لماذا فشلت صواريخ الحوثي على مدار عامين ونجحت إيران في 12 يوما؟
صاروخ حوثي
لا يوجد إسرائيلي واحد لا يعرف خطورة إطلاق صاروخ باليستي، لا سيما بعد أن أطلقت إيران حوالي 530 صاروخًا، أصابت بعضها منازل، وأسفرت عن مقتل 31 شخصًا وإصابة أكثر من 3000، ولكن التساؤل ما الأضرار التي أحدثتها صواريخ الحوثيين؟
وكشفت صحيفة “كالكليست” الإسرائيلية، أن الحوثي لا يُطلق سوى صاروخ أو صاروخين في كل دفعة، ومعدل اعتراض جيش الدفاع الإسرائيلي للصواريخ هائل حقًا، ولكن هذا ليس بالضرورة صحيحًا أو مضمونًا، وهو بالتأكيد يستحق التعمق في دراسته.

ودرس الموقع متوسط إطلاق الصواريخ في فترة عام كامل، من أغسطس 2024 حتى الآن، وهي فترة أطلق فيها الحوثيون نحو 70 صاروخًا على إسرائيل.
ووفقًا لتقارير مُحدّثة، فقد فشل نحو عشرة منها وتفككت في طريقها، وذكرت وسائل إعلام عربية أن صاروخين أخطآ هدفهما وسقطا في مصر والسعودية، ونجح الجيش الإسرائيلي في اعتراض جميع الصواريخ تقريبًا التي انطلقت كما هو مُخطط لها وهددت الأراضي الإسرائيلية.
وأوضحت الصحيفة، أن ثلاثة منها سقطت، بواقع واحد في رامات جان في نهاية ديسمبر 2024، والثاني في يافا بعد يومين فقط، والثالث في منطقة مطار بن جوريون في مايو 2025، كما سقطت شظايا صاروخية وشظايا صواريخ اعتراضية في مناطق أخرى.

وأشارت الصحيفة إلى أن نسبة نجاح عمليات الاعتراض تقترب من 95%، وهي نسبة لا يحققها أي نظام دفاع جوي تقريبًا في العالم، إلا أن الهجمات كانت ممكنة أيضًا بسبب أعطال في الجانب الإسرائيلي، فليس سرًا أن الدفاع الجوي ليس مضمونًا بنسبة 100%.
وتحدثت الصحيفة عن المواجهة الإسرائيلية الإيرانية، والتي وصفتها بـ"مباراة الشرق الأوسط" التي استمرت 12 يومًا، حيث أبلغ المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي رسميًا عن معدل اعتراض بلغ 86%، وعندما تقارن البيانات، فإن فرصة إصابة صاروخ يمني واحد أقل بخمس مرات مقارنة بصاروخ أطلقه الإيرانيون.

صواريخ إيرانية متطورة
من المثير للاهتمام، أن معظم ما أطلقه الحوثيون من صواريخ إيرانية، كان أكثر تطورًا مما أطلقته إيران نفسها خلال اثني عشر يومًا من القتال، حيث يعتمد اليمنيون كليًا على صاروخ "فتح 1"، الذي أطلق في عام 2023، ويُزعم أنه "سلاح فرط صوتي قابل للمناورة"، وهي فئة من الأسلحة قيد التطوير ويمكن أن تحل يومًا ما محل الصواريخ الباليستية.

وأوضحت أن تلك الصواريخ الحوثية استخدمتها إيران نفسها في آخر وابل أطلقته على إسرائيل، والذي يعمل بالوقود الصلب، وبالتالي يُمكن إطلاقه دون الحاجة إلى إعادة تزويد بالوقود مما يُصدر ضجيجًا، وهي ميزة مهمة لجيش يسعى لإخفاء مواقع إطلاقه، وفي مقدمة الفتحة، يوجد رأس مرن قادر على تصحيح مساره والانحناء قليلًا لتصعيب اعتراضه وتتبعه، أما التوجيه بالقصور الذاتي، فهو مشابهٌ لأي صاروخ باليستي، مدعم بنظام ملاحة عبر الأقمار الصناعية.
تكمن ميزة الصاروخ أنه نظريًا، يمكنه زرع قنبلة تزن مئات الكيلوجرامات بدقة تصل إلى حوالي 20 مترًا - وهو رقم يرقى للصواريخ الغربية.

رؤوس حربية عنقودية
وأفادت تقارير مؤخرا بأن الحوثيين أطلقوا أيضا نسخة برأس حربي عنقودي ينشر ما بين 12 إلى 36 قنبلة صغيرة يصعب اعتراضها، كل منها تحمل قنبلة تزن من 2 إلى 3 كجم، وهو أيضا رأس حربي تم تطويره في إيران واستخدامه ضد إسرائيل، ويبدو أنه تم تطويره في الأصل لضرب أهداف كبيرة بمكونات حساسة للغاية، مثل مرافق تخزين الوقود والغاز في مصافي التكرير في المملكة العربية السعودية.

عيوب النهج الحوثي لإطلاق الصواريخ
ولفتت الصحيفة إلى أن النهج الحوثي له عيوب ملحوظة أيضًا، حيث تصل الصواريخ من إيران إلى اليمن قطعة واحدة أو على أجزاء، ليتم تجميعها في ورشة عمل محلية، وفي هذه الحالة تزداد فرصة فشل الإطلاق، وتبين أن بعض الصواريخ فشلت في الهواء لأنه لم يتم غلق ختم أنبوب الغاز تمامًا، وأن ضربة على طول الطريق أدت إلى فكه تمامًا.
وتوجد مسألة جوهرية أخرى، وهي المدى، حيث صُمم صاروخ "فاتح 1" ليحلق لمسافة 1400 كيلومتر تقريبًا، وهي مسافة غير كافية للوصول من اليمن إلى إسرائيل، ولذلك من المرجح أن الحوثيين يمتلكون نسخة بقنبلة أصغر حجمًا، ووقود أقل للمناورة؛ فزيادة مدى السلاح عادة ما تأتي على حساب الشحنة المتفجرة.

كيف نجحت الصواريخ الإيرانية بإختراق الدفاع الجوي الإسرائيلي
وأوضحت كيف حققت الصواريخ التي أطلقت من إيران معدل إصابة أعلى، حيث أطلقت طهران وابلًا كثيفًا من الصواريخ، يصل أحياناً إلى 120 صاروخًا يوميًا، بالإضافة إلى قصر المسافة بين مكان الإطلاق والهدف مقارنة باليمن، مما يُقلل من زمن الرد.
وأضافت أن السبب الأكثر أهمية وراء النجاح الإيراني هو العمل في شكل كتائب الإطلاق والجيش المنظم، الذي لديه العديد من الطرق والأدوات لجعل مجموعات الاعتراض صعبة.

وأكدت أن الحوثيين لا يفعلون شيئًا من هذا، لأن هدفهم الأهم في كل وابل هو القدرة على إطلاق وابل جديد، باختصار، البقاء في الساحة، وعدم كشف قواعد الإطلاق، لأن أجهزة الاستخبارات الغربية لا تملك معلومات كافية ومركزة على قواعد الصواريخ في اليمن، وإلا، لكانت قد دُمرت في عهد بايدن.

ورأت الصحيفة أن الحوثيين يخافون من فقدان هذه الميزة، وليس لديهم الكثير من القاذفات، لذلك فإنهم يسحبون صاروخا واحدا في كل مرة، والذي يطلق النار ويعود إلى مكانه المختبئ، وفي نظرهم فإن الأساليب الأكثر إبداعا من شأنها أن تعرضهم للخطر، وهم يحققون الغرض من إطلاقهم للصواريخ وهو إرهاب السكان حتى بدونهم.

الأكثر قراءة
-
خانت زوجها واتهمته بإلقائها من الشرفة، جريمة غريبة بمنشأة القناطر والعشيق يبرىء الزوج
-
قرض الـ 800 مليون دولار، هل المتحف المصري الكبير بحق انتفاع لليابان؟
-
20 دولارا للتأشيرات أو الخدمات.. "النواب" يوافق على قرار هام يخص المصريين بالخارج والسائحين
-
رابط نتيجة الشهادة الابتدائية ولاية نهر النيل 2025
-
سعر صرف الدولار مقابل الجنيه اليوم الأحد 2 نوفمبر 2025، كم وصل؟
-
مدرب كورال افتتاح المتحف المصري: واجهنا صعوبات، وهذا كان التحدي الأكبر
-
كانت بتعدل طرحتها، إنقاذ فتاة ابتلعت دبوس داخل مدرسة بالأقصر
-
الافتتاح الكبير.. وخطة العمل المنتظرة
أخبار ذات صلة
لأسباب أمنية، الجيش الإسرائيلي يسحب 700 مركبة صينية من ضباطه
02 نوفمبر 2025 07:16 م
رحلة النازحين من الفاشر إلى طويلة، صراعات ومخاطر وجوع يهدد المدنيين
02 نوفمبر 2025 04:17 م
هزة أرضية تضرب ريف دمشق وتثير قلق السكان
02 نوفمبر 2025 01:15 م
الحكومة السورية: لا نسعى لصراعات ونرغب في علاقات متوازنة مع الجميع
02 نوفمبر 2025 12:00 م
بينهم أطفال، حريق متجر يودي بحياة 23 شخصا في المكسيك (فيديو)
02 نوفمبر 2025 10:12 ص
حماس ترد على ادعاءات أمريكية بنهب قوافل المساعدات في غزة
02 نوفمبر 2025 09:46 ص
إسبانيا تعتذر عن "الظلم" تجاه السكان الأصليين في المكسيك
02 نوفمبر 2025 08:11 ص
أكثر الكلمات انتشاراً