الخميس، 25 سبتمبر 2025

10:01 ص

موكب ترامب يربك حسابات ماكرون وأردوغان.. هل تعمّد إهانتهما؟

صورة تم إنشاؤها بالذكاء الاصطناعي، تجمع الرئيس ترامب، ونظيريه ماكرون وأردوغان

صورة تم إنشاؤها بالذكاء الاصطناعي، تجمع الرئيس ترامب، ونظيريه ماكرون وأردوغان

شهدت نيويورك، خلال انعقاد الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حادثتين متتاليتين أربكتا البروتوكولات الدبلوماسية وأثارتا ضجة واسعة، بعد أن تسبب موكب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تعطيل مرور موكبي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

الواقعتان، اللتان انتشرتا على نطاق واسع عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، أثارتا تساؤلات حول طريقة تعامل الأجهزة الأمنية الأمريكية مع قادة الدول الزائرين، وألقتا بظلال سلبية على صورة الولايات المتحدة كدولة مضيفة لأكبر تجمع دبلوماسي عالمي.

ماكرون يتعطل في الشارع بسبب موكب ترامب

البداية كانت مساء الإثنين، عقب انتهاء خطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مقر الأمم المتحدة، حيث أظهر مقطع فيديو نشره حساب Brut على منصات التواصل، لحظة إيقاف الشرطة الأمريكية لموكب ماكرون في شارع مغلق.

توجه ضباط الشرطة إلى الرئيس الفرنسي قائلين: “نعتذر سيادة الرئيس، كل شيء مغلق الآن”، في إشارة إلى مرور الموكب الرئاسي الأمريكي بعد لحظات.

المشهد دفع ماكرون إلى التعامل مع الموقف بروح مرنة، فاتصل هاتفيًا بترامب مازحًا: “تخيل ماذا؟ أنا الآن أنتظر في الشارع لأن كل شيء مغلق من أجلك”.

وبعد دقائق من الانتظار، فُتح الشارع جزئيًا للمشاة فقط، ما اضطر الرئيس الفرنسي لمتابعة المكالمة مع ترامب وهو يسير على قدميه نحو مقر السفارة الفرنسية في نيويورك.

أردوغان يواجه الموقف نفسه بعد يومين

لم تمر سوى ساعات حتى تكرر المشهد، لكن هذه المرة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث أظهرت لقطات مصورة نشرتها وسائل إعلام أمريكية ودولية، صباح الأربعاء، قيام الشرطة الأمريكية بإيقاف موكب أردوغان وفريقه في أحد شوارع نيويورك، وإبلاغهم بضرورة الانتظار حتى يمر موكب ترامب.

خبير علاقات دولية: تصرف ترامب يحمل رسائل سياسية خفية

وحول هذا الأمر قال خبير العلاقات الدولية الدكتور أيمن الرقب إن ما جرى خلال مرور موكب الرئيس الأمريكي بالتزامن مع مرور موكبي الرئيس الفرنسي ونظيره التركي، لا يمكن استبعاد أن يكون قد تم عن قصد، رغم الرواية الرسمية التي تصفه بالصدفة.

وأوضح الرقب خلال تصريحاته لـ"تليجراف مصر"، أن “ترامب معروف بشخصيته المثيرة للجدل وتصرفاته الصبيانية، ولا يُستبعد أن يكون أراد توجيه رسالة محرجة للزعيمين، خاصة وأن ماكرون أعلن مؤخرًا اعترافه بدولة فلسطين، كما أن مواقف أنقرة الداعمة للقضية الفلسطينية ليست خافية”.

وأشار الرقب، إلى أن الموقف الرسمي الأمريكي اكتفى بتبرير الحادثة بأن المواكب تزامنت في نفس الوقت وأن الشرطة تصرفت بشكل اعتيادي، إلا أن ذلك لا يمنع وجود رسائل غير مباشرة وراء المشهد، خاصة في ظل التوترات السياسية القائمة.

غير لائق دبلوماسيًا

وأكد الرقب أنه “من غير اللائق دبلوماسيًا التعامل بهذه الطريقة مع رؤساء دول ضيوف على الأراضي الأمريكية، حتى وإن لم تكن هناك لقاءات مقررة معهم، فواشنطن تتحمل مسؤولية توفير بيئة تحترم البروتوكول الدولي، خصوصًا خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة”.

وختم الخبير بالقول: “رغم وجود مؤشرات تستبعد التعمد، مثل اللقاء الإيجابي الذي جمع ترامب بالرئيس أردوغان قبل يوم من الحادثة، إلا أن دلالات الموقف تبقى حساسة وتعكس طبيعة نهج ترامب غير التقليدي في التعامل مع قادة العالم”.

انعقاد الجمعية العامة

وتزامنت هذه الحوادث مع افتتاح أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء 23 سبتمبر 2025، والتي تستمر حتى 29 سبتمبر.

جاء شعار الدورة هذا العام: “معًا نحقق الأفضل: ثمانون عامًا وأكثر من أجل السلام والتنمية وحقوق الإنسان”، في وقت طغت فيه الملفات الساخنة على المناقشات، خاصة قضايا الشرق الأوسط.

وشهدت الجلسات إعلان عدد من الدول، منها أستراليا وكندا وبريطانيا والبرتغال، اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، إلى جانب تصاعد النقاشات حول الوضع الإنساني في غزة والأزمات الإقليمية في سوريا واليمن.

search