الأربعاء، 08 أكتوبر 2025

10:51 ص

السادات أفصح لمبارك بحقيقة أشرف مروان.. ماذا قال؟

مبارك والسادات

مبارك والسادات

كشف أمين عام الجامعة العربية، الدكتور أحمد أبو الغيط، موقفًا جمعه مع الرئيس حسني مبارك، بشأن ما أثير حول أشرف مروان والذي يعد من أكثر الشخصيات إثارةً للجدل في تاريخ الجاسوسية بين مصر وإسرائيل، بين من يراه بطلًا قوميًا مصريًا خدع إسرائيل، وبين من يعتبره أهم عميل زرعته دولة العبرية في قلب القيادة.

 يدس بعض الأخبار غير الحقيقية

وقال أبو الغيط، خلال إطلاق النسخ المترجمة من كتابيه "شاهد على الحرب والسلام" و"شهادتي"، أنه جمعه لقاء بالرئيس مبارك في مدينة شرم الشيخ، وجاء الحديث على أشرف مروان، وقال الرئيس مبارك له إن الرئيس أنور السادات أفصح له نصًّا “أصل يا حسني أنا بشغله على الإسرائيليين، أنا بس”.

وأوضح أن السادات كان يدس بعض الأخبار غير الحقيقية على الإسرائيليين من خلال أشرف مروان، مؤكدًا أنه كان وطنيًّا حتى النخاع، حيث نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، تقريرًا يكشف خبايا جديدة تتعلق بدور “الملاك” الاسم الرمزي الذي أطلقه الموساد على أشرف مروان وتفاصيل حول كيفية خداعه لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي في لحظة مصيرية قبيل حرب أكتوبر 1973.

يريدون أن يكسروا إرادتنا

وأشار أبو الغيط أن ما يتردد حول أشرف مروان من قبل تجنيد الإسرائيليين له كجاسوس لهم غير حقيقي، مؤكدًا أنهم يريدون أن يكسروا إرادتنا ويشككونا في كل شيء، كما أن أشرف مروان ظُلم ظلمًا بينًا، حيث يواصل جهاز الموساد الدفاع عن "الملاك" ورفض الرواية القائلة بأنه كان عميلًا مزدوجًا في خدمة المخابرات المصرية، إلا أن الوثائق والتحليلات الجديدة تكشف حجم التلاعب الإسرائيلي بالرواية الرسمية، وتحميله عبء الإخفاق الذريع.

أرسلته السماء فلقب بـ "الملاك"

أشرف مروان، الجاسوس الأهم الذي شغّلته إسرائيل في مصر منذ عام 1970، كانت لديه عدة أسماء رمزية داخل الموساد لتضليل الاستخبارات المصرية، ومنها (حوتل، أرجواني، نبوخذ نصر)، لكن داخل الموساد عُرف ببساطة بـ"الملاك"، كونه عميلًا مثاليًا، حيث قال عنه مسؤول كبير سابق في الموساد: “كأنه نزل من السماء مباشرة إلى الموساد”، حسب تقرير نشرته يدوعوت أحرونوت الإسرائيلية، وذلك حسب تقرير “يديعوت أحرونوت”.

وأشار مسؤول الموساد، إلى أن “الملاك”، مد إسرائيل بكمية هائلة من الوثائق السرية والمعلومات التي وفّرها من قلب القيادة المصرية وعند التحقق منها تجاوزت معظم تقاريره كل اختبار.

بعد 50 عامًا من الحرب، وخلال حفل خاص في ساحة مقر الموساد، وصفه رئيس الموساد دافيد برنيا بـ"عميلٍ رائع"، وقال: “كان لدينا مصادر بشرية ممتازة، وأهمها كان “الملاك”، رافضًا الادعاءات التي ظهرت مؤخرا بأن "الملاك" كان في الحقيقة عميلًا مزدوجًا.

في بداية سبتمبر 1973، بلغت ثقة رئيس الموساد آنذاك تسفي زامير، بأشرف مروان ذروتها، والذي وصفه في مذكراته: "وجود مروان في اجتماعات السادات مع الجنرالات، جعلني أشعر وكأنني حاضر في غرفة الاجتماعات فعليًا".

منذ بداية 1973 بدأ "الملاك" يرسل تقارير عن حرب وشيكة، أحيانًا بتواريخ محددة، ثم عاد وقال إنها تأجلت؛ ثم قال إن هناك تاريخًا جديدًا؛ وأحيانًا قال إن السادات مصرّ على الحرب؛ وأحيانًا بدا كأنه يتحدث بشكل مبهم لا طائل منه.

كيف خدع الملاك إسرائيل

ومن العجيب أنه لم يسأل أحد في الموساد نفسه: كيف لرجل قريب جدًا من السادات أن يسافر خلال الحرب إلى أوروبا، ويكرّس وقته للقاء رئيس الموساد؟.

استمرت عملية تشغيل "الملاك" حتى حوالي عام 1997، لكن مع مرور الوقت تضاءلت أهميته، لا سيما منذ اغتيال السادات عام 1981 خلال العرض العسكري في 6 أكتوبر.

search