الجمعة، 04 يوليو 2025

02:32 ص

أمل منصور
A A

لماذا ينسحب الرجل حين تفهمه المرأة؟

في البداية يبدو الحديث سهلا. الرجل يفصح والمرأة تصغي.
يحكي عن نفسه، عن ماضيه، عن فوضاه، كأنه يرسم ملامحه طواعية...
لكن بمرور الوقت تبدأ ملامحه تُقرأ دون أن يتكلم، وتبدأ المرأة في فهمه بصمت، وهنا يبدأ بالانسحاب.
هل يهرب الرجل من قرب المرأة لأن العلاقة تصبح أعمق وأكثر تكشفا؟ أم أنه يشعر بالتهديد حين يفهم بشكل عميق؟
وكيف يمكن للعلاقات أن تكون أكثر شفافية إذا توافقت الأطراف على قوة الفهم العاطفي بينهما؟ 
هل يمكن للتفاصيل العاطفية بين الرجل والمرأة أن تساعد في شعور الرجل بالأمان الكافي ليعبر عن نفسه دون خوف أو انسحاب؟ 
فهمها له ليس خطأ، لكن الانكشاف أمامها ربما يربكه. ليست المشكلة في عينيها، بل في المرايا التي تجبره على أن يري نفسه كما هو. لا كما يريد أن يبدو، حين تشعر المرأة به دون أن يسأل، حين تفسر صمته، وتقرا خوفه، وتلمح ارتباكه.. يتراجع.
ربما لأنه لم يتعوّد على أن يفهم دون أن يشرح، أو أن يرى دون أن يتجمل. وربما لأنه ما زال يظن أن الرجولة تهددها رقة التعامل، وأن الفهم العميق يضعف الهيبة.
بعض الرجال لا يحتملون أن يكشف ضعفهم، ولو بحنان الأنثى. يريد أن يحب لكن من وراء ستار. يرغب في القرب دون أن يمسّ جوهره. فإذا لمست المرأة ما يخفيه ظن أنه منكشف، لا محبوب...
هو لا يهرب منها، بل من نفسه، من صورته التي لم يتصالح معها بعد.
ولذلك لا تلوميه إن انسحب حين اقتربت. فلربما كانت رؤيتك أوضح من رؤيته لنفسه. ولربما كنتي أصدق مما يحتمل...

search