الأحد، 28 ديسمبر 2025

02:27 م

زيلينسكي يضع خطوطا حمراء قبل لقاء ترامب

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

تتجه الأنظار، اليوم الأحد، إلى منتجع “مار-أ-لاجو" في ولاية فلوريدا، حيث يعقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقاءً مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قبل ساعتين من الموعد المقرر سابقًا، بحسب ما أعلنه البيت الأبيض.

ويأتي هذا الاجتماع في ظل تصعيد سياسي وعسكري متزامن، ومحاولات متجددة لبلورة مسار محتمل لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

رفض الاستسلام أو السلام المفروض

قبل اللقاء، شدد الرئيس الأوكراني، على ما وصفه بالخطوط الحمراء لبلاده، مؤكدًا أن كييف لن تقبل بأي صيغة سلام تُفرض من جانب موسكو أو تنطوي على استسلام سياسي أو عسكري.

وقال زيلينسكي في بيان نشره عبر منصة “إكس”، إن أوكرانيا والشعب الأوكراني لديهما ثوابت لا يمكن تجاوزها، وفي مقدمتها رفض التنازل عن الأراضي الواقعة شرق البلاد والتي لا تخضع حاليًا للسيطرة الروسية.

خطة سلام من عشرين نقطة

وأوضح الرئيس الأوكراني، أنه يعتزم بحث إطار عمل يتضمن عشرين نقطة مع الرئيس الأمريكي، في سياق خطة سلام محتملة سبق أن قدمها خلال الأسبوع الجاري، وأكد أن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يستند إلى ضمانات أمنية قوية، تحول دون تعرض أوكرانيا لهجمات روسية متجددة مستقبلًا.

أولوية الضمانات والدفاع الجوي

وفي هذا السياق، أشار زيلينسكي، إلى أنه سيضغط على واشنطن من أجل الحصول على أنظمة دفاع جوي إضافية، موضحًا أن بلاده بحاجة ملحة إلى مزيد من الصواريخ لمواجهة الهجمات المستمرة بالطائرات المسيرة والصواريخ الروسية.

مشاورات أوروبية ودعم مالي

وكشف الرئيس الأوكراني، إجراء مفاوضات موازية مع الشركاء الأوروبيين بشأن الضمانات الأمنية، مرحبًا بقرار الاتحاد الأوروبي تقديم دعم مالي إضافي لأوكرانيا على شكل قروض بمليارات اليوروهات.

ورغم ذلك، أكد استمرار وجود فجوات تمويلية، لا سيما في ما يتعلق بإنتاج الأسلحة والطائرات المسيرة، معتبرًا أن هذه الجوانب لا تزال تمثل تحديًا رئيسيًا أمام كييف.

إعادة الإعمار بعد الحرب

كما لفت زيلينسكي إلى أنه سيناقش مع ترامب فرص الاستثمار في مرحلة إعادة الإعمار بعد الحرب، مؤكدًا أن هذا الملف يتطلب إنشاء صناديق مخصصة وتأمين تمويل كامل قد يصل إلى ثمانمئة مليار دولار، لضمان إعادة بناء البنية التحتية والاقتصاد الأوكراني.

وبحسب ما طرحته كييف ضمن إطار العمل خلال مفاوضاتها مع الجانب الأمريكي على مدى الأسابيع الماضية، اقترحت أوكرانيا أن تكون منطقة دونباس، التي تطالب روسيا بضمها شرق البلاد، منطقة منزوعة السلاح.

وأكد زيلينسكي أن أي تنازل عن أراضٍ يخضع لشروط دستورية وقانونية صارمة، مشددًا على أن الدستور الأوكراني لا يسمح بالتنازل عن الأراضي إلا عبر استفتاء شعبي، وهو موقف سبق أن أشار إليه مرارًا في تصريحات سابقة.

موقف واشنطن

في المقابل، بدا الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أكثر تشددًا في موقفه، إذ قال في تصريحات لصحيفة "بوليتيكو"، تعليقًا على الخطة الأوكرانية التي سيحملها زيلينسكي إلى فلوريدا، إن الرئيس الأوكراني لا يملك شيئًا ما لم يوافق هو عليه.

وتعكس هذه التصريحات إشارة واضحة إلى أن القرار النهائي سيكون بيد واشنطن، التي سبق أن أبدت ميلًا لتخلي أوكرانيا عن إقليم دونباس في إطار أي تسوية محتملة.

موسكو تلوّح بالتصعيد العسكري

على الجانب الآخر، تواصل موسكو، تمسكها بشروطها، وفي مقدمتها السيطرة على دونباس، وتخلي كييف عن طموح الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو".

ولوّحت روسيا، بالاستمرار في التصعيد العسكري، إذ ظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس السبت، باللباس العسكري، مؤكدًا أن بلاده ستحقق أهدافها في أوكرانيا بالقوة إذا فشلت الجهود الدبلوماسية. 

اقرأ أيضًا:

بوتين: أوكرانيا ليست في عجلة من أمرها لتحقيق السلام

زيلينسكي: هجوم كييف يؤكد أن روسيا لا تريد إنهاء الحرب

search