الأربعاء، 13 أغسطس 2025

11:38 ص

"الحلوة راجل".. فتى بلبيس خدع مهاويس "تيك توك" بطريقة "سستر هونغ"

فتى بلبيس أو ياسمين والصيني جياو أو سستر هونغ

فتى بلبيس أو ياسمين والصيني جياو أو سستر هونغ

“الحلوة أصلها راجل”.. عبارة لخّصت صدمة متابعي البلوجر “ياسمين”، ابنة مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، التي جرى القبض عليها بعد منتصف الليلة الماضية، ليس لمجرد التهم الموجهة إليها كنشر فيديوهات خادشة للحياء وإساءة استخدام مواقع التواصل، فقد نجحت الفتاة الحسناء في خداع نحو 100 ألف يتابعون حسابها على “تيك توك”، لأنها في الحقيقة لم تكن سوى شاب يلعب على أوتار غرائز الشباب!

“ياسمين” أم الشاب المتنكر في هيئة فتاة؟

الفتاة التي كشف هويتها الجندرية بيان صادر عن وزارة الداخلية، تخضع للتحقيق أمام الجهات المعنية، في وقت سيطر الارتباك على صنّاع التقارير الصحفية بالمواقع الإخبارية المختلفة، فبينما وصفها البعض بـ"ياسمين"، فضّل آخرون إضفاء صفة الذكورية عليها، ونعته بـ“محمود” وهو الاسم الذي يُقال إنه يحمله في بطاقة هويته، وذهب أفضل المحررين إلى صياغة ديباجة أكثر دقة: “الشاب المتنكر في هيئة فتاة”، لكن القصة لم تنتهِ هنا.

البلوجر ياسمين قبل وبعد إلقاء القبض عليها واتضاح أنها شاب متنكر

التعاطي مع قضية “الشاب ياسمين” دفعنا إلى مزيد من الإبحار وربما الغوص إلى مسافة أعمق في عالم “تيك توك” والمنصات الإلكترونية المزدحمة بالغرائب، وعند نقطة معينة عثرنا على حكاية تكاد تتطابق مع قصة “فتى بلبيس”، الفارق الزمني بينهما قصير، لكن فصولها دارت في الصين.

“شهدت الساحة الإلكترونية خلال 40 يومًا فقط قضيتين متشابهتين بشكل لافت للنظر، الأولى من الصين والثانية من مصر”، هكذا يمكن صياغة الخبر، حيث انتحل رجلان هوية نسائية لخداع الضحايا عبر الإنترنت، ومثل هذه الحالات تطرح تساؤلات حول إمكانية نقل التجارب الإجرامية عبر الحدود في عصرنا الرقمي الحالي.

القبض على سستر هونغ

في الخامس من يوليو الماضي، ألقت الشرطة الصينية القبض على جياو، البالغ من العمر 38 عامًا، بمدينة نانجينغ، حسبما أفاد موقع “يورونيوز”، ووُجهت اتهامات له بانتحال شخصية أنثوية تحت اسم “سستر هونغ” التي تعني بالعربية “الأخت هونغ”، حيث نجح هذا الشاب في خداع ما لا يقل عن 237 رجلًا، معتمدًا في جريمته تلك على تسجيل لقاءاته الجنسية مع ضحاياه سرًا، ثم نشر هذه المقاطع على منصات مثل WeChat وQQ وTikTok مقابل مبالغ مالية وأحيانًا هدايا متواضعة مثل علبة كرتونية تحتوي على قالب بيتزا أو بطيخة!

الشاب الصيني جياو الذي تنكر في هيئة فتاة تُدعى سستر هونغ لخداع ضحاياه

الإعلام الصيني يتجاهل قضية الأخت هونغ

الغريب أن الإعلام الصيني لم يلقِ هالة ضوء كافية على هذه القضية التي هزت أركان المجتمع هناك، لكن المنصات الإلكترونية خاضت في الحكاية بما يكفي لأن يصل إلى تفاصيلها أي باحث بسهولة، لكن وفق ما ورد في “يورونيوز”، تميزت القضية الصينية باستخدام أدوات متطورة تشمل معدات صوتية ومرشحات تجميلية متقدمة، بالإضافة إلى إنشاء نظام عضوية مدفوع بقيمة 150 يوانًا (نحو 21 دولارًا أمريكيًا)، واستهدف المتهم ضحاياه عبر منصات إلكترونية متعددة بطريقة احترافية.

تشابه كبير بين ياسمين وسستر هونغ

أوجه التشابه بين “ياسمين” و"سستر هونغ" كبيرة جدًا، ففي مصر، كشفت التحقيقات التي أجريت مع “فتى بلبيس” المتنكر في هيئة “ياسمين” أنه شاب في الثامنة عشرة من عمره من محافظة الشرقية، وأنه كان يستخدم أدوات تساعده على تحويل مظهره ليبدو في صورة أنثى.

التنكر من أجل الاحتيال الإلكتروني

وهناك احتمال كبير أن "فتى بلبيس" فكر في استغلال منصة “تيك توك” في وقت متزامن مع تفكير “سستر هونغ” لاصطياد راغبي المتعة ومهاويس “تيك توك” عبر خداعهم بالانتماء إلى عالم “أجمل الكائنات”، وتبدو هذه الفرضية منطقية إلى حد بعيد بالنظر إلى إحصائية - متاحة عبر الإنترنت - صادرة عن منظمة "سايبر سيفتي فوروم" في عام 2024 تشير إلى أن حالات التنكر الجنـسي في جرائم الاحتيال الإلكتروني زادت بمعدل 32% عالميًا خلال عامي 2022 و2023.

“فتى بلبيس” متنكرًا في هيئة “ياسمين” لخداع ضحاياه

أول فيديو لـ البلوجر ياسمين

ويعزز صحة الفرضية أن "فتى بلبيس/ياسمين" نشر أول مقطع فيديو له على “تيك توك” بتارخ 23 نوفمبر 2023، وهي الفترة ذاتها التي أشارت إليها الإحصائية، بينما لم تبتعد قصة صعود نجم “جياو/سستر هونغ” كثيرًا، فبحسب المتداول في هذا السياق، بدأ الأخير نشاطه على مواقع التواصل الاجتماعي قبل “ياسمين” بنحو عام فقط.

تشابه نمط الجريمة

كما أن القضيتين تُطهران تشابهًا واضحًا في نمط الجريمة، حيث اعتمد كل منهما على انتحال شخصية أنثوية كاملة واستخدام أدوات متقنة لتحويل الهيئة من ذكر إلى أنثى، مع استغلال المنصات الاجتماعية لتحقيق مكاسب مالية.

search