الجمعة، 01 أغسطس 2025

02:35 م

ظنوها "كسولة" وفصلتها المدرسة.. "مارينا" حاربت مرض القلب في الخفاء

مارينا جونز

مارينا جونز

إسراء أحمد

A .A

لم تكن تعلم مارينا جونز، الفتاة المراهقة ذات الـ16 عامًا، أن امتناعها عن ممارسة التمارين الرياضية، التي نصحها بها الجميع ولم تؤديها بسبب الكسل الذي تملّكها، يخلف ورائه أمر خطير يهدد حياتها، فما هي قصتها؟.

المعاناة من قصور القلب خفية

وفقًا لموقع people، فإنه لسنوات طويلة كانت مارينا جونز تُعامل كفتاة كسولة، فكانت تهرب من الحصص الرياضية، ولا تستطع تنفيذ أي أعمال، وتُجهد بدنيًا من أقل مجهود، لكنها في الحقيقة، كانت تحارب مرضًا لم يفصح جسدها عنه بعد.

تتذكر مارينا عندما كانت في عمر الـ7 سنوات، أنها كافحت من أجل مواكبة حصص الجمباز، وفي بعض الأحيان، كانت تظهر عن قصد في وقت متأخر لمجرد تجنب اللعب، التي تتطلب منها جهدًا بدنيًا كبيرًا تخطى طاقتها الضئيلة رغم حداثة سنها.

وبحلول المرحلة الإعدادية، ازدادت الأمور سوءًا في حصة التمارين الرياضية، إذ وجدت نفسها غير قادرة على الجري، وعندما حاولت أخيرًا التحدث، قوبلت شكواها بالفصل من المدرسة.

مارينا في الصغر


 ومن ضمن ذكرياتها الحزينة أنها ذهبت ذات مرة لمدرب الرياضة، وقالت له: "أعلم أن هذا يبدو غريبًا، لكنني أشعر بالدوار وضيق التنفس في كل مرة أحاول فيها الركض".

السخرية من حالتها المرضية

وفي اجتماع على منصة Zoom، بحضور مجموعة من الأساتذة والطلاب، قال بعض الطلاب باستهزاء: “حتى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في القلب يمكنهم الركض وممارسة الرياضة.. أنتِ درامية”، لتشعر مارينا بالإحراج، وتبدأ في الشك في نفسها.

انخفاض مخزون الحديد

لكن الأمور لم تتوقف إلى هذا الحد، فمع بلوغها سن الـ15، بدأت تشعر بأعراض غريبة كالصداع النصفي، لتبدأ بزيارة الأطباء، آملة في الحصول على تشخيص لحالتها، ولكن تم تجاهلها بعد أن شُخّص مرضها على أنه انخفاضًا في مخزون  الحديد.

مارينا جونز

في هذه الأثناء، بدأت مارينا تشعر بأعراض جديدة كضيق التنفس والدوار والإغماء، وتبدأ بالانعزال التدريجي عن أصدقائها، لتتحدث مع نفسها قائلة: "أعتقد الجميع أنني كنت درامية، لذا احتفظت بها لنفسي.. حتى أنني حاولت البحث عن أعراضي، لكن كل ما وجدته هو الربو، ولم أشعر أن هذا هو ما أعاني منه".

اكتشاف المرض

وبسبب تكرار عرض الإغماء، ذهبت مع والدتها لطبيب الصدر، الذي طلب منها إجراء أشعة على الصدر، وكانت النتيجة صادمة، قلبها متضخم لضعف حجمه الطبيعي، منهك من ضخ الأكسجين لسنوات دون علاج.

بعد أيام، اصطحبتها والدتها في نزهة غير معتادة، وهناك أعلنت الخبر، وقالت لها: "عندك ارتفاع في ضغط الدم الرئوي، وهو مرض خطير".

تقول الأم: "إنه مرض نادر يؤثر على الشرايين في الرئتين والقلب، ويتطور تدريجيًا إلى فشل قلبي"، ورغم أنها لم تكن  قد سمعت به من قبل، لكنها لم تحتج إلى شرح طويل".

بداية رحلة العلاج

بدأت مارينا رحلة علاج معقدة باستخدام دواء يُزرع تحت الجلد، يدعى "Remodulin"، تظل موصولة بها على مدار الساعة، لكنها كانت مؤلمة للغاية، مسببة انتفاخات في الذراع، وطفح جلدي دائم على وجهها ورقبتها وصدرها.

وعبرت عن تلك المرحلة قائلة: "لم أعد قادرة على السباحة، كنت أعشق الشاطئ، لأنه مكاني الآمن، ومتنفسي الوحيد"، ورغم كل ما تعانيه، لا تزال مارينا متمسكة بالأمل، وبصوتها الذي لطالما أُسكت.

search