الثلاثاء، 01 يوليو 2025

02:31 ص

"نكتة بايخة" قبل 30 يونيو.. كواليس دخول البابا في "نفق بارد" مع مرسي

البابا تواضروس

البابا تواضروس

بالتزامن مع مرور 12 عامًا على ثورة 30 يونيو 2013، التي أطاحت بحكم جماعة الإخوان، تعود إلى الواجهة شهادات حية من صانعي اللحظة، ومنهم البابا تواضروس الثاني، الذي دوّن تفاصيل دقيقة في مذكراته “سنوات من المحبة لله والوطن”، عن أحداث الثورة وما كان يُدبّر في “مطبخ” الجماعة الإرهابية.

الزيارة التي أشعلت الخلاف

في عام 2013، كانت مصر على صفيح ساخن، الاحتجاجات تعم الشوارع، والقلق يسيطر على كل بيت، وفي ذروة هذا التوتر، فوجئ البابا تواضروس بزيارة غير متوقعة من السفير محمد رفاعة الطهطاوي، رئيس ديوان رئاسة الجمهورية وقتذاك، إلى المقر البابوي، بحسب ما رواه بطريرك الكرازة المرقسية في كتابه.

أنا مش ديكور

في البداية، دار الحديث بين الرجلين عن الشأن العام، ثم فاجأه الطهطاوي بطلب مباشر: "يا ريت تيجي تزور الدكتور مرسي ونتصور معاه صورتين، الناس محتاجة تشوف إن العلاقة بين الكنيسة والرئاسة تمام".

البابا لم يفكر مليًا في الرد: “يعني عايزني أروح أبقى ديكور؟! أنا بابا الكنيسة، مش منظر بيتحط في صورة والسلام.. طبعًا مش موافق”.

انتهى اللقاء سريعًا، لتدخل بعدها العلاقة بين الكنيسة والرئاسة في نفق بارد، بحسب روايته.

غلاف كتاب سنوات من المحبة لله والوطن للبابا تواضروس الثاني

محاولة أخيرة قبل الانفجار

مرت أيام، والشارع المصري يزداد اشتعالًا، وفي 18 يونيو 2013، قرر البابا تواضروس والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الذهاب إلى القصر الرئاسي، والهدف حينذاك كان واضحًا، وهو إيصال رسالة إلى الرئيس الإخواني محمد مرسي بأن الأمور تنفلت من يده، وأن الظلم يشعل غضب الناس.

بدأ البابا الحديث قائلًا: "إحنا عايزين عدالة حقيقية في القرارات".

رد مرسي متسائلًا: “زي إيه؟”

فأجابه البابا بمثال صارخ: "فيه بنت اسمها دميانة اتحكم عليها واتغرمت 100 ألف جنيه عشان اتقال إنها أساءت للإسلام، وفي المقابل، شاب مسلم غلط في المسيحية واتغرم 5 آلاف جنيه فقط، فين العدالة؟".
ضحك مرسي باستخفاف: “الموضوع بسيط، أنا هدفعلك الـ100 ألف”.

لكن البابا لم يبتلع الطعم، ودوّن لاحقًا في مذكراته: “قلت له، أنا بتكلم عن مبدأ، عن عدالة، مش طالب فلوس ولا صدقة، ساعتها سكت، وفهمت إن اللي قدامي مش فاهمني”.

الطيب يحذّر من إشعال الفتنة

تدخل الدكتور أحمد الطيب بدوره، منتقدًا التضييق على الأزهر، والسماح للتيارات الشيعية بالتمدد، وقال لمرسي صراحة: “اللي بيحصل ضد الأزهر مش طبيعي، وفتحك الطريق للشيعة عمل مشاكل كتير، وفي ناس بتغلط فيّ علنًا”.
لكن مرسي لم يبد اهتمامًا حقيقيًا، وكأن الرجلين أمامه يرويان قصة لا تعنيه، بحسب ما جاء في مذكرات البابا تواضروس.

وقبل انصرافهم، سأله البابا بهدوء:"متوقع إيه يحصل يوم 30 يونيو؟"
فأجاب مرسي باستهانة:"هييجي بعده 1 يوليو، وبعده 2 يوليو".
يقول البابا:"مشيت أنا والطيب واحنا بنبص لبعض، عرفنا إن أيامه قربت تخلص".

انحياز خفي في انتخابات 2012

لم يُخف البابا تواضروس في مذكراته أنه كان يرى في الفريق أحمد شفيق شخصية مدنية معتدلة قادرة على إدارة الدولة، ويذكر أنه كان في سيدني وقت إعلان النتيجة الأولية لانتخابات 2012، وعندما وصلته الأخبار بفوز شفيق، عمّت الفرحة الكنيسة، لكن سرعان ما تبدل المشهد بعد إعلان فوز محمد مرسي، فعمّ الحزن المكان. 

كتب البابا:"الكنيسة اتملت صويت، وحسيت بصمت مرعب مقدرتش أفتح بقي".


3 يوليو... لحظة الصلاة وموقف البرادعي

وفي يوم 3 يوليو 2013، خلال الاجتماع التاريخي الذي جمع القيادات الوطنية برعاية الفريق عبد الفتاح السيسي، جاءت لحظة الصلاة، فوقف الجميع احترامًا، ومنهم البابا تواضروس.
يقول: “فضلت ساكت واقف احترامًا، لكن الدكتور محمد البرادعي قعد جنبي وبدأ يتكلم، محبتش أتكلم معاه في اللحظة دي، كنت عايز أحترم الصلاة، لكنه فضل يتكلم، فمقدرتش أكمل، وقمت وسبته واقف بعيد لحد ما الناس خلصت”.

search