الإثنين، 06 أكتوبر 2025

06:50 م

صالح عطية.. صغير الجاسوسية الذي خدع عتاولة الموساد بالبيض والأغنام

الطفل صالح عطية

الطفل صالح عطية

بعد نكسة 1967 واحتلال العدو الإسرائيلي، سيناء، عكف جهاز المخابرات المصرية، على البحث عن رجال من أهالي سيناء خلف خطوط العدو، لإمدادهم بالمعلومات عن تحركات ومواقع الجيش الإسرائيلي، كان لها عظيم الأثر في انتصار السادس من أكتوبر، جسدت بطولات لن يمحوها الزمن؛ لعل أبرزها قصة بطولة الطفل صالح عطية، الذي عُرف بـ“أصغر جاسوس في التاريخ”.

أصغر جاسوس مصري صالح عطية

ورث صالح، مهنته من البيئة التي نشأ فيها، فرعى الأغنام والدواجن في صحاري سيناء، وكان طفلًا نشيطًا مفعمًا بالحيوية، فطن البصيرة، وهو ما لفت أنظار المخابرات المصرية إليه ليقرروا تجنيده بدلًا من والده.

1968 وهو العام الذي أقامت فيه إسرائيل، حصونها المنيعة على أراضي سيناء، بطول القناة متوغلة في أراضي البلاد، لم تتوان المخابرات بقيادة الرائد الكيلاني على زرع صالح بين معسكرات اليهود، بسلة بيض ووجه بريء، بدأ الصغير، يتغلغل بين الثكنات العسكرية بانسيابية يبيع البيض لجنود العدو، ويجمع المعلومات عنهم بعدما تلقى تدريبًا مكثفًا على يد الكيلاني.

جاسوس صغير بين مخالب العدو

بحنكة وذكاء، استطاع صالح، إبلاغ المخابرات المصرية بالعديد من المعلومات الحساسة عن العدو، فأخبرهم بتعداد قواتهم ونوعية سلاحهم، وطبيعة معيشتهم في الثكنات العسكرية، وترتيب جداول حرساتهم الليلية، وطبيعة حصونهم في الصحراء، وأعداد الجنود، وأماكن نومهم، والمعدات الموجودة بالمعسكرات، وخرائط الألغام المزروعة حول الثكنات، وخرائط مخازن الأسلحة والذخيرة، وأماكن مولدات الكهرباء وخزانات المياه.

شخصية صالح العفوية ساهمت في توطيد علاقاته مع الجنود الإسرائيليين، ما مكنه من زرع حوال 55 جهاز تنصت في ثكناتهم مكنت المخابرات المصرية، على التنصت على جميع خططهم وتحركاتهم، وكانت تلك إحدى أهم الركائز لنصر السادس من أكتوبر.

ورغم صداقة الصغير صالح مع جنود الاحتلال، فإنه تعرض للسباب والضرب والتنكيل من قبلهم، فلم يراعوا قلة حيلته ولا ضعف بنيانه، واستخدموا معه أساليب التخويف، وكان الرائد الكيلاني الذي كان متسللًا لسيناء في هوية أعرابي يتاجر في المخدرات ليخفي هويته، دائم القلق على الطفل الصغير، حتى إذا تأخر على لقائه كانت الظنون تموج به، ويعتقد أن العدو أسره ويقوم بتعذيبه والتنكيل به بأسوأ طريقة. 

حرب السادس من أكتوبر

وفي شهر سبتمبر عام 1973، قبل 20 يومًا من اندلاع حرب السادس من أكتوبر، صدر قرار بنقل الطفل صالح وأسرته بأمر من المخابرات المصرية، من سيناء للقاهرة، استقبلهم الرئيس محمد أنور السادات آنذاك باحتفاء، وبعد تحقيق النصر، كان المرة الأولى التي يعي فيها صالح أهمية العمليات التي قام بها، فملأته الدهشة والفخر والسعادة. 

ولم يترك الكيلاني، الطفل، بعد ذلك فتكفل بتعليمه، ليكبر صالح وينشأ نشأة سليمة، حتى صار جزءًا من المخابرات المصرية بعد وصوله لمرحلة الشباب، استمرارًا لمسيرة إنجازاته الحافلة في تاريخ مصر.

search