الأحد، 02 نوفمبر 2025

11:29 م

رحلة النازحين من الفاشر إلى طويلة، صراعات ومخاطر وجوع يهدد المدنيين

أزمة النزوح في السودان

أزمة النزوح في السودان

وسط تصاعد المعاناة الإنسانية في إقليم دارفور بالسودان، تتواصل موجات النزوح من مدينة الفاشر نحو مناطق أكثر أمانًا، نتيجة القتال العنيف والقصف العشوائي الذي يشهده الإقليم منذ أسابيع. يعيش آلاف المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال، أوضاعًا صعبة وهم يفرون من الموت إلى مخيمات تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة.

وصول النازحين إلى مخيم طويلة

أكد سفير السودان بالقاهرة، الفريق أول ركن عماد الدين مصطفى عدوي، أن آلاف النازحين وصلوا إلى مخيم طويلة خلال الساعات الأخيرة، قادمين من الفاشر التي تشهد معارك ضارية بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وأوضح عدوي في مؤتمر صحفي اليوم الأحد أن نحو 28 ألف نازح وصلوا إلى مدينة طويلة خلال الأيام الماضية، معظهم من النساء والأطفال، ويواجهون ظروفًا إنسانية بالغة الصعوبة، بما في ذلك إصابات جسدية وصدمات نفسية نتيجة القصف المتواصل والعنف.

إعدامات جماعية وتقديرات الخسائر

تشير التقارير إلى أن نحو 2800 شخص أعدموا منذ 28 أكتوبر الماضي، بينما تقدر مصادر أخرى عدد القتلى بأكثر من 6 آلاف شخص، وفقًا لقناة "العربية".

كما تؤكد المصادر الميدانية أن أكثر من 100 ألف مدني ما زالوا محاصرين داخل الفاشر، وسط نقص حاد في الغذاء والدواء ومخاوف من وقوع مزيد من المجازر وانتهاكات واسعة بحق السكان.

المساعدات الإنسانية وجهود القوات

من جانبها، أعلنت قوات الدعم السريع عن بدء إيصال مساعدات إنسانية إلى المدينة، وبدأت عمليات التوزيع صباح اليوم في منطقة قرني غرب الفاشر، حيث يتجمع آلاف النازحين.

في المقابل، أكدت القوات المسلحة السودانية أنها تمكنت من تحرير عدد من المناطق خلال الأيام الماضية، مشيرة إلى أن أكثر من مليونين ونصف نازح عادوا إلى مناطقهم بعد تأمينها.

واتهم الجيش قوات الدعم السريع بـ"خنق مدينة الفاشر ومنع دخول المواد الغذائية والأدوية"، إضافة إلى تنفيذ قصف عشوائي أدى إلى مقتل أسر مدنية، محذرًا من تفاقم حالة المجاعة. 

كما اتهمها بإطلاق سراح سجناء جنائيين والتعاون مع عناصر مرتزقة في بعض مناطق الإقليم.

الوضع في الفاشر

جرائم ضد المدنيين

تشير شهادات الناجين إلى إعدامات ميدانية، وعنف جنسي، وهجمات على عمال الإغاثة، ونهب وخطف، وسط انقطاع شبه تام للاتصالات داخل المدينة.

ونقلت وكالة “فرانس برس” عن شهود عيان أن مسلحين نفذوا عمليات قتل جماعية وأطلقوا النار على أطفال أمام ذويهم، كما تعرض مدنيون للضرب والنهب أثناء محاولتهم الفرار إلى مناطق آمنة.

ويرى مراقبون أن سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر تمنحها تحكمًا كاملًا في العواصم الخمس لإقليم دارفور، ما قد يؤدي فعليًا إلى تقسيم السودان إلى محورين شرقي وغربي، بينما يحتفظ الجيش بسيطرته على الشمال والشرق والوسط.

تحذيرات أممية

حذرت الأمم المتحدة من أن رقعة العنف آخذة في التوسع باتجاه ولاية كردفان المجاورة، مشيرة إلى تقارير عن فظائع واسعة النطاق ترتكب بحق المدنيين.

وتؤكد المنظمات الإنسانية أن الأوضاع في دارفور تنذر بكارثة إنسانية جديدة ما لم يتم التوصل إلى حل عاجل يوقف العنف ويسمح بإيصال المساعدات للمتضررين.

اقرأ أيضًا:

نزوح مئات المدنيين من الفاشر بعد سيطرة الدعم السريع على المدينة

search