الخميس، 03 يوليو 2025

01:20 م

هل فقدت إسرائيل ذخائرها في الحرب ضد إيران؟

الصواريخ والذخائر الإسرائيلية

الصواريخ والذخائر الإسرائيلية

أعلنت واشنطن  عن صفقة ذخائر لإسرائيل بقيمة تقدر بـ510 ملايين دولار، مما يكشف الأزمة المتزايدة التي يواجهها الجيش الإسرائيلي بسبب النقص في الذخيرة، مما يفرض عليه "اقتصاد الذخائر" بعد خوضه المعارك في غزة وإيران، مما يزيد من اعتماده على الدعم الأمريكي. 

أزمة عالمية في الذخائر

أدى الاستخدام المكثف للذخيرة في حربي غزة وأوكرانيا إلى نقص عالمي غير مسبوق في جميع أنواع الذخائر، ويحرص الجيش الإسرائيلي على عدم مناقشة هذا الموضوع علنًا، لكن اعترف اللواء إليعيزر توليدانو، رئيس قسم الاستراتيجية والدائرة الثالثة، بأن الجيش الإسرائيلي يشن غارات جوية أقل وأن هناك حاجة إلى "إدارة اقتصاد الذخائر" لأن الحرب ستستمر لفترة طويلة، بحسب صحيفة “كلكليست” الإسرائيلية.

 كما أشار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الأمر وتم تسجيله وهو يقول: "نحن بحاجة إلى ثلاثة أشياء من الولايات المتحدة: ذخائر، ذخائر، ذخائر"، وفي مؤتمر صحفي، أعلن نتنياهو أن إسرائيل تُعد صناعاتها الدفاعية "للتخلص من الاعتماد على العالم"، وهو هدف غير واقعي بأي شكل من الأشكال.

القصف الجنوني يقوض مخزون الذخيرة

 

ينبع الاحتياج الهائل للذخائر من الكمية غير العادية من القصف الذي نفذه الجيش الإسرائيلي في غزة منذ اندلاع "حرب السيوف الحديدية"، وفي أسبوع واحد أعلن الجيش الإسرائيلي أنه تم استهداف 30 ألف هدف في غزة. 

ونقلت الصحيفة أن وتيرة إطلاق النار التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي في الحرب الحالية "قوية"، ولا تضاهيها سوى القدرات التي أظهرتها الولايات المتحدة، وربما تتجاوز كمية الذخائر التي استخدمها الروس في حملتهم ضد أوكرانيا.

وتعد الحملة في غزة هي واحدة من أشد الحملات في التاريخ وقارنتها بحجم القصف على ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، خاصة مع مهاجمة مئات الأهداف في اليوم باستخدام الذخائر الدقيقة التي طورها الجيش الإسرائيلي بنفسه خلال العقد ونصف العقد الماضيين فقط.

وسبب آخر هو أن الجيش الإسرائيلي في الحرب الحالية اعتمد سياسة "الإصبع الأخف على الزناد" فيما يتعلق بضرب البنية التحتية وعناصر حماس الموجودين في البيئات المدنية، مما زاد من القدرة على ضرب أهداف لم تكن تستهدف في السابق، وتكثيف قصف سلاح الجو لمنع أي خطر على القوات البرية قدر الإمكان، بجانب  حظر تصدير الأسلحة من قبل بعض الدول حول العالم.

 اتبع الجيش الإسرائيلي سياسة "اقتصاد الذخائر الصارم" ومنها رفع المستوى القيادي المخول بالموافقة على استخدام الأسلحة الثقيلة، بما في ذلك القذائف. 

جهود إسرائيل لتعويض النقص

 

 أبرم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، صفقة ضخمة مع الإدارة الأمريكية لتوريد ذخائر جوية بمئات الملايين من الدولارات، وحتى الآن، تم جلب أكثر من 25 ألف طن من الأسلحة على متن حوالي 280 طائرة وحوالي 40 سفينة منذ بداية الحرب.

سياسة "اقتصاد الذخائر الصارم" وتأثيرها

 

كشفت صحيفة “هاآرتس” الإسرائيلية، أن الجيش الإسرائيلي يفرض حاليًا سياسة “اقتصاد ذخائر صارمة”، وتم رفع مستوى الصلاحية للموافقة على استخدام هذه الأسلحة إلى مستوى قائد اللواء، وهو ضابط برتبة عقيد، ولا ينطبق هذا التوجيه على أنظمة الدفاع الجوي مثل القبة الحديدية، أو القوات المقاتلة التي تتعرض لإطلاق نار مباشر.

كما أعلنت وزارة الدفاع أن شركة "إلبيت سيستمز" الإسرائيلية ستنشئ مصنعا جديدا لإنتاج الذخائر والأسلحة على الأراضي الإسرائيلية.

خسائر الأسلحة الإسرائيلية في حرب إيران

كما أوضح رام عميناح، الذي يشغل منصب المستشار الرسمي لرئيس الأركان، بقسم الميزانية بوزارة الدفاع، بأنه تقدر تكلفة الحرب ضد إيران بـ 15-16 مليار شيكل، ولكنها تتزايد بسرعة، بحسب صحيفة “معاريف” الإسرائيلية.

 يمكن تقسيم الأسعار ببساطة إلى فئتين، العامل والنفقات الدفاعية، تشمل جميع الأضرار الناجمة عن الدفاع الجوي "حيتس 3"، حيث تقدر التكلفة كل ما يلزم بـ 10 ملايين شيكل.

على الجانب الآخر ، هناك بندان ساعات الطيران والذخائر، وتقدر كل ساعة طيران لسلاح الجو و25 ألف دولار. 

أما بالنسبة للذخيرة - فهي تعتبر نصف مليون دولار للوحدة، ونفذت تل أبيب حوالي 1500 طلعة جوية، وفي كل طلعة يتم تحديد حوالي 1.8 ذخيرة، وهذا يمثل تكلفة حوالي 4.72 مليار شيكل. 

خسائر الذخيرة في غزة.. كل قذيفة تساوي ملايين الدولارات

ويضاف للخسائر السابقة ما تكبده الجيش الإسرائيلي في الحرب على غزة، ومنذ بداية "الحرب"، نفذت منظومة الدفاع الجوي في سلاح الجو الإسرائيلي أكثر من 2000 اعتراض، وفي إعلان الرئيس بايدن عن تمويل 14 ألف صاروخ اعتراض و100 قاذفة بقيمة 3 مليارات دولار، أصبح سعر صاروخ القبة الحديدية 200 ألف دولار، وصاروخ حيتس-3  3 ملايين دولار، وحيتس-2 مليون دولار، وباتريوت مليون دولار، وستانر (صاروخ مقلاع داود الاعتراضي) 700 ألف دولار.

كما يعتمد سلاح الجو الإسرائيلي على القنابل الذكية القادرة على إصابة هدف واحد بدقة في مبنى، أبرزها نوعي JDAM والتي تتكلف الواحدة منها 22-36 ألف دولار، وقنبلة SDB والتي تتكلف الواحدة منها 40 ألف دولار، وتم تطويرها حتى تتمكن طائرة F-35 من حملها في حجرة القنابل الداخلية وتنتجهما شركة بوينج، وقنابل سبايس (Spice) والتي تحدد صورة الهدف وتتجه نحوه، وتبلغ تكلفتها 200 ألف دولار، بجانب صاروخ هيلفاير ("كاردوم")  120 ألف دولار، وقذيفة 30 ملم للأباتشي 100 دولار.

وتستخدم دبابات ميركافا قذائف مثل كلانيت (Kalanit) والتي تبلغ تكلفتها 50 ألف شيكل، وقذيقة حاتساف (Hatzav) الأبسط والأرخص، وتبلع تكلفتها 25 ألف شيكل.

search