الخميس، 20 نوفمبر 2025

07:46 م

احتفال سابق لأوانه يربك دائرة الجيزة، هل يجهل المرشحون القانون؟

احتفالات المرشح هشام بدوي بفوزه

احتفالات المرشح هشام بدوي بفوزه

في مشهد غريب، احتفل المرشح هشام بدوي، المتأهل للإعادة في الدائرة الأولى بالجيزة، بعد إعلان منافسه اللواء كمال الدالي، انسحابه من السباق الانتخابي، في مشهد يوحي بأنه ضمن مقعد  البرلمان. 

لكن المفاجأة جاءت من الخبير في التشريعات والنظم البرلمانية، الدكتور عبدالناصر قنديل، الذي أكد لـ"تليجراف مصر"، أن ما حدث من احتفالات “دليل على جهل واضح بالقانون”.

ماذا يحدث في حال خلو مقعد مرشح؟

وقال قنديل، إنه في حال خلو مقعد مرشح مؤهل للإعادة بسبب الوفاة أو للانسحاب أو الاستبعاد يتم تصعيد التالي له في الأصوات مباشرة وهذا أمر طبيعي وحدث قبل ذلك في انتخابات مجلس النواب 2020.

وأضاف أنه كان هناك حالات لمرشحين سابقين صدر ضدهم أحكام قضائية وتم رفع اسم المرشح واستبداله بالمرشح الصحيح، ولدينا حالة النائب الراحل هشام بركات الذي توفي بعد إعلان تأهله في الإعادة فتم تصعيد التالي له في الأصوات مباشرة.

وتابع أن المشهد تكرر في محافظة المنوفية بانتخابات مجلس النواب بعد تأهل أحد المرشحين لجولة الإعادة، إلا أنه توفي، فتم تصعيد التالي له في الأصوات.

وأشار إلى أن اللواء كمال الدالي تقدم بطلب تنازله عن الترشح والهيئة ستعقد اجتماع تنظر هذا الطلب، فإذا كان مستوفي الشروط تعلن انسحاب كمال الدالي وتصعيد المرشح التالي له في الأصوات وتعلن اسمه للإعادة مع المرشح هشام بدوي.

احتفالات هشام بدوي جهل بالقانون

وأكد أن احتفال المرشح ومؤيديه دليل على أن الانتخابات في مصر يتأهل لها أشخاص يجهلون قانونها، لأنه وفقا لقانون مجلس النواب فإن المترشح المتأهل لجولة الإعادة إذا حدث ما يستدعي غيابه يحل محله التالي له في الأصوات.

وتابع: وفي مجلس النواب والشيوخ بانتخابات 2020 كان هناك 11 حالة شبيهه لما نتحدث عنه وما يحدث من احتفالات للمرشح هشام بدوي دليل على الجهل بصحيح القانون لأن المرشح طالما لم يحقق 50% من الأصوات ليس له حق إعلان فوزه.

واختتم متسائلا: هناك مرشحين يخوضوا التنافسية ولديهم فرص معززة للفوز لكنهم على جهل بطبيعة القانون فكيف لهم أن يتحولوا إلى مشرعين بعد ذلك؟.

المادة التي تنظم خلو مقعد أحد المترشحين

انسحاب المرشح كمال الدالي

وقال الدالي عبر صفحته على فيسبوك: "لقد تقدمت بالأمس للهيئة الوطنية للانتخابات بالاعتذار عن استكمال السباق الانتخابي لمجلس النواب 2025 عن الدائرة الأولى بمحافظة الجيزة، كما أُعلن استقالتي من حزب الجبهة الوطنية كأمين للحزب بمحافظة الجيزة".

وأضاف: "لقد وقفتُ مع نفسي وقفة رجل يحترم من يقف خلفه، وسألت نفسي: هل الأنسب الآن هو الاستمرار أم أن الحكمة تقتضي الاعتذار والتوقف؟ ومن هنا جاء قرار الاعتذار عن الاستمرار… قرار اتخذته وأنا أعلم أنه قد يثير دهشة وتساؤل البعض، لكنني واثق أنه سيُقرأ مع الوقت على أنه قرار قدّمت فيه العقل قبل الطموح، والقيم قبل المنافسة".

واستكمل: "وأشهدُ الله أنّني ما اقترفتُ خطأ قط، وأنّي التزمت تقواه في كل خطوة خطوتُها خلال مسار الانتخابات، ما كنتُ يومًا أبتغي جاهًا ولا مالًا، وإنما خُلقتُ لأكون في خدمة الناس".

منافسة ساخنة على مقاعد الجيزة

وتشهد الدائرة الأولى بالجيزة (الدقي والعجوزة) منافسة على مقعدين فرديين، خاضها في الجولة الأولى 12 مرشحًا من بينهم ممثلو أحزاب مستقبل وطن، المحافظين، الجبهة الوطنية، إضافة إلى عدد كبير من المستقلين.

وحسم أحمد الوليد، مرشح مستقبل وطن، المقعد الأول مباشرة بعد حصوله على النسبة القانونية بينما كان المقعد الثاني متجهًا لجولة إعادة بين كمال الدالي وهشام بدوي، قبل أن يفاجئ الدالي الجميع بقرار انسحابه.

هذا القرار لم يفتح الطريق أمام بدوي كما تخيل واحتفل، بل أعاد خلط أوراق المنافسة بالكامل حسب “عبدالناصر قنديل”، إذ يفرض القانون تصعيد المرشح التالي في عدد الأصوات ليحل محل الدالي في الإعادة وهكذا تُعاد هندسة المشهد الانتخابي في واحدة من أكثر دوائر الجيزة اشتعالًا وتعقيدًا.

اقرأ أيضا: 

إلغاء دوائر وانسحابات وإعادات، ماذا حدث في المرحلة الأولى لانتخابات النواب؟

search