الأربعاء، 15 أكتوبر 2025

05:01 م

كيف تؤثر الهرمونات على الصحة العقلية للنساء؟

هرمونات النساء

هرمونات النساء

تلعب الهرمونات دورًا حيويًا في الحفاظ على وظائف أجسامنا بشكل سليم، وعلى الرغم من تأثيرها القوي الإيجابي، إلا أنه أحيانًا يكون سلبي على مزاجنا وصحتنا النفسية، إذ اكتشف العلماء أنها قد تؤثر على عقولنا بطريقة غير متوقعة.

يحاول البعض الاستفادة من هذه المعرفة لإيجاد علاجات جديدة لحالات مثل الاكتئاب والقلق، وفقًا لتقرير من "BBC".

ما هي الهرمونات؟

تُعرف الهرمونات على أنها رسل كيميائية تُفرزها غدد وأعضاء وأنسجة معينة، وتدخل هذه الهرمونات مجرى الدم وتنتشر في الجسم، قبل أن ترتبط بمستقبلات في مكان محدد. 

هذا الاتباط يعمل كنوع من"المصافحة البيولوجية"، التي تُوجه الجسم للقيام بشيء ما، فمثلًا يوجه هرمون الأنسولين خلايا الكبد والعضلات لامتصاص الجلوكوز الزائد من الدم وتخزينه على شكل جليكوجين.

كيف تؤثر الهرمونات على الجسم؟

أوضح العلماء السيطرة غير المرئية للهرمونات، إذ حددوا أكثر من 50 هرمونًا في جسم الإنسان حتى الآن، التي تعمل معًا لإدارة مئات العمليات الجسدية، بما في ذلك نمو الشخص وتطوره، والوظيفة الجنسية، والتكاثر، ودورة النوم والاستيقاظ، والأهم من ذلك، صحته النفسية.

تشير أستاذة علم النفس بجامعة أوتاوا في كندا، نفيسة إسماعيل، إلى أن الهرمونات تؤثر حقًا على حالتنا المزاجية وعواطفنا، قائلة: "إنهم يفعلون ذلك من خلال التفاعل مع النواقل العصبية التي يتم إنتاجها وإطلاقها في مناطق معينة من الدماغ، وأيضًا من خلال التأثير على عمليات مثل موت الخلايا أو تكوين الخلايا العصبية، عندما يتم إنشاء أو توليد الخلايا العصبية الجديدة."

تأثير الهرمونات على النساء

من أكثر عرضه للاضطرابات النفسية؟

تُعد النساء هم الأكثر عرضة للاضطرابات النفسية، مثل الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، إذ يزداد انتشار هذه الاضطرابات خلال التحولات الهرمونية الكبرى، وهي ترتبط بشكل خاص بالنساء.

ونرى في مرحلة الطفولة تساوي معدلات الاكتئاب بشكل كبير بين الأولاد والبنات، ولكن بحلول مرحلة المراهقة، تكون الفتيات أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بمرتين من الأولاد، وهو فرق يستمر طوال دورة الحياة.

كيف تؤثر الهرمونات على المرأة؟

تؤثر الهرمونات بشكل كبير على الحالة المزاجية للمرأة، إذ تنخفض مستويات هرموني الإستروجين والبروجسترون في الأيام والأسابيع التي تسبق الدورة الشهرية، مع الشعور بالانفعال والتعب والحزن والقلق لدى البعض، ولكن ليس لدى الجميع. 

وقد تُصاب بعض النساء أيضًا باضطراب ما قبل الحيض (PMDD )، وهو اضطراب مزاجي حاد مرتبط بالهرمونات، يتميز بتقلبات مزاجية حادة، وقلق، واكتئاب، وأحيانًا أفكار انتحارية خلال الأسبوعين السابقين للحيض.

تقول الأستاذة المساعدة في الطب النفسي وعلوم السلوك في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز في الولايات المتحدة، ليزا هانتسو، إن مشكلة الإصابة باضطراب ما قبل الحيض لدى بعض النساء، تعتبر مشكلة مزمنة للغاية يتعاملن معها كل شهر، ويمكن أن يكون لها تأثير عميق حقًا على حياة الناس.

مزاجك وبشرتك تحت السيطرة.. 8 أطعمة تعيد التوازن لهرموناتك

اكتئاب ما بعد الولادة

تعاني النساء من انخفاض حاد في هرموني البروجسترون والأستروجين بعد الولادة، إذ لا يقتصر الأمر على فترة الدورة الشهرية التي تواجهها النساء فحسب، بل إن التقلبات الهرمونية أثناء الحمل، وما قبل انقطاع الطمث، وانقطاع الطمث قد تُلحق الضرر بالصحة النفسية. وتعاني ما يصل إلى 13% من النساء اللواتي أنجبن حديثًا من الاكتئاب.

علاج اضطرابات الهرمونات عند النساء

هذه المعرفة الجديدة بالهرمونات وتأثيراتها على المزاج يمكن أن تسهم في علاجات جديدة، حيث أثبت دواء يُسمى بريكسانولون، وهو يحاكي هرمون ألوبرينانولون، فعاليته الكبيرة في علاج اكتئاب ما بعد الولادة.

كما أن هناك أيضًا بعض الأدلة على أن تناول مكملات التستوستيرون مع بعض مضادات الاكتئاب قد يزيد من فعاليتها في حال انخفاض مستويات التستوستيرون. 

وتشير الدراسات إلى أن العلاج بالأستروجين، بما في ذلك العلاج بالهرمونات البديلة، قد يُحسّن مزاج بعض النساء، وليس جميعهن، خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث وانقطاع الطمث.

اقرأ أيضا:

في الجلد والشعر.. علامات تكشف إصابة حواء بهرمون الذكورة

السكريات ترفع نسبته في الجسم.. ماذا نعرف عن هرمون التوتر؟

هرمون السكون.. 7 خطوات لنوم عميق تبدأ من مطبخك

search