الإثنين، 15 سبتمبر 2025

05:59 م

لماذا امتنعت تونس والعراق وإيران عن التصويت على حل الدولتين؟.. أستاذ علوم سياسية يوضح

لماذا إمتنعتا تونس والعراق عن التصويت لحل الدولتين

لماذا إمتنعتا تونس والعراق عن التصويت لحل الدولتين

أثار امتناع كل من تونس والعراق عن التصويت في مشروع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي دعا إلى التصويت على حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين، جدلاً واسعًا وفتح باب التساؤلات حول خلفيات هذا الموقف وأبعاده.

موقف تونس: اعتراض على نص البيان

في هذا السياق، قال المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس الدكتور أيمن الرقب، في حديث خاص لـ"تليجراف مصر"، إن موقف تونس من عدم التصويت على الاعتراف بدولة فلسطين لم يكن اعتراضًا على مبدأ حل الدولتين كما تم تداوله في بعض التقارير، بل جاء نتيجة رفضها نص البيان الصادر عن الجمعية العامة في نيويورك يومي 29 و30 يوليو الماضي.

الدكتور أيمن الرقب المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس

وأضاف الرقب أن تونس اعتبرت أن الدباجة التي تضمنها نص القرار كانت تحتوي على "مغالطات"، حيث رأت أنها إدانة غير مباشرة للمقاومة الفلسطينية، الأمر الذي دفعها إلى الامتناع عن التصويت. 

وذكر أن تونس رأت في النص تساويًا بين "المعتدي والضحية"، وهو ما يتعارض مع موقفها المبدئي الداعم للمقاومة الفلسطينية.

تونس ترفض المس بشرعية المقاومة الفلسطينية

أكد الرقب أن غياب تونس عن المشاركة في القمة الأممية يعكس "موقفًا واضحًا" يرفض أي صياغة دولية تمس بشرعية مقاومة الشعب الفلسطيني.

موقف العراق: إدانة المقاومة الفلسطينية

أما بشأن العراق، فقد أوضح الرقب أن بغداد لم تحضر اجتماع الجمعية العامة ولم تشارك بالتالي في عملية التصويت على القرار، وبرر ذلك بأن نص البيان الذي تم إقراره جاء محملاً بإشارات تُدين المقاومة الفلسطينية، وبالتالي لم تلقَ قبولًا لدى العراق. 

وأضاف أن العراق رفض الصياغات التي تتضمن عبارات تشير إلى محاولة إرضاء بعض الدول الغربية، خاصة فيما يتعلق بإدانة أحداث السابع من أكتوبر. 

وأشار إلى أن هذه الصياغات لم تكن متوافقة مع الموقف العراقي الرافض للاعتراف بإسرائيل، مما جعل بغداد تختار عدم الحضور والامتناع عن التصويت.

موقف إيران من التصويت على حل الدولتين

وقال إن إيران فضلت عدم المشاركة في جلسات الجمعية العامة لتجنب خيار الامتناع أو التصويت ضد القرار. وأضاف أن نص البيان الصادر عن مؤتمر نيويورك، الذي انعقد في 29 و30 يوليو الماضي، تضمن إدانة صريحة لأحداث السابع من أكتوبر، بالإضافة إلى دعوات لإبعاد حركة حماس عن المشهد السياسي الفلسطيني.

وأضاف الرقب أن إيران رأت في هذا إدانة غير مباشرة لما تعتبره "نضالًا مشروعًا" ضد الاحتلال الإسرائيلي، فضلاً عن تدخل في الشؤون الداخلية للشعب الفلسطيني.

إيران تعترض على نصوص البيان وليس على مبدأ حل الدولتين

وأكد المحلل السياسي، أن الموقف الإيراني لا يعني رفض حل الدولتين بحد ذاته، بل هو اعتراض على صياغة البيان الذي تضمن، بحسب وصفه، إدانة غير متوازنة. مشيرًا إلى أن طهران تعتبر المشكلة الأساسية في النصوص التي خرج بها مؤتمر نيويورك، وليس في المبدأ السياسي لحل الدولتين.

الصحف الأمريكية: تحول تدريجي في سياسات الدول العربية

وفيما يتعلق بتغطية الصحف الأمريكية، قالت صحيفة "Brookings" إن الموقف التونسي يعكس تحولًا تدريجيًا في سياسة البلاد الخارجية، خاصة تحت قيادة الرئيس قيس سعيد، حيث بدأت تونس تتجنب استخدام بعض المصطلحات التقليدية مثل "الحدود عام 1967" وحل الدولتين، مفضلة خطابًا أكثر وضوحًا في دعم حق الفلسطينيين في كامل أراضيهم التاريخية.

إمتناع تونس: رفض لصيغة مجحفة بحق المقاومة الفلسطينية

من جانبها، سلطت صحف عربية وغربية الضوء على أن امتناع تونس كان بمثابة رفض لصيغة أُعتبرت مجحفة بحق المقاومة الفلسطينية وغير كافية في إدانة الاحتلال.

موقف العراق يتماشى مع السياسة الدستورية

في المقابل، أشارت وسائل إعلام دولية إلى أن موقف العراق يتماشى مع سياسته الدستورية والقانونية التي لا تعترف بإسرائيل كدولة. 

وأوضحت أن أي نص يتضمن تبنّيًا غير مباشر لـ "حل الدولتين" قد يُفهم على أنه اعتراف ضمني بإسرائيل، وهو ما يتعارض مع الثوابت الوطنية العراقية، بحسب ما ورد في صحيفة "الإندبندنت" العربية.

search