قصة عمرو طلبة.. العميل النائم الذي رفع العلم في قلب العدو

البطل عمرو طلبة
في مثل هذا اليوم، السادس من أكتوبر، استطاعت مصر أن تحقق انتصارًا عظيمًا، وترفع العلم المصري عاليًا على أرض سيناء بعد استردادها، على يد أبطالها الذين ضحوا بأرواحهم على جبهة القتال.
ولكن هناك أيضًا معارك استخباراتية جاسوسية مصرية خفية، يبرز فيها اسم “عمرو طلبة” كأحد أقوى رجالها.

من هو عمرو طلبة؟
كان عمرو طلبة شابًا مصريًا مدربًا للغاية في أحد أقسام المخابرات المتخصصة في المعايشة الإسرائيلية؛ ذلك القسم الذي لا يُسمح فيه بالتحدث سوى بالعبرية، حيث كانت كل الأشياء بداخله بهذه اللغة فقط مثل: “اللافتات، إشارات المرور، المقاهي والتلفزيون”، كأنه يعيش في إسرائيل، إذ يمكن لخريجي هذا المركز العيش في قلب إسرائيل، حسبما قال الكاتب المتخصص في عالم المخابرات والجاسوسية، الدكتور نبيل فاروق، في حوار سابق ببرنامج “على القهوة” المذاع على قناة “دريم زمان”.
عمرو طلبة الحقيقي
وأضاف فاروق أنه تم إرسال عمرو طلبة سنة 1968، حيث كان النظام الإسرائيلي حينذاك يسمح بوجود عملاء، على عكس النظام المصري. فكانت إسرائيل تستقبل وافدين ومهاجرين في وقت “ذروة” بعد انتصارها عام 1967، حيث احتلت مساحة أكبر وكانت بحاجة إلى أعداد ضخمة، وكانت هذه فرصة لإرسال عميل له تاريخ، مشيرًا إلى أنهم في المخابرات كانوا يبحثون عن رجل يجمع بين صفتين، هما أن يكون له تاريخ في مصر وغير معروف، فوجدوا موسى ذكي رافع أو ما يسمى “موشي زكي رافي”.
من هو موسى ذكي رافع؟
وبحسب الحوار التلفزيوني، فإن موسى ذكي رافع كان يهوديًا يبيع أشياء صغيرة في الأسواق، واضطر إلى الهروب من ضيق المعيشة إلى طنطا بحثًا عن عمل، إلى أن تدهورت حالته الصحية وتوفى في صمت.
وفي الوقت نفسه، لا يعلم أحد تاريخه في طنطا، فانتهزت المخابرات هذه الفرصة وبدأت في إعداد “عمرو طلبة” ليتحول إلى "موشي زكي رافي"، حيث عاد إلى المكان الذي كان فيه زكي رافع وتعامل وكأنه ابنه.
وبدأ يتردد على المعبد اليهودي، ويندمج في حياتهم، إلى أن حصل على وثيقة سفر في مارس 1967 من مصر إلى ولاية كوالالمبور بماليزيا، ومنها إلى إسرائيل، كمواطن مصري يهودي له حق السفر.
نظرًا لعدم وجود وسيلة مواصلات مباشرة في ذلك الحين، انتظر فترة واختلط بالجالية اليهودية، حتى تم اقتراح عليه السفر إلى إسرائيل، وبدأ يتعامل بشكل طبيعي وتحول إلى “العميل النائم".
والعميل النائم بالنسبة للمخابرات، لا ينبغي له الاتصال أو الحصول على أية معلومة، حتى لو حصل على معلومات حساسة لا يمسها؛ لأن تلك المرحلة تسمى بـ “التوطين” أو “الاستقرار”، والتي لا يصح فيها مهما كانت الفائدة المرجوة أن يتم إرسال معلومات، حيث يظل نائمًا إلى أن يأتيه الأمر بالتحرك.
استشهاد عمرو طلبة
عُين عمرو طلبة في إدارة الرقابة بالبريد العسكري، ثم تم إرساله إلى الجبهة على البريد العسكري، وهي منطقة شديدة الحيوية. وبدأ بإرسال الرسائل اللاسلكية، حتى أصبح مسؤولًا يصدر الأوامر العسكرية ويبلغها لمصر.
جاء السادس من أكتوبر الساعة الثانية ظهرًا، حيث أرسلت مصر له رسالة لاسلكية أن يدعي ألمًا في المعدة كي يغادر المكان، ويذهب إلى نقطة طبية تبعد 200 متر عن الموقع، لأنه كان أحد أهداف العدو.
ولكن عمرو طلبة أدرك أن الحرب ستبدأ، فرفض المغادرة، وقرر أن يواصل إرسال المعلومات، حتى تم قصف الموقع وانقطع الإرسال. وأرسلت مصر طائرة هليكوبتر في تمام الساعة 6:00 مساءً إلى الضفة الشرقية للبحث عن شهيد مصري يحمل اسم “موشي زكي رافي”، وتم لفه بالعلم المصري إلى القاهرة وقراءة الفاتحة على روحه.

الأكثر قراءة
-
اتصور مع الأمن.. الحقيقة الكاملة لصورة مرشح داخل مجمع الأقصر الطبي
-
على طريق الغدر.. التفاصيل الكاملة للتخلص من سائق على يد زميله في العمل
-
خلاف عائلي ينتهي برحيل شقيقين في الغربية
-
مصور "الفعل الفاضح": كان هيتسبب في كارثة على المحور
-
كرم ضيافة يليق بالرئيس السادات
-
6 أشهر في الشارع.. سيدة أجنبية تستغيث: "ابني طردني وجواز السفر اتسرق"
-
منصة الإيجار القديم 2025 تنطلق رسميًا.. إليك الرابط وطريقة التقديم
-
أبطال في الكورة والحرب.. نجوم شاركوا بملحمة أكتوبر أبرزهم من الأهلي والزمالك

أخبار ذات صلة
بيبو والمعلم.. نموذج استثنائي للروح الرياضية تخطى حدود الملاعب
06 أكتوبر 2025 05:13 م
"يا طبول دقي للنصر".. السمسمية تتحرّر من الهزيمة
06 أكتوبر 2025 03:46 م
أسباب أزمة الإسماعيلي في الدوري الممتاز.. و"روشتة العلاج"
06 أكتوبر 2025 03:29 م
على حسين مهدي يرد على منتقدي اعتذاره للرئيس السيسي وعودته إلى مصر
06 أكتوبر 2025 03:11 م
أكثر الكلمات انتشاراً