ماذا يحدث للدماغ عندما تستمع إلى أغنيتك المفضلة؟
الموسيقى تحفز مجموعة مختلفة من المشاعر والذكريات والحنين
الاستماع إلى أغنية ذات معنى خاص يحفز شبكة معقدة من عمليات الدماغ التي تربط الذاكرة والعاطفة والمكافأة بشكل فوري تقريبًا.
وتُرافق الموسيقى لحظاتٍ قلّما ننساها: رحلة، علاقة، فقدان، انتصار شخصي، في يومٍ كهذا، يبدو جليًا أن رحيل فنانٍ ارتبطت أغانيه بنا في مرحلةٍ ما من حياتنا يُشبه إلى حدٍ كبير فقداناً شخصياً .
مفتاح الذكريات
وفقا لصحيفة لا راثون الإسبانية، أن دراسة حديثة أجرتها فرق بحثية من جامعتي أريزونا وكاليفورنيا، وجدت أن معظم الناس يمتلكون ما يُطلق عليه العلماء "أغنية مفتاحية": وهي مقطوعة موسيقية ترتبط بلحظة محددة في حياتهم، فعندما نسمعها، لا نتعرف على اللحن فحسب، بل نعيد تنشيط السياق العاطفي بأكمله: الصور، والروائح المتخيلة، والأحاسيس الجسدية، والمشاعر.
تُذكّر هذه الآلية بما وصفه الكاتب مارسيل بروست بمذاق كعكة المادلين المغموسة في الشاي: مُحفّز حسي يُوقظ ذكريات دفينة، في حالة الموسيقى، لا يكون المُحفّز ذوقيًا، بل صوتيًا، ومع ذلك فإن التأثير مُشابه: إعادة تنشيط تلقائية للذاكرة الشخصية.
أجزاء الدماغ التي تنشط عندما نستمع إلى أغنيتنا المفضلة
يُظهر التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) أن الاستماع إلى أغنية ذات معنى شخصي يُنشّط عدة مناطق في الدماغ في آنٍ واحد، فمن جهة، تعالج المناطق السمعية واللغوية البنية الموسيقية: الإيقاع، والتناغم، والأنماط اللحنية، وهذا هو الجانب "التقني" من التجربة.
لكن ما يميز الأمر حقًا يحدث في الدوائر العاطفية، فاللوزة الدماغية، المسؤولة عن معالجة الخوف والمتعة، والجسم المخطط، المرتبط بنظام المكافأة، ينشطان بشدة، وهذا يفسر سبب تسبب بعض الأغاني في قشعريرة، أو شعور بالتوتر، أو حتى دموع عفوية، فالدماغ لا "يسمع" الموسيقى فحسب، بل يختبرها كحدث عاطفي متكامل.
إن الحنين الذي تثيره الموسيقى ليس مجرد حزن، بل يعتبره علماء النفس عاطفة معقدة تؤدي وظائف تكيفية: فهي تعزز الهوية الشخصية، وتقوي الروابط الاجتماعية، وتساعد على تنظيم المزاج، ويمكن لاستعادة ذكريات الماضي من خلال الأغاني أن تولد شعوراً بالراحة، حتى وإن كانت الذكرى تحمل في طياتها مرارة وحلاوة.
أظهرت دراسة أجريت على 57 مشاركًا من مختلف الأعمار، باستخدام فحوصات الدماغ، أن الموسيقى المرتبطة بالذكريات الشخصية تنشط دوائر عصبية متعلقة بالانتباه والعواطف والتحفيز.
ومن المثير للاهتمام أن هذا التأثير كان أكثر وضوحًا لدى كبار السن، مما يشير إلى أن "الحنين الموسيقي" قد يلعب دورًا وقائيًا في الشيخوخة المعرفية.
الموسيقى والذاكرة في الأمراض التنكسية العصبية
من أبرز النتائج الواعدة تأثير الموسيقى على الأشخاص المصابين بالخرف، فقد أظهرت العديد من الدراسات أن الأغاني ذات المعنى يمكن أن تُحسّن مؤقتًا استرجاع الذكريات الشخصية لدى مرضى الزهايمر أو غيره من أشكال الضعف الإدراكي .
علاوة على ذلك، لاحظت دراسات من جامعة ملبورن أن الفائدة لا تقتصر على المرضى فقط، بل يشعر مقدمو الرعاية أيضاً بتحسن عاطفي عند مشاركة الموسيقى معهم، فالموسيقى بمثابة جسر عندما تبدأ اللغة وأشكال التواصل الأخرى بالانهيار.
بالنسبة للدماغ، تُخزَّن الأغنية المفضلة على مستويين. الأول هو الذاكرة البنيوية : كيف "يبدو" اللحن، وإيقاعه، وتسلسل نغماته. والآخر هو الذاكرة المعاشة: أين كنت، ومن كنت معه، وماذا شعرت. عندما تستمع إليها مرة أخرى، تُستعاد كلتا الذاكرتين في آنٍ واحد، مما يخلق ذلك الإحساس العميق بـ"السفر عبر الزمن" الذي يصفه الكثيرون.
الأكثر قراءة
-
بعد نشرها بالجريدة الرسمية، نتائج تصنيف مناطق الإيجار القديم في الإسكندرية
-
لامست موطن عفتها، "دادة" مدرسة خاصة بالسلام متهمة بخدش براءة تلميذة في KG1
-
بـ10 لاعبين، المغرب تهزم سوريا وتتأهل لنصف نهائي كأس العرب
-
بسبب انفجار ماسورة غاز، إصابة 4 أشخاص في انهيار جزئي لعقار بإمبابة
-
"ماتت وسرها معايا"، والدة عروس المنوفية تكشف تفاصيل مثيرة حول وفاة ابنتها على يد زوجها
-
مباريات اليوم الخميس 11 ديسمبر 2025 والقنوات الناقلة
-
إنستاباي والمكافآت المغرية.. طريقة نصب جديدة تسرق رصيدك في ثوانٍ
-
بـ"القاضية"، السعودية تهزم فلسطين وتتأهل لنصف نهائي كأس العرب
أخبار ذات صلة
بعد واقعة مدرب المنصورة، ما هو الدارك ويب وكيف تباع من خلاله مقاطع الفيديو؟
11 ديسمبر 2025 07:33 م
"اتعافيت لوحدي"، شاب فقد والدته وأخيه يروى تفاصيل اللحظات العصيبة (خاص)
11 ديسمبر 2025 05:02 م
مقابل 3.9 مليون دولار، بيع اللوحة الأولى لـ"حرب النجوم" في مزاد
11 ديسمبر 2025 10:37 ص
"شفاهها مثل الرشاش"، ترامب يغازل متحدثة البيت الأبيض خلال خطاب رسمي
11 ديسمبر 2025 06:00 ص
أكثر الكلمات انتشاراً