فلسفة الفرص، كيف فتح "فينجر" باب أوروبا على مصراعيه أمام لاعبي أفريقيا؟
فينجر
تعد علاقة المدرب الفرنسي أرسين فينجر بالقارة الأفريقية واحدة من القصص الملهمة في تاريخ كرة القدم، حيث تجاوز تأثيره في كرة القدم الأفريقية التعاقدات والإنجازات الفنية، ليشمل البُعد الإنساني والاجتماعي.
لطالما كان فينجر مؤمنًا بقدرات اللاعبين الأفارقة، حيث منحهم الفرص التي لم يجدوا غيرها في عالم الكرة الأوروبية الذي اتسم بالعنصرية والتمييز، لكن ما السر الذي دفع فينجر إلى الاهتمام الشديد بالمواهب الأفريقية؟
الإجابة تبدأ من طفولته، التي شكلت رؤيته وشغفه الفريد بالقارة السمراء.
الطفولة وتأثيرها على رؤيته الرياضية
وُلد أرسين فينجر في مدينة ستراسبورغ الفرنسية في 22 أكتوبر 1949، نشأ في أسرة من الطبقة المتوسطة وكان والده، ألفونس فينجر، مدربًا هاويًا لفريق محلي في مدينة دوتلينهيم، التي تقع شمال شرق فرنسا بالقرب من الحدود الألمانيةـ منذ صغره، ابتعد عن والده بسبب عمله في التدريب، لكن هذا البعد جعله قريبًا منه بطريقة غير تقليدية، حيث كان ألفونس فينجر مدربًا صارمًا في تعامله مع ابنه، ما أسهم بشكل كبير في تشكيل شخصية "أرسين" الرياضية منذ نعومة أظافرهـ في هذا السياق، تربى فينجر على قيم العمل الجاد والانضباط، التي زرعها فيه والده.
كانت هذه التجربة هي التي شكلت لديه شغفًا خاصًا بمنح الفرص للموهوبين، وبالتحديد للأطفال الفقراء الذين لا يمتلكون وسائل الظهور، مثلما كان حاله في طفولته، ومع مرور الوقت، أدرك فينجر أن الموهبة لا تنبع فقط من المال والشهرة، بل من الشغف والظروف الاجتماعية التي يمكن أن تجعل الأطفال يحلمون بتغيير واقعهم.
فينجر وجورج ويا: نقطة البداية
في عام 1988، كان فينجر مدربًا لنادي موناكو الفرنسي عندما التقى باللاعب الليبيري الشاب جورج ويا، ويا، الذي نشأ في أحد أحياء ليبيريا الفقيرة، كان يواجه تحديات كبيرة في مسيرته، ورغم موهبته الكبيرة، لم يكن هناك أحد يؤمن بقدراته في أوروبا، ولكن فينجر كان يرى فيه شيئًا مختلفًا، قرر المدرب الفرنسي ضمه إلى موناكو، وكانت هذه الخطوة نقطة تحول في مسيرته، حيث أظهر ويا إمكانيات مذهلة، ليحقق في النهاية الكرة الذهبية في 1995.
العلاقة بين فينجر وويّا تجاوزت العلاقة بين مدرب ولاعب، لتصبح نموذجًا للتعاون بين قارتين: أوروبا وأفريقيا، فينجر شعر أن أفقر المناطق في العالم، مثل ليبيريا، مليئة بالمواهب التي لم تجد الفرصة لإظهارها، وهو ما دفعه لاحقًا لتوسيع دائرة اهتماماته.

فينجر في أرسنال: بداية ثورة التعاقدات الأفريقية
عندما تولى فينجر تدريب أرسنال في 1996، بدأ في تغيير وجه كرة القدم الإنجليزية، ليجلب معه رؤيته الخاصة حول اللاعبين الأفارقة، في وقت كان فيه الدوري الإنجليزي يعاني من نقص في اللاعبين الأفارقة في الأندية الكبرى، حينها قرر فينجر فتح الباب للاعبين من القارة السمراء.
كانت أول خطوة في هذا الاتجاه هي ضم كريستوفر رايه، المهاجم الليبيري، ليكون أول لاعب أفريقي في تاريخ أرسنال، وهو ما مثل بداية لثورة في الفريق اللندني.
أرسين فينجر آمن بأن اللاعبين الأفارقة يمتلكون قوة بدنية رائعة وقدرة على التكيف، بالإضافة إلى شغفهم الكبير باللعبة. ولذلك، بدأ فينجر يُبني فريقًا من اللاعبين الأفارقة الذين أثبتوا قدرتهم على تغيير ملامح الكرة الأوروبية.
تأثيره على اللاعبين الأفارقة
من خلال علاقته الوثيقة بـ"جورج ويا"، "نونيكا كانو"، و"ديدييه دروغبا"، وغيرهم من النجوم الأفارقة، أصبح فينجر واحدًا من أكبر المؤثرين في مسيرة هؤلاء اللاعبين.
لم يكن دوره فقط في اكتشافهم أو منحهم الفرصة، بل كان له دورًا كبيرًا في دعمهم على المستوى الشخصي أيضًا.

اقرأ أيضًا
عالق بين الإيقاف والتزوير، الصحف البريطانية تلقي الضوء على أزمة رمضان صبحي
السولية يكشف كواليس صدام فايلر وصالح جمعة ونظام الانضباط بالأهلي
توروب يتمسك ببقاء ديانج في الأهلي، والإدارة تبحث حلا قبل انتقالات يناير
الأكثر قراءة
-
سبب وفاة الإعلامية هبة الزياد.. وموعد ومكان العزاء
-
مفاجأة في تقرير الطب الشرعي وكاميرات المراقبة بشأن واقعة تلميذتي المدرسة الدولية وسائق "الباص"
-
مصادر لـ"تليجراف مصر": الوحدات المغلقة والبديلة تعيد "الإيجار القديم" لمجلس النواب في فبراير المقبل
-
"الأرض بتنهار تحت بيوتنا"، أهالي الطرفاية بالبدرشين: تسريب المياه يحاصرنا ويعرقل حياتنا
-
بنقص عددي وريمونتادا، السودان يهزم لبنان ويتأهل إلى كأس العرب
-
وفاة الإعلامية هبة الزياد بشكل مفاجئ
-
القبض على 4 أشخاص خدشوا براءة صغيرين في إمبابة
-
حملات على المحلات، قرار عاجل من "تموين الفيوم" بشأن 132 رأس "بتلو"
أخبار ذات صلة
هل يستحق "الجدع" عفوا رئاسيا؟ رمضان صبحي يثير فتنة رياضية
27 نوفمبر 2025 01:37 م
"الوضع اتعقد عليه"، رمضان صبحي نجم الأهلي الصاعد يواجه محنة المنشطات والسجن
26 نوفمبر 2025 11:40 م
بعد التعدي على تلاميذ مدرسة سيدز، أعمال فنية دقت ناقوس الخطر من الاستغلال الجنسي
26 نوفمبر 2025 04:34 م
لم تتعلم من جارة القمر، ميادة الحناوي تعود للحفلات بصوت مثير للجدل
26 نوفمبر 2025 07:26 م
أكثر الكلمات انتشاراً