السبت، 20 ديسمبر 2025

09:15 م

من "الريفييرا" لـ"شروق الشمس"، ما المختلف في خطة ترامب الجديدة بشأن غزة؟

الدمار يسيطر على غزة بسبب الحرب الإسرائيلية

الدمار يسيطر على غزة بسبب الحرب الإسرائيلية

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" تفاصيل مبادرة أمريكية واسعة النطاق لإعادة إعمار قطاع غزة، تحمل اسم "مشروع شروق الشمس"، وتقدَّر كلفتها الإجمالية بأكثر من 112 مليار دولار، تمتد على مدار عشر سنوات، في محاولة لإعادة تأهيل القطاع بعد الدمار الواسع الذي لحق به جراء الحرب التي استمرت نحو عامين.

وأعد الخطة فريق يضم شخصيات مقربة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من بينهم ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، إلى جانب كبار مساعدي البيت الأبيض، ومنهم جوش جرينباوم، ومسؤولون أمريكيون آخرون، بحسب الصحيفة الأمريكية.

وأوضح مسؤولون أن العمل على المقترح استمر نحو 45 يومًا، وتخلله تلقي آراء وملاحظات من مسؤولين إسرائيليين، إضافة إلى أطراف من القطاع الخاص ومتعاقدين.

وأشاروا إلى أنه في حال انطلاق المشروع، سيتم تحديث الأرقام ومراجعتها كل عامين تقريبًا تزامنا مع تقدم مراحل التنفيذ.

دور الولايات المتحدة في التمويل

وتقترح الخطة أن تضطلع الولايات المتحدة بدور محوري بوصفها الركيزة الأساسية في تمويل المشروع، من خلال تغطية نحو 20% من كلفة إعادة الإعمار.

ويتم ذلك عبر منح وضمانات ديون تصل قيمتها لنحو 60 مليار دولار، في حين جرى عرض المبادرة على دول مانحة محتملة، من دون تحديد واضح لمصادر تمويل بقية المبلغ. كما تشير الخطة إلى أن البنك الدولي سيؤدي دورًا في عملية التمويل.

مراحل التنفيذ

وتتضمن خارطة الطريق تنفيذًا مرحليًا يبدأ بإزالة الأنقاض وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة، ثم الانتقال تدريجيًا من الخيام المؤقتة إلى بناء مساكن دائمة، إلى جانب إنشاء مؤسسات تعليمية وطبية ودينية، وشق الطرق وربط شبكات البنية التحتية الأساسية.

جزء من الخطة (وول ستريت جورنال)

وفي مراحل لاحقة، تشمل الخطة مشروعات طويلة الأمد، من بينها تطوير الواجهة الساحلية لقطاع غزة، وإنشاء وسائل نقل حديثة، إضافة إلى مشروعات عقارية واسعة.

شروط التنفيذ والعقبات الأمنية

وأوضح التقرير أن تنفيذ المبادرة مشروط بنزع سلاح حركة “حماس” وتفكيك شبكة الأنفاق داخل القطاع.

ويقر الاقتراح، في صفحته الثانية وبخط عريض وباللون الأحمر، بأن إعادة إعمار غزة تعتمد بشكل أساسي على التزام “حماس” بـ"نزع السلاح وتفكيك جميع الأسلحة والأنفاق".

جزء من الخطة (وول ستريت جورنال)

ونقل التقرير عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية أن غياب الاستقرار الأمني سيجعل من الصعب تأمين تمويل دولي، مع إبداء بعضهم شكوكًا بشأن إمكانية تطبيق الخطة على أرض الواقع.

كشف التقرير عن وجود اختلاف في وجهات النظر داخل الإدارة الأمريكية حول جدوى المبادرة، حيث شكك بعض المسؤولين في إمكانية نزع سلاح حماس، وهو شرط أساسي للمضي قدمًا.

كما أبدى آخرون تشككهم في استعداد الدول والمؤسسات الدولية لاستثمار مبالغ ضخمة في منطقة تعاني من عدم استقرار أمني وسياسي مستمر.

تحديات أمام خطة "شروق الشمس"

تشير التقديرات الواردة في التقرير إلى أن قطاع غزة يواجه تحديات هائلة تعرقل عملية التنمية، خاصة بعد آلاف الغارات الإسرائيلية خلال الحرب التي استمرت عامين بين إسرائيل و"حماس".

ووفقًا لتقديرات المسؤولين، يُعتقد بوجود نحو 10 آلاف جثة تحت ما يقارب 68 مليون طن من الأنقاض.

كما أن الأراضي ملوثة ومليئة بالقنابل غير المنفجرة، في وقت لا يزال مقاتلو “حماس” متحصنين داخل القطاع.

وقال مسؤولون أمريكيون إن البدء بمشروع "شروق الشمس" في الشرق الأوسط لن يتم إلا في نهاية عملية سلام طويلة وهشة بين إسرائيل وحماس.

وتشير خطة من ثلاث مراحل إلى أن المرحلة الأولى لم تنته بعد، حيث لم تسلم “حماس” آخر رهينة، وهو رام جفيلي، وإذا حدث ذلك، تبدأ المرحلة الثانية بسحب القوات الإسرائيلية وتسليم الأسلحة من حماس، لتبدأ المرحلة الثالثة بإعادة الإعمار متعددة السنوات بعد خلو غزة من المقاتلين أو القوات الإسرائيلية.

الفرق بين "شروق الشمس" و"ريفييرا الشرق الأوسط"

وأثارت هذه الخطة التساؤلات حول ما إذا كانت هذه الخطة هي ذاتها التي تحدث عنها ترامب سابقًا وأسماها "ريفييرا الشرق الأوسط".

تقوم خطة "ريفييرا الشرق الأوسط" التي تحدث عنها ترامب سابقًا، على تهجير سكان قطاع غزة واستبدال منازلهم المدمرة بمشروعات عقارية ضخمة، تشمل ما يُعرف بمدن ذكية وفنادق فاخرة تُدار مؤقتًا بإشراف أمريكي، ورغم الترحيب الإسرائيلي بهذه الرؤية، فإنها قوبلت برفض عربي ودولي واسع، وسط تحذيرات من أنها قد تمثل شكلًا جديدًا من "التطهير العرقي"، بحسب قناة "فرانس 24".

ووفقًا للخطة، التي جاءت في وثيقة من 38 صفحة، يُقترح ترحيل نحو مليوني فلسطيني من سكان القطاع إلى دول مجاورة أو إلى مناطق توصف بالآمنة داخل غزة المدمرة، على أن يحصل من يوافق على المغادرة على مبلغ 5 آلاف دولار، إلى جانب مساعدات مالية تغطي نفقات الإيجار لمدة أربع سنوات، إضافة إلى توفير الغذاء لمدة عام كامل.

أما مالكو الأراضي، فتطرح الخطة تعويضهم عبر منحهم "رموزًا رقمية" يمكن استبدالها بشقق سكنية داخل ست إلى ثماني مدن ذكية تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، أو استخدامها كوسيلة لبدء حياة جديدة خارج القطاع.

كما تتضمن الخطة إنشاء مصانع للسيارات الكهربائية، ومراكز بيانات، وفنادق، بتمويل من استثمارات عامة وخاصة.

رفض فلسطيني 

غير أن هذا الطرح تم النظر إليه من قبل سكان غزة باعتباره كابوسًا، لا حلمًا، إذ يتمسك الفلسطينيون بالعودة إلى منازلهم المدَمَّرة.

في المقابل، لا تثير خطة "شروق الشمس" جدلًا مماثلًا، نظرًا لتركيزها على إعادة إعمار غزة مع الإبقاء على سكانها داخل القطاع، بعكس خطة "ريفييرا" التي أثارت موجة رفض واسعة بسبب اعتمادها على فكرة التهجير القسري.

تهدف خطة "شروق الشمس" إلى إعادة إعمار قطاع غزة وتحويله إلى مدينة تكنولوجية ذكية تعتمد على بنية تحتية متطورة وتكنولوجيا متقدمة، مع التركيز على تطوير الخدمات واستدامة الحياة داخل القطاع.

أما "ريفييرا الشرق الأوسط"، فكانت تسعى لإعادة تشكيل غزة كوجهة ساحلية سياحية، تقوم بالأساس على استثمارات فاخرة في القطاعين السياحي والتجاري على طول ساحل البحر المتوسط، بما يشمل منتجعات وفنادق ومشروعات ترفيهية كبرى.

موقف البيت الأبيض

وقال متحدث باسم البيت الأبيض إن الرئيس ترامب يواصل متابعة الأوضاع في غزة وخطة السلام المتعلقة بها.

وأضاف: "ستواصل إدارة ترامب العمل بجد مع شركائنا من أجل إرساء سلام دائم، ووضع الأسس لغزة تنعم بالسلام والازدهار".

الجدول الزمني المحتمل للتنفيذ

فيما قال مسؤولون في إدارة ترامب إنه في حال سمحت الظروف الأمنية بذلك، يمكن وضع الخطة موضع التنفيذ خلال شهرين.

وتشير الخطة إلى أن التكلفة الإجمالية للمشروع ستبلغ 112.1 مليار دولار، بما في ذلك رواتب القطاع العام، على مدى عشر سنوات، مع تخصيص جزء كبير من الإنفاق في المراحل الأولى للاحتياجات الإنسانية.

وسيتم تمويل نحو 60 مليار دولار عبر منح بقيمة 41.9 مليار دولار، وديون جديدة بقيمة 15.2 مليار دولار خلال تلك الفترة، مع عرض الولايات المتحدة ضمان 20% أو أكثر من هذا الدعم.

العوائد الاقتصادية طويلة الأمد

ومن المتوقع أن تنخفض التكاليف تدريجيًا مع زيادة عائدات غزة مع دخول الخطة عقدها الثاني، ويدعو المقترح إلى استثمار 70% من ساحل غزة ابتداءً من السنة العاشرة، حيث تُقدَّر العائدات المحتملة لهذا الساحل الفاخر بأكثر من 55 مليار دولار كعائدات استثمارية طويلة الأجل.

اقرأ أيضًا:
هجوم إسرائيلي على مدرسة في غزة يودي بحياة 5 فلسطينيين

"ريفييرا الشرق الأوسط".. ترامب يكشف ملامح المخطط المشبوه في غزة

محمود عباس لـ بوتين: نرفض خطة ريفييرا الشرق الأوسط في غزة

search