حتى الآن لم يُشترى إلا من قبل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، اللتين تستطيعان تحمل تكاليفه، ولكن توجد دول مثل ألمانيا، التي قارنت بين "ثاد" و"حيتس-3"، اختارت النظام الإسرائيلي.

تكلفة مشروع “حيتس” بأكمله، من بداية التطوير وحتى التزود بالصاروخ، تقدر بحوالي 2.2 مليار دولار، وتحملت إسرائيل حوالي 20% من التكلفة، وباقي الأموال من المعونة الأمريكية. 

كم تكلفت خسائر فشل منظومة حيتس

وفقًا لرام عميناح، الذي شغل منصب المستشار المالي لرئيس الأركان، ورئيس قسم الميزانية بوزارة الدفاع، ورئيس القسم الاقتصادي بالجيش الإسرائيلي، فإن التكلفة الحرب تقدر بحوالي 15-16 مليار شيكل ما يعادل من 4.4 إلى 4.7 مليار دولار، ولكنها تتزايد بسرعة، بحسب صحيفة “معاريف” الإسرائيلية.

وأضاف أنه يمكن تقسيم التكاليف إلى فئتين: نفقات الهجوم ونفقات الدفاع، إذ تشمل نفقات الدفاع صواريخ اعتراض "حيتس 3"، حيث تقدر تكلفة كل صاروخ بحوالي 10 ملايين شيكل (2.9 مليون دولار)، بالإضافة إلى ذلك، تكلفة القوى العاملة - التي تنبع معظمها من نشاط قيادة الجبهة الداخلية، ووفقًا لتقديرات عميناح، تبلغ التكلفة حوالي 100 مليون شيكل في اليوم أي 29 مليون دولار يوميا. 

ومع 300 عملية اعتراض بقيمة 3 ملايين دولار - نصل إلى حوالي 3 مليارات دولار أخرى وتكاليف تزيد عن 13 مليار شيكل، ولا يزال العديد من البنود خارج الحساب، بالإضافة إلى 5 مليارات شيكل سيتعين على صندوق التعويضات إنفاقها لتغطية الأضرار الناجمة عن ضربات الصواريخ، 

القبة الحديدية

وادعت إسرائيل أن نظام القبة الحديدية قادر على اعتراض مختلف الصواريخ قصيرة المدى، وقذائف المدفعية التي يصل قطرها إلى 155 ملم، والذخائر ذات خصائص الطيران المماثلة على مدى يصل إلى 70 كم، بحسب صحيفة “كلكليست” الاقتصادية الإسرائيلية.

، ويبلغ الحد الأدنى لمدى القبة الحديدية 4.5 كم.  

وتكمن الحقيقة في أن القبة الحديدية نظام باهظ الثمن، حيث تبلغ تكلفة كل بطارية حوالي 100 مليون دولار، مع مرور الوقت، خضعت القبة الحديدية للتطوير، وفي عام 2014، حصلت على صاروخ اعتراض مُحسّن، برأس حربي أكثر كفاءة، مما يُحسّن فرص إصابة الهدف. 

إضافةً إلى ذلك، فإن النسخة الجديدة من الصاروخ أقل تكلفة من سابقاتها، حيث تبلغ تكلفتها حوالي 50,000 دولار للوحدة، وفي العام الماضي.

وخضع النظام لتحديثات لإضافة القدرة على اعتراض قذائف الهاون عيار 120 و160 ملم بدقة - وهي ذخيرة يزيد طولها قليلًا عن نصف متر - ويخضع الآن لسلسلة من التحديثات التي ستُمكّنه أيضًا من اصطياد الطائرات المُسيّرة والمركبات الجوية غير المأهولة، على مدى يصل إلى 10 كيلومترات.

وبحسب بيانات الكونجرس الأمريكي، أنفقت واشنطن على نظام القبة الحديدية،  أكثر من 2.9 مليار دولار من أجل إنشاؤه في إسرائيل.

التكلفة الحقيقية لصواريخ القبة الحديدية

على الواقع العملي تبلغ تكلفة صواريخ القبة  الحديدية أكثر من قيمتها بكثير، حيث ذكرت تقارير من مؤسسة الدفاع في عام 2011 أن تكلفة اعتراض الصواريخ للقبة الحديدية حوالي 50000 دولار، ولكن عندما اشترت الولايات المتحدة بطاريتين من النظام في عام 2019، قُدِّرت قيمة كل صاروخ اعتراضي بنحو 150 ألف دولار، وفي إعلان بايدن تمويلا بـ 14 ألف صاروخ اعتراضي و100 قاذفة مقابل 3 مليارات دولار، أصبح السعر بالفعل أقرب إلى 200 ألف دولار، بحسب موقع “واللا” الإسرائيلي.

منظومة مقلاع داود

تم تطوير نظام "مقلاع داود" بشكل مشترك من قبل مديرية "حوماه" في وزارة الدفاع الإسرائيلية (IMOD) والوكالة الأمريكية للدفاع الصاروخي (MDA)، بقيادة شركة "رافائيل" للأنظمة الدفاعية المتقدمة.

وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”، يقدر الضرر الاقتصادي لتلك الصواريخ بنحو 14 مرة من القبة الحديدية، حيث إن كل اعتراض لهذا النظام مكلف، ويصل إلى حوالي مليون دولار، والمبلغ مخصص للنظام نفسه فقط، ولا داعي لوصف الأضرار الناجمة عن كل صاروخ يفشل النظام في اعتراضه.

 وفي أول عملية لإطلاقه تضررت الطرق والمباني والبنية التحتية خلال العملية، بل ولقي مدني حتفه في الشوارع بعد أن أصيب مبناه إصابة مباشرة، كما لحقت إصابات مباشرة بمنازل في سديروت وعسقلان، وتُقدر الأضرار بملايين الشواقل.

وخلال "حرب السيوف الحديدية" (مصطلح إسرائيلي لحرب غزة 2023)، اعترض نظام "مقلاع داود" في سماء الجليل الأسفل صاروخ "عيّاش 250" الذي أطلقته حماس من قطاع غزة، وسقطت أجزاء الصاروخ المعترض في منطقة مصانع البتروكيماويات في كريات آتا، مما أدى إلى حريق في منطقة مفتوحة وفي مصنع لإعادة تدوير النفايات. 

كم تكبدت القبة الحديدية ومقلاع داود خسائر خلال حرب غزة

منذ بداية الحرب، نفذ نظام الدفاع الجوي التابع لسلاح الجو الإسرائيلي أكثر من 2000 اعتراض، معظمها صواريخ باستخدام القبة الحديدية من رافائيل، ولكن كانت هناك أيضًا عشرات الاعتراضات للصواريخ الثقيلة بواسطة نظام مقلاع داود من رافائيل، بحسب موقع “واللا”.

من المساعدات الخاصة التي طلب الرئيس جو بايدن من الكونجرس الموافقة عليها لنقلها إلى إسرائيل، والتي تبلغ قيمتها الإجمالية 14.3 مليار دولار، تم تخصيص 3 مليارات دولار لتجديد وزيادة مخزون صواريخ القبة الحديدية، ومليار دولار لتجديد وزيادة مخزون صواريخ مقلاع داود.

search