بعد هجوم قطر.. هل تتغير مسارات العلاقة بين الدوحة وتل أبيب؟

قطر
محمد لطفي أبوعقيل
فتح هجوم الجيش الإسرائيلي على مقر حركة حماس في قطر الباب أمام تساؤل يتمحور حول آليات رد قطر على الهجوم الذي وصفه قادة العالم بأنه انتهاك لسيادتها، ومسارات العلاقة بين الدوحة وتل أبيب.
وفد حماس كان يجري نقاشات ضمن إطار جولة مفاوضات غير مباشرة تهدف إلى التوصل لاتفاق تهدئة طويل الأمد في قطاع غزة.
وبينما تتعدد السيناريوهات ما بين اللجوء إلى الأمم المتحدة، أو الانسحاب من دور الوساطة مع إسرائيل وحماس، أو حتى إعادة النظر في استضافة قادة الحركة على أراضيها، حذر خبراء من أن التداعيات قد تتجاوز الإطار القطري لتشمل مسار الحرب في غزة والعلاقات الإقليمية برمتها.
إدانة العدوان الإسرائيلي
من جانبه قال خبير العلاقات الدولية الدكتور أيمن سمير، إن قطر ومعها الدول العربية والإسلامية، إضافة إلى العديد من المنظمات الدولية والأمم المتحدة، أدانت السلوك الذي قامت به إسرائيل واستهدافها لدولة ذات سيادة وعضو في الجامعة العربية والأمم المتحدة.
وأضاف سمير، في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أن قطر من الممكن أن ترد على إسرائيل عبر التوجه إلى الأمم المتحدة والمطالبة باستصدار قرار من مجلس الأمن لإدانة العدوان الإسرائيلي على الأراضي القطرية.

حق النقض (الفيتو)
وأضاف: "لكن في تقديري هذا القرار لن يمر، حيث يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تستخدم حق النقض (الفيتو)، خصوصًا في ظل المعلومات التي تقول إن إسرائيل نفذت هذا الهجوم على الأراضي القطرية بعد إبلاغ الولايات المتحدة الأمريكية".
وتابع أن هناك تفاصيل غير رسمية نُشرت في الصحافة الأمريكية أشارت إلى أن الولايات المتحدة قدمت غطاءً جويًا للطائرات الإسرائيلية خلال توجهها وأثناء تحليقها لقصف مقرات تابعة لحركة حماس في قطر.
ملف الوساطة
وأوضح سمير، أنه في حال وجود أي نوع من التعاون بين قطر وإسرائيل في ملف الوساطة، فإن قطر يمكن أن تعلن انسحابها من هذا الدور، لافتًا إلى أنها كانت تقوم بدور الوسيط وتستضيف الوفود الإسرائيلية، وأحيانًا الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس.
وأكد أن من بين الخطوات التي قد تلجأ إليها قطر، مطالبة قادة حماس بمغادرة الأراضي القطرية باعتبار أن وجودهم يشكل سببًا رئيسيًا للأزمة، مشيرًا إلى أن هذا الطرح تردد سابقًا بشأن إمكانية أن تطلب الدوحة من قادة الحركة البحث عن مقر آخر.
معاقبة حركة حماس
وأضاف أن هناك عدة أماكن طُرحت كوجهات بديلة، من بينها إيران وسنغافورة وإندونيسيا.
وأشار سمير، إلى أن قطر أوضحت أكثر من مرة أنها تستضيف المكتب السياسي لحركة حماس على أراضيها بموجب اتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما أكدته الدوحة مرارًا عندما تعرضت لانتقادات من بعض دوائر الإدارة الديمقراطية السابقة في واشنطن، التي اتخذت آنذاك قرارات بمعاقبة حركة حماس.
وبيّن أن قطر كانت دائمًا ترد على هذه الانتقادات بالتأكيد على أنها تستضيف حماس بهدف توفير وسيلة لإدارة الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي عبر سلسلة من المفاوضات، نظرًا لكون الحركة فصيلًا أساسيًا على الساحة الفلسطينية.
قتل عدد من الأسرى
ولفت الخبير الاستراتيجي إلى أن الهجوم على قادة حماس يمكن أن تكون له تداعيات خطيرة على محورين: الأول، إذا تأكد مقتـل عدد من قادة الحركة في الدوحة، فقد يقدم الجناح العسكري لحماس على قتـل عدد من الأسرى الإسرائيليين الذين يحتجزهم، والثاني، أن فرص الدبلوماسية قد تراجعت بشكل كبير، ولم يعد هناك مجال لها، ليعود الجميع إلى لغة السلاح والرصاص.
وتابع قائلًا: "ما يحدث يرتبط بخطة إسرائيلية في مدينة غزة بأقصى شمال القطاع، وتستهدف الاستمرار في محاولة تهجير نحو مليون فلسطيني من شمال قطاع غزة إلى مناطق الوسط والجنوب القريبة من ساحل البحر الأبيض المتوسط".
موقف عربي موحد
من جانبه قال خبير العلاقات الدولية الدكتور طارق البرديسي، إن ما قامت به إسرائيل يجب ألا يمر دون عقاب، مؤكدًا ضرورة أن يكون هناك موقف عربي موحد يتجاوز حدود التنديد والشجب والإدانات، التي لم تعد إسرائيل تُعيرها أي اهتمام.
وأوضح البرديسي، في تصريحاته لـ"تليجراف مصر"، أن لقطر علاقات وثيقة واستراتيجية مع العديد من الدول، من بينها الولايات المتحدة الأمريكية وتل أبيب أيضًا، مشددًا على أهمية استثمار هذه الأوراق التجارية والاستثمارية والاستراتيجية لإظهار حجم الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل بحق السيادة الوطنية القطرية.

مصالح للدول الكبرى
وأضاف أن القانون الدولي لا يملك "أنيابًا" حقيقية، حيث لا يتحرك إلا عندما تكون هناك مصالح للدول الكبرى، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية، وبما أن هذه المصالح غير متوفرة في الحالة الراهنة، فلن يتحرك القانون الدولي.
وتابع البرديسي أن حركة حماس تُعد فصيلًا مقاومًا، معتبرًا أن ما قامت به إسرائيل يكشف أنها ليست دولة بالمعنى الحقيقي وإنما "عصابة إجرامية"، حيث شنت هجومًا على وفد تفاوضي من الحركة، وهو وفد غير عسكري.
وأشار إلى أن ما حدث سيؤثر على مسار الحرب الدائرة، إذ سيدفع إلى مزيد من الانتهاكات والأضرار التي سيتكبدها أهالي قطاع غزة، معتبرًا أن إسرائيل بصنيعها هذا "تصب مزيدًا من الزيت على النار".
وكان الجيش الإسرائيلي، أعلن استهداف وفد حركة حماس المفاوض بغارة جوية، بالعاصمة القطرية الدوحة.

وصرح مسؤول إسرائيلي، بأن هجوم الدوحة كان يستهدف مسؤولين كبارًا في حماس، كما أفاد فلسطينيون، بأن مسؤولين كبارًا في حماس كانوا يعقدون اجتماعًا وقت الهجوم.
ونقلت وكالة “رويترز”، عن شاهد عيان قوله، إنه سمع دوي عدة انفجارات في الدوحة اليوم، وشوهد تصاعد في سماء حي “كتارا” الثقافي بالعاصمة القطرية.

الأكثر قراءة
-
رغم رحيله في حادث.. جامعة عين شمس تكرم "مصطفى" في حفل تخرج
-
مريم منيب تُودع عمرو ستين بكلمات مؤثرة: كل حاجة في حياتي
-
قلبه توقف فجأة.. "إسعاف الأقصر" ينقذ مسنًا من موت محقق
-
حالتها الصحية خطيرة.. طبيبة تتهم زوجها بخطف ابنتها من داخل مستشفى
-
بطارية محسّنة.. مواصفات وسعر هاتف آيفون 17 برو ماكس الجديد
-
منهج العلوم المتكاملة للصف الأول الثانوي 2025 - 2026
-
"الحية" نجا من الأولى.. إسرائيل استهدفت قادة حماس في قطر بضربتين (خاص)
-
خطوات تقليل اغتراب نتيجة تنسيق المرحلة الثالثة 2025

أخبار ذات صلة
كيف وصلت المقاتلات الإسرائيلية إلى الدوحة.. هل هناك خيانة عربية؟
10 سبتمبر 2025 03:58 م
مواهب تستقبل كأس العالم 2026 لأول مرة.. وأساطير تودع اللعبة
10 سبتمبر 2025 02:38 م
ترجيحات إسرائيلية: خلاف بين الحية والحداد وراء استهداف مفاوضي حماس
09 سبتمبر 2025 06:43 م
خبراء يفسرون سبب اختيار الدوحة ملاذًا لقادة "حماس"
09 سبتمبر 2025 07:17 م
عمال مسابك الإسكندرية.. رحلة القابضين على جمر النار ترفض الاندثار
09 سبتمبر 2025 06:14 م
"شهادات مضروبة".. مافيا الأكاديميات الوهمية تسقط بمكتب "الإتش آر"
09 سبتمبر 2025 04:01 م
منهم 2 عرب.. قادة 5 دول إفريقية يحضرون حفل افتتاح سد النهضة
09 سبتمبر 2025 12:40 م
ماذا يعني تقنين أراضي الدولة؟.. قراءة خاصة في القانون الجديد
09 سبتمبر 2025 11:26 ص
أكثر الكلمات انتشاراً