الجمعة، 01 أغسطس 2025

08:31 م

هويدا عطا
A A

نيران نيرون.. من روما إلى قاهرة المعز

كأنه الجحيم ينطلق هنا وهناك، تحاول شلالات المياه أن تثنيه عن مآربه البغيضة، كأنها نيران نيرون التي أحرقت روما في عام 64 ميلادية، واتُّهم فيها الإمبراطور نيرون بإشعالها.
نيرون هو آخر أباطرة الرومان، وقد حكم الإمبراطورية من عام 54 إلى 68 م. كان يجمع بين الشعر والسياسة والعسكرية والموسيقى.
يُقال إنه أشعل روما ليبني قصرًا جديدًا له (البيت الذهبي)، ويُقال أيضًا إنه كان يعزف على قيثارته ويغني أثناء احتراق روما، بينما الأجساد تتطاير أشلاءً متناثرة بلا رحمة.

لكنني أتساءل حائرة، أعزائي القراء: هل ما يحدث هنا له علاقة بحريق روما ونيرونها؟
ترى، ما الذي يحدث بمصرنا الحبيبة الآن، وقاهرتها المعزّة لله؟
ما الذي أجّج هذا الحريق العظيم بسنترالها التاريخي "رمسيس"؟ بل ولم يكتفِ به، وإنما امتدّ إلى مصنع وفندق وشركة وغيرها!

لقد اندلعت الحرائق الغامضة والهائلة بشكل متلاحق في محافظات القاهرة والإسكندرية والجيزة ودمياط... وغيرها.
أتساءل ثانية: هل ارتفاع درجات حرارة الصيف هو السبب وراء هذه الحرائق؟ أم أنّها حرارة الأحقاد البشرية والأطماع في تاريخنا العريق وقيمنا؟
لنا  الله يا "مصر" لطالما استعصى على المؤامرات الداخلية والخارجية، وهزم الصديق الخائن والعدو الكافر.
فلتبقَ النيران في قلوبنا وقودًا لحميةٍ وطنيةٍ أبيّة، مستعصيةٍ على الحاقد والحاسد والفاسد.
وليبقَ الحرف سيفا، والكلمة طلقة، والضمير درعا يحمي ترابك من الذين باعوا شرفهم على موائد الغدر.
في كل مرة يظنون أن مصر قد ضعفت، تفاجئهم بقوة لا تقهر، وعزيمة لا تكل، كأنها طوفان الحق يقتلع الفساد من جذوره.
هي مصر التي علّمت الدنيا الحضارة، وكتبت المجد على جدران التاريخ.
ستبقى، رغم أنف الكارهين، وطنا لا يباع، وشعبا لا يُركع، وأرضا لا تدنس.

search