الأربعاء، 10 سبتمبر 2025

09:55 م

كيف وصلت المقاتلات الإسرائيلية إلى الدوحة.. هل هناك خيانة عربية؟

مقاتلات F-35 الإسرائيلية - أرشيفية

مقاتلات F-35 الإسرائيلية - أرشيفية

نهى رجب

A .A

استطاعت 10 مقاتلات حربية إسرائيلية اختراق الدفاعات القطرية، أمس، وإطلاق 10 صواريخ على موقع اجتماع وفد حركة “حماس” الفلسطينية في الدوحة، غير أن السؤال الذي يطرح نفسه كيف وصلت هذه الطائرات الإسرائيلية إلى الأراضي القطرية؟

القناة 14 العبرية أثارت جدلًا بإجابتها عن السؤال بأن طائرات تل أبيب الحربية حلَّقت عبر مسار طوله 1800 كيلومتر بدخولها الأجواء الأردن والسعودية، وهي رواية إسرائيلية مشكوك في صحتها، وفقًا للجغرافيا السياسية للمنطقة وسيادة الدول الخليجية الكبرى، وأيضًا تكذيب عمّان لها، وكذلك ما رصده الجيش الأمريكي وفق ما أكده 3 مسؤولين بواشنطن لموقع "أكسيوس" الأمريكي.

ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية عن مصدر عسكري أردني، أمس، نفيه مرور طائرات إسرائيلية اليوم فوق الأجواء الأردنية لضرب أهداف داخل دولة قطر، مؤكدًا أنها ادعاءات باطلة لا أساس لها من الصحة.

وأكد 3 مسؤولين أمريكيين لموقع "أكسيوس"، أن الجيش الأمريكي رصد طائرات إسرائيلية تحلق شرقًا باتجاه الخليج العربي، ووفقا للخرائط والجغرافيا فإن شرق الخليج العربي هي الجهة المقابلة لشبه الجزيرة العربية من ناحية إيران، حيث يمتد الساحل الشرقي للخليج من البصرة في العراق إلى مضيق هرمز.

الجيش الأمريكي طلب من تل أبيب توضيحًا بشأن الطائرات الإسرائيلية التي رصدها،  لكن بحلول الوقت الذي قدمت فيه إسرائيل توضيحًا، كانت الصواريخ انطلقت بالفعل تجاه الدوحة.

ولم يحدد "أكسيوس" كيف رصد الجيش الأمريكي، الطائرات الإسرائيلية، غير أن التفسير الأقرب هو عبر رادارات الأسطول الخامس الأمريكي الذي يقع في البحرين وتتركز منطقة نشاطه في المجال الممتد من البحر الأحمر إلى الخليج العربي، مرورًا بالمحيط الهندي وبحر العرب.

ووفقًا للمعلومات التي قدمها الموقع الأمريكي، فإن السيناريو الأقرب لمسار المقاتلات الإسرائيلية ببدء خروجها من تل أبيب متجه إلى سوريا ومنها إلى العراق باعتبار أجوائهما يسهل التحليق فوقها، حتى دخلت مياه الخليج العربي مستفيدة من المسار البحري المفتوح، وصولًا إلى قطر، بمسافة تُقدر بنحو 2000 كيلومتر.

 

غير إن هناك سيناريو آخر لمسار المقاتلات الإسرائيلية، يبدأ من تل أبيب إلى الأجواء الأردنية مرورًا بالأجواء السعودية وتحديدًا في صحراء الرُبع الخالي، وصولًا إلى قطر في مسافة تقدر بنحو 1700 كم، أما آخر سيناريو عبر البحر الأحمر وخليج عدن ثم بحر العرب إلى الخليج العربي بمسافة تقدر بنحو 6000 كم، وهي أطول نسبيًا وأقل ترجيحًا.

قبل تنفيذ العملية الإسرائيلية تجاه قطر، أبلغت مصر وتركيا قيادات بارزة في حركة “حماس” بوجود مخطط إسرائيلي لعملية اغتيال جديدة في الدوحة، لكن يبدو أن القيادات لم تعر اهتمامًا كبيرًا بالتحذير، خصوصًا أن ضرب الدوحة غير متوقع بالمرة، وفقما نشرت القناة 14 الإسرائيلية.

تأكيد رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبدالرحمن، بأن منظومة الدفاع والرادارات القطرية لم تتمكن من رصد السلاح الإسرائيلي، يبرز التفوق النوعي للقوات الجوية الإسرائيلية في المنطقة، وهو التفوق الذي تضمنه واشنطن وفقًا لاتفاقية بينهما، إذ تمتلك إسرائيل مقاتلات من الجيل الخامس مثل طراز F-35 الأمريكية، ما يجعلها الدولة الوحيدة في المنطقة المزودة بهذه الطائرات المتطورة، والتي استخدمتها في تنفيذ ضربات دقيقة ضد أهداف استراتيجية في إيران وسوريا، إذ تتميز بقدرات التخفي ما يجعل من الصعب على الرادارات التقليدية رصدها بسهولة.

وإذا استخدمت تل أبيب طائرات الـF-35 (بسرعة قصوى نحو 1,930 كم/س) فإنها تستغرق ساعة واحدة أو أقل للوصول إلى هدفها، وهو وقت كاف سمح لتل أبيب بإبلاغ الولايات المتحدة، من ثم طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من مبعوثه بالشرق الأوسط سيف ويتكوف بإبلاغ قطر بالضربة، غير أن رئيس وزرائها أكد أن الإبلاغ وصل متأخرًا وبعد الضربة بنحو 10 دقائق.

search