الجمعة، 15 أغسطس 2025

07:38 ص

"حفرنا قبرنا بأنفسنا".. اعترافات عبرية بانهيار صورة إسرائيل في العالم

صورة إسرائيل في العالم

صورة إسرائيل في العالم

لم يستطع الإعلام الإسرائيلي، رغم تزييفه للحقائق، الهروب من الواقع كثيرًا، في اعتراف جديد بأن سمعة إسرائيل شوهت في العالم أو بالمعنى الأدق وجهها السيئ بات مكشوفًا للجميع. 

ورصد 4 صحفيين أجانب يعملون بإسرائيل ويراقبون من الخارج انهيار مكانة إسرائيل في الرأي العام العالمي، حيث انكشفت جذور الفجوة الهائلة بين المزاج العام في إسرائيل والنظرة السائدة في العالم، وفق تقرير أعدته القناة الـ12 الإسرائيلية.

محرقة القرن الحادي والعشرين

وقال هنريكه تسيمرمان، صحفي دولي يبث بخمس لغات لأربع قارات، “لم نكن أبدًا في هذا الوضع، وأنا أغطي الشرق الأوسط منذ ما يقرب من 30 عامًا”.

وأضاف: "مؤخرًا رأيت عناوين مثل محرقة القرن الحادي والعشرين – هكذا يُقدَّم ما يحدث اليوم في غزة، نحن لا ندرك خطورة الوضع، ولهذا تداعيات طويلة الأمد تتجاوز بكثير الوضع الحالي".

إسرائيل حفرت قبرها بنفسها

بينما يقول يوتام كونفينو، صحفي مستقل يعيش في إسرائيل ويعمل مع وسائل إعلام بريطانية وأمريكية كبرى، بنبرة من الإحباط: "إسرائيل ببساطة ترتكب انتحارًا، لا يمكن تصديق الأخطاء الأساسية التي ترتكبها باستمرار،  لقد نجحوا في تحويل وضع كانت لديهم فيه شرعية هائلة للقتال إلى وضع نسي فيه العالم ما حدث في 7 أكتوبر".

ويضيف كونفينو: “حماس لم تعد جزءًا من الخطاب عند الحديث عن الحرب، وإسرائيل يُنظر إليها حاليًا على أنها ترتكب إبادة جماعية لأنها ببساطة تجوّع الأطفال حتى الموت، والجنود يستيقظون في الصباح ويذهبون لإطلاق النار على مدنيين جائعين من أجل المتعة”. 

حماس أصبحت بطلة في نظر ملايين الشباب

يوضح تسيمرمان أن إسرائيل لم تبذل جهدًا كافيًا لشرح سياساتها للعالم، قائلاً: "تركنا المرمى مفتوحًا في مباراة كرة القدم، حماس أصبحت بطلة في نظر ملايين الشباب الذين يرونهم حقًا كمقاتلي حرية،  عندما أظهر في الإعلام العالمي، يتحدثون معي عنهم وكأنهم المقاومة الفرنسية ضد النازيين، لقد هُزمنا بالضربة القاضية على يد حماس".

منع المساعدات: سياسات لا يمكن الدفاع عنها

يتفق الصحفيون على أن بعض سياسات إسرائيل يصعب تبريرها أو شرحها للعالم، فبغض النظر عن التحيز ضد إسرائيل، هناك أفعال قامت بها إسرائيل لا يمكن للمجتمع الغربي قبولها.

وأضاف: "أعتقد أن أساس المشكلة هو السياسة، أو بالأحرى غياب السياسة وغياب التفكير خطوتين إلى الأمام، من الصعب تصديق أن دولة تنجح في هزيمة أعدائها على سبع جبهات لا تستطيع أن تفهم أنك إذا أغلقت صنبور المساعدات الإنسانية، حتى لو كانت لديك الأسباب الأكثر صوابًا في العالم، فسوف تتلقى الضربات من كل حدب وصوب".

ويشير الصحفيون إلى قرارات محددة أدت إلى الانهيار في صورة إسرائيل، منها: منع المساعدات الإنسانية لأشهر، الاستجابة المتأخرة للأزمة الإنسانية، مهاجمة المستشفيات، استهداف موظفي الأمم المتحدة، ورفض إدخال الصحفيين الأجانب إلى القطاع، ويقول كونفينو: "العالم لا يمكنه قبول رؤية أطفال جائعين، هذا أمر بديهي".

تداعيات خطيرة على المستقبل

يحذر تسيمرمان من التداعيات الوخيمة لهذا التدهور في صورة إسرائيل، مؤكدًا أنها تضر بفرصتها للمشاركة في إعادة تشكيل الشرق الأوسط وتضر بشكل غير مباشر بأمن الجاليات اليهودية في الشتات.

ويقول: “نحن نستثمر حاليًا في صورة سلبية، ونضر بفرصة جيوسياسية للتغيير لا يراها الجمهور الإسرائيلي، نحن مشغولون بقتل المزيد من عناصر حماس، ومعهم العشرات من الفلسطينيين الذين لا علاقة لهم بالأمر، وتدمير سمعتنا في العالم”.

search