إسرائيل تعترف وترامب يفكر، "صومالي لاند" تشعل التكهنات حول تهجير الغزيين
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حديثه مع رئيس أرض الصومال
أثار إعلان إسرائيل اعترافها الرسمي بأرض الصومال “صومالي لاند” دولةً مستقلة ذات سيادة، موجة من الجدل السياسي، وسط تساؤلات بشأن دوافع الخطوة وتداعياتها المحتملة.
ما علاقة صومالي لاند بمخطط التهجير؟
كشفت القناة 14 الإسرائيلية، اليوم، أن الاعتراف بأرض الصومال جاء مقابل موافقتها على استقبال سكان من قطاع غزة، في إشارة إلى مخطط التهجير. وأوضحت أن الإعلان يتضمن إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين الجانبين، تشمل فتح سفارات متبادلة، وتعيين سفراء، إلى جانب إطلاق تعاون استراتيجي في مجالات عِدة.
تعاون مدني واقتصادي
وبحسب القناة ذاتها، تخطط إسرائيل لتوسيع التعاون مع أرض الصومال بشكل فوري في مجالات مدنيّة أساسية، من بينها الزراعة والتكنولوجيا، عبر نقل المعرفة الإسرائيلية وتنفيذ مشروعات مشتركة، إضافة إلى دعم أنظمة الرعاية الصحية وتعزيز التبادل التجاري بين الطرفين.
خطوة مرتبطة بتهجير الفلسطينيين
من جانبه، اعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، الدكتور أيمن الرقب، أن اعتراف إسرائيل بهذا الكيان المنفصل عن الصومال، وهو الأول من نوعه عالميًا، ويعكس العبث الإسرائيلي في العالم، خصوصًا في أفريقيا، وسعي تل أبيب إلى إيجاد نفوذ لها في مختلف المناطق.

وأضاف الرقب في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أن دوافع الاعتراف قد تكون مرتبطة بقبول صومالي لاند استقبال الفلسطينيين الذين تسعى إسرائيل إلى تهجيرهم، خاصة في ظل تداول تقارير خلال الفترة الماضية تشير إلى أن أرض الصومال من بين المناطق المطروحة لهذا الغرض، بعد أن أغلقت جنوب أفريقيا الباب أمام هذا السيناريو.
وأوضح أن الاعتراف قد يكون له ثمن سياسي، يتمثل في موافقة هذا الكيان على استقبال الفلسطينيين الذين قد يُهجَّرون قسرًا من قطاع غزة، معتبرًا أن إسرائيل تخطط لما بعد الاعتراف عبر اتفاقات عملية بهذا الشأن.
أبعاد أمنية وجيوسياسية للاعتراف
بدوره، قال المستشار في الأمن القومي والعلاقات الدولية، اللواء محمد عبدالواحد، إن العلاقات بين إسرائيل و"صومالي لاند" ليست جديدة، إذ تعود إلى تسعينيات القرن الماضي، مع بداية الحرب الأهلية في الصومال، مشيرًا إلى وجود قنوات اتصال مستمرة، يُرجَّح أن تكون ذات طابع استخباراتي.
وأوضح عبدالواحد لـ"تليجراف مصر"، أن توقيت الاعتراف يرتبط بسعي إسرائيل لتعزيز نفوذها الإقليمي وتغيير موازين الشرق الأوسط، لافتًا إلى أن وجودها في "صومالي لاند" يمنحها موقعًا استراتيجيًا في القرن الأفريقي، وتحديدًا عند نقطة التقاء البحر الأحمر بالمحيط الهندي.

وأضاف أن هذا الموقع بالغ الأهمية من حيث مراقبة الوضع في اليمن وجماعة الحوثيين، والسيطرة على ممرات التجارة الدولية، في إطار تعزيز الشراكة الجيوسياسية مع الولايات المتحدة والغرب في مواجهة النفوذ الصيني والروسي.
وأشار عبدالواحد إلى أن الحديث عن تهجير الفلسطينيين إلى "صومالي لاند" قد يتحوّل إلى خطوة عملية في المرحلة المقبلة، مقابل الاعتراف الإسرائيلي، موضحًا أن الإقليم يسعى إلى أي اعتراف دولي، وقد يقدّم تنازلات لتحقيق ذلك، كما فعل سابقًا في تعاونه مع إثيوبيا.
موقف ترامب رفض حذر قابل للتغيير
وفيما يتعلق بموقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال عبدالواحد إن رفض تارمب الاعتراف بأرض الصومال يأتي في إطار حذر شديد ودراسة للملف، خاصة أن الولايات المتحدة تمتلك قاعدة بحرية كبيرة في جيبوتي قريبة من باب المندب، ما يقلل من أهمية الإقليم بالنسبة إليه حاليًا.
وأضاف أن وضع الملف قيد الدراسة لا يعني استمرار الرفض، مرجحًا أن يوافق ترامب لاحقًا على الاعتراف دعمًا لإسرائيل، وربما في سياق صفقة تتعلق بتهجير غير مباشر لسكان غزة إلى "صومالي لاند".
تداعيات إقليمية محتملة في القرن الأفريقي
وفيما يخص تأثير الاعتراف على دول الإقليم، أكد عبدالواحد أن القرن الأفريقي يُعد من أكثر الأقاليم هشاشة، وقد شهد خلال العقود الأربعة الماضية حروبًا أهلية واضطرابات وانقلابات وصراعات حدودية، أدت في النهاية إلى انفصال جنوب السودان عن الشمال، واستقلال إريتريا عن إثيوبيا، إلى جانب وجود نزاعات انفصالية مستمرة.
وأوضح أن هذا الواقع يعزّز من مخاطر تفكيك الإقليم، مشيرًا إلى أن إسرائيل تسعى إلى بناء تحالفات، خاصة مع إثيوبيا، التي تدعمها في الحصول على منفذ بحري في “صومالي لاند”، مرجحًا أن يحظى الاعتراف الإسرائيلي بتأييد غربي، مقابل رفض من جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي.
اجتماع بجامعة الدول العربية بشأن أرض الصومال
ومن المقرر أن يعقد مجلس الجامعة العربية، على مستوى المندوبين الدائمين، اجتماعًا طارئًا، غدًا الأحد، بمقر الأمانة العامة في القاهرة، لبحث تداعيات الاعتراف الإسرائيلي بإقليم أرض الصومال كدولة مستقلة.
ويأتي هذا الاجتماع بناءً على طلب تقدّم به المندوب الدائم لجمهورية الصومال لدى الجامعة العربية، في إطار تحرك عربي جماعي للتعامل مع هذه الخطوة الإسرائيلية غير المسبوقة، والتي وصفتها الحكومة الصومالية بأنها انتهاك جسيم لسيادة الدولة ووحدة أراضيها، محذّرة من آثارها السلبية على أمن واستقرار منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر.
ومن المنتظر أن يتناول الاجتماع آليات التعامل مع هذا التطور، بما في ذلك تعزيز التنسيق مع المنظمات الإقليمية والدولية ذات الصلة، والتأكيد على الموقف العربي الموّحد الداعم لوحدة الصومال وسلامة أراضيه، ورفض أي إجراءات أحادية قد تسهم في زعزعة الاستقرار الإقليمي.
الصومال ترفض تهجير الفلسطينيين
وفي بيان رسمي اتسم بلهجة حازمة، أعلنت الحكومة الصومالية رفضها القاطع للقرار الذي اعتبرته تهديدًا مباشرًا لسيادتها ووحدة أراضيها، داعية جميع الدول والشركاء الدوليين إلى احترام أحكام القانون الدولي، والالتزام بمبادئ عدم التدخل وسلامة الأراضي، والتصرف بمسؤولية بما يخدم السلم والأمن والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي.
وسلّط بيان أصدرته وزارة الخارجية الصومالية، اليوم، الضوء على الدوافع غير المعلنة وراء خطوة الاعتراف الإسرائيلي بإقليم "صومالي لاند"، حيث شددت الصومال على موقفها الثابت والداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره، مؤكدة رفضها المطلق للاحتلال والتهجير القسري والتغيير الديموغرافي والتوسع الاستيطاني بجميع أشكاله.
وأكد البيان، بعبارة صريحة، أن الصومال "لن يقبل بأي حال من الأحوال بتحويل الشعب الفلسطيني إلى شعب بلا دولة".
اعتراف إسرائيل بأرض الصومال
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، الاعتراف الرسمي بأرض الصومال كدولة مستقلة ذات سيادة.
ووقّع نتنياهو ووزير الخارجية جدعون ساعر، إلى جانب رئيس أرض الصومال، إعلانًا مشتركًا متبادلًا، مؤكدين أن الخطوة تأتي بروح اتفاقيات إبراهيم التي أُبرمت بمبادرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
مصر تدين الاعتراف بأرض الصومال
في رد فعل سريع، أعلنت وزارة الخارجية المصرية أن الوزير بدر عبد العاطي أجرى اتصالات هاتفية مع نظرائه في تركيا والصومال وجيبوتي، أكدوا خلالها الرفض التام وإدانة هذه الخطوة.
وشددت القاهرة على أن الاعتراف باستقلال أجزاء من أراضي الدول يُعد سابقة خطيرة وتهديدًا للسلم والأمن الدوليين، مجددة رفضها للإجراءات الأحادية التي تمس سيادة الدول ووحدة وسلامة أراضيها، وتتعارض مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وجددت مصر إدانتها بأشد العبارات الاعتراف الإسرائيلي الأحادي بأرض الصومال، معتبرة إياه انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وتقويضًا لأسس السلم والأمن الدوليين، ومصدرًا لزعزعة الاستقرار في القرن الأفريقي.
ترامب يرفض الاعتراف مع إبقاء الباب مفتوحًا
وكان ترامب قد أعلن رفضه الاعتراف باستقلال أرض الصومال، وقال ردًا على سؤال لصحيفة "نيويورك بوست" حول ما إذا كان سيحذو حذو نتنياهو: "لا"، متسائلًا: "هل يعرف أحد ما هي أرض الصومال حقًا؟".
لكنه أضاف أن كل شيء قيد الدراسة، موضحًا أنه يراجع العديد من القضايا ويتخذ قرارات يراها صائبة.
انفصال الإقليم
وأصبحت إسرائيل أول دولة تعترف رسميًا بإقليم أرض الصومال، الذي أعلن انفصاله عن مقديشو عام 1991 عقب اندلاع الحرب الأهلية، دون أن يحصل على اعتراف دولي من أي دولة عضو في الأمم المتحدة، وظل يُعامل كإقليم ذي حكم ذاتي ضمن الصومال الفيدرالي.
وفي مطلع عام 2024، وقعت إثيوبيا مذكرة تفاهم مع أرض الصومال تحصل بموجبها على منفذ بحري وقاعدة عسكرية على البحر الأحمر في ميناء بربرة، مقابل الاعتراف باستقلال الإقليم، ما أثار غضبًا واسعًا في مقديشو، التي اعتبرت الاتفاق اعتداءً على سيادتها، ودفعها إلى تعزيز تحالفاتها مع مصر وتركيا.
اقرأ أيضًا:
ترامب يفاجئ الجميع ويرفض الاعتراف بـ"أرض الصومال"، ماذا يجري في الكواليس؟
بعد اعتراف إسرائيل بها، ما هي "أرض الصومال"؟
الأكثر قراءة
-
طلب التبول وترك ملابسه، سائق نقل ذكي يتعرض لموقف مرعب مع راكب بأكتوبر
-
شقق نقابة المهندسين 2025، تفاصيل كراسة الشروط وأسعار الوحدات
-
تصادم نقل وميكروباص أعلى "الصحراوي الشرقي" وأنباء عن سقوط ضحايا
-
حظك اليوم توقعات الأبراج السبت 27 ديسمبر 2025، قراءة كاملة لكل برج
-
"رموه في الترعة"، الأمن يفك لغز اختفاء تاجر ملابس ببورسعيد
-
موعد مباراة تونس ضد نيجيريا في كأس أمم أفريقيا والقنوات الناقلة
-
وزير الصحة يكرّم الصحفي عبدالمجيد عبدالله في احتفالية "يوم الوفاء الطبي"
-
للتحقق من عذاب القبر، ما حقيقة المدافن الزجاجية في الصين؟
أخبار ذات صلة
حرمان المرأة من كرسي "اتنين قدام".. حماية من التحرش أم تمييز جنسي؟
27 ديسمبر 2025 05:04 م
(3-4-3)، هل اكتشف حسام حسن الخلطة السحرية لنهضة الفراعنة؟ | تحليل
27 ديسمبر 2025 06:45 م
ارتفاع الغرامات أبرزها, 3 أسباب لاستمرار أزمة سيارات ذوي الإعاقة
27 ديسمبر 2025 03:01 م
بين الاعتراف بأرض الصومال وتهجير الفلسطينيين، ماذا وراء التحركات الإسرائيلية؟
27 ديسمبر 2025 04:07 ص
أكثر الكلمات انتشاراً