الإثنين، 04 أغسطس 2025

11:52 ص

كيف استدرج التيك توك أحلام المعدمين؟

بلوجر التيك توك-تعبيرية

بلوجر التيك توك-تعبيرية

بعد سلسلة من الاعتقالات التي اجتاحت عالم التيك توك مؤخرا، ضمن تحرك قانوني حازم لمواجهة المحتوى غير الأخلاقي وممارسات إساءة استخدام منصات التواصل الاجتماعي، يبقى السؤال الأبرز مطروحًا على طاولة النقاش، لماذا لا يزال وهم الشهرة السريعة والأموال دافعًا لا يرد أمام كلبشات القانون؟

لماذا ترى فئة كبيرة من الشباب التيك توك الطريق الذهبي لتحقيق أحلامهم؟

تجيب الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع قائلة: "أصعب سن اللي بيتراوح بين 15 لـ25 سنة، اللي يعتبر فئة الشباب والمراهقين، وفي مصر نسبة الشباب هي الأكثر نسبة بين السكان، وفي هذا السن يكون لديهم رغبة كبيرة في المعرفة والاكتشاف وتأمل لكل جديد، فأي حاجة فيها بريق كالشهرة أو الأموال السريعة تكون محط جذب كبير لهم، في ظل غياب التثقيف المجتمعي، إضافة لوجود نماذج تربوية ومشرقة بشكل متكرر في المجتمع قديمًا، وانعدامها تمامًا في واقعنا الحالي".

تضيف: "نحن نعيش في حالة أمية غير تثقيفية بالمرة، حتى أن النشء الجديد أصبح يعاني من وجود مشاكل تخص هويته الوطنية، ففي القديم كانت هناك رحلات مدرسية بشكل مكثف، تستهدف معالم البلد والتعرف على رموزه، وهو ما اندثر حاليًا، في ظل غياب الوعي والتنوير والنفور من المجتمع، والرغبة في التماهي مع ثقافات غربية لا تمثل مجتمعنا".

ما سبب انقياد الشباب وراء أضواء الشهرة السريعة بالمحتوى الخارج؟

توضح أن الفرق بين الأجيال السابقة والحالية يتمثل في الوعي والتثقيف، ملقية باللوم على افتقار المجتمع للنموذج الجيد الذي ينبغي عرضه، والاحتفاء بنماذج أخرى عليها الكثير من التعليقات اللاأخلاقية.

وتزيد: "ألقي باللوم على أدوات المجتمع كالفن والإعلام، فأصبحنا لا نرى نماذج مشرفة في الاعمال المعروضة ولا البرامج المقدمة، ما يساهم في توسيع الفجوة المجتمعية، مع إصرار الأعمال الفنية على تقديم نماذج لا تمثلنا كمجتمع، ولكنها على الجانب الآخر تستهدف عقلية الشباب وتفسدها، ففي الآونة الأخيرة دخلت رفقة أسرتي إلى أحد الأفلام لنجمين مشهورين، على اعتقاد أنه فيلم عائلي كما يتداول، فوجئت بكوارث بالجملة تنافي حقيقة مجتمعنا، ضرب وشتائم وتكسير وتدمير وفوضى وعلاقات خارجة، مع افتقار المحتوى المعروض لأي قيمة".

وتتساءل: "كيف بالشباب الذي ينشأ في بيئة كتلك في العصر الحالي؟".

وتستأنف: "من الطبيعي أن يلقى كل هذا التشتت في اعتقاداته وتوجهاته، ويختل لديه ميزان الحق والباطل، والصحيح والخطأ، إضافة لأنه ومن ضمن الأسباب لما نراه الآن من النماذج السيئة على تيك توك وخلافه، هو غياب دور الأبوين في توعية أبنائهم، فضلًا عن غياب الدور المجتمعي في تكريم أصحاب الموهبة وذوي المنفعة".

وتختتم: "لا نستطيع أن نغض النظر أيضًا عن الظروف الاقتصادية، والوضع الراهن، الذي قد يؤثر في تلك الظاهرة بشكل أو بآخر".

search