
جريمة راغب علامة
في هذا التوقيت من كل عام تطل علينا صفحات السوشيال ميديا، لا لتطمئن على أحوالنا ولا لتُذكرنا بمصير الأمة، بل لتُغرقنا في طوفان الصور والفيديوهات من الساحل الشمالي، وتحديدًا من المنطقة التي أصبح اسمها الرسمي على الإنترنت: "الساحل الشرير".
نعم، الساحل الشرير، حيث تقام حفلات يكون البيكيني فيها هو الزي الرسمي، والعيب هو أن تكون محتشمًا.
وذات مساءٍ صيفيٍّ مشبع بالبراندات الفاخرة و العطور الفرنسية "المفحفحة" التي يمكن استنشاقها عبر الصور والفساتين باهظة الثمن التي لا تختلف كثيراً عن البيكيني، خرج علينا راغب علامة متأنقاً كعادته ليغني "قلبي عشقها" لجمهور نساء لا يتوانين عن تقبيله و الرقص معه على المسرح. و نفاجأ بعد ذلك بقرار مصطفى كامل بمنعه عن الغناء في أرض مصر المحروسة.
وهنا تظهر عدة أسئلة تطرح نفسها ثم تتدحرج على أرض الساحل كزجاجة شمبانيا مفتوحة: لماذا راغب؟ ولماذا نصمت أمام مهرجان الجونة، الذي تحوّل من احتفال بالسينما إلى أسبوع الموضة حيث تمتلئ السجادة الحمراء بأزياء وقبلات مشابهة؟ ولماذا نصمت أكثر حين تطل ممثلة مغمورة بفستان شبه مفقود، وكأنها خرجت من معركة مع ماكينة خياطة؟ و لماذا يعتبر الجميع الحديث عن السينما غير النظيفة رجس من عمل الشيطان وتقوم الدنيا ولا تقعد حين تتجرأ فنانة وتبوح أنها ترفض الأدوار الجريئة، لذا يجب عليها أن تعتذر عن جريمتها؟
ولماذا نصاب بالخرس عند الأفراح البلدي والحفلات الشعبية، حيث تظهر الراقصات بملابس يُعتبر البيكيني حشمة بالنسبة لها ولا مجال لذكر كل أنواع المسكرات والحشيش الذي تفوح رائحته عبر الفيديوهات المنتشرة؟ و لماذا لا يمنع نقيب المهن الموسيقية ما يسمون بمطربي المهرجانات وتصحبهم الراقصات المحترمات جداً؟ هل الطبقات الغنية فقط هي الفاسدة والتي تنتهك العادات والتقاليد؟
لماذا لا يُنتقد إلا ملابس وحفلات و مدارس الأغنياء؟ هل المناطق الشعبية والعشوائية منزهة عن الفساد؟ لماذا لا يحاسب الجميع بنفس المعايير؟
لا تُحدثونا عن الأخلاق فالمبادئ لا تتجزأ، إما نكفر بالجميع، أو نؤمن بالجميع. أما سياسة "الخيار والفقوس" فهي نوع من أنواع العبث. ودمتم سالمين..

الأكثر قراءة
-
بسبب مشاجرة.. القبض على البلوجر "أم مكة" في أكتوبر
-
موعد لجنة التسعير المقبل 2025.. هل ترفع الحكومة أسعار الوقود مجددًا؟
-
تحذيرات الأب ومكالمة تليفون.. التحريات تكشف كواليس جريمة "فتاة الشرقية"
-
قبل الصمت الانتخابي.. عمر الأصمعي يوحّد صفوف سوهاج ويقترب من قبة الشيوخ
-
"وفاة شاب وانفجار مروع ".. ماذا حدث ليلًا في حفل محمد رمضان؟
-
ظهور إخواني مفاجئ.. من هم أئمة تل أبيب؟
-
"خمسة وراجع لك".. بائع طُرح يفقد ملامحه على يد "ديلر" بعين شمس
-
هياكل غامضة تشعل جدل أتلانتس من جديد.. هل عُثر على المدينة المفقودة؟

مقالات ذات صلة
يا عزيزي كلكم لصوص
12 يوليو 2025 09:33 م
ربنا نجدها نوسة
02 يوليو 2025 04:22 م
صكوك الأضحية وتفريغ شعائر الإسلام
04 يونيو 2025 07:44 م
عزيزي المصفوع ماكرون.. اتفضل عندنا
27 مايو 2025 01:18 م
أكثر الكلمات انتشاراً