الثلاثاء، 30 ديسمبر 2025

10:01 ص

علماء يحددون لأول مرة أين تنتهي الشمس

عاصفة شمسية

عاصفة شمسية

لعقود من الزمن، عرف علماء الفلك أن الشمس لا تنتهي عند سطحها المرئي، فخلفها، يمتد مجالها المغناطيسي ورياحها الشمسية لملايين الكيلومترات.

ما لم يتم تحقيقه حتى الآن هو تحديد المكان الذي يحدث فيه التغيير المادي الذي يمثل نهاية تلك الهيمنة الشمسية بدقة.

ويُطلق على هذا الحد اسم سطح ألفين، وهو منطقة حدودية تتوقف عندها الرياح الشمسية عن الارتباط المغناطيسي بالشمس وتبدأ بالتدفق بحرية إلى الفضاء بين النجوم، عمليًا، يُمثل هذا الحد نقطة اللاعودة للمادة الشمسية.

صورة عالية الدقة للشمس

حدود غير مرئية ومتغيرة

بفضل الجمع بين البيانات من مسبار باركر الشمسي، والمسبار المداري الشمسي، والعديد من المسابير الموجودة عند نقطة لاجرانج L1 بين الأرض والشمس، تمكن الباحثون من إعادة بناء شكل وتطور هذا الحد خلال النصف الأول من الدورة الشمسية الحالية، والتي تستمر حوالي أحد عشر عامًا، وفقا لصحيفة “لا راثون” الإسبانية.

وتكشف الخريطة أن سطح ألفين ليس كرة مستقرة، بل بنية غير منتظمة ذات قمم وتموجات تتمدد وتنكمش مع ازدياد النشاط الشمسي أو انخفاضه، وخلال ذروة النشاط الشمسي الحالية، نما هذا الحد بنحو 30% مقارنة بمتوسط ​​ارتفاعه، وفقًا للدراسة.

وتؤكد البيانات أيضاً أن مسبار باركر الشمسي قد عبر هذا الحد مراراً وتكراراً منذ عام 2021، ليصبح أول مركبة فضائية تقوم بأخذ عينات مباشرة من المنطقة التي تنشأ منها الرياح الشمسية، فقط في أعمق مراحل اقترابه، والتي تمت خلال فترات ذروة النشاط الشمسي، تمكن المسبار من اختراق سطح ألففين بوضوح.

ويؤكد العلماء أن فهمًا أفضل لهذا الحد الفاصل يُعد مفتاحًا لتفسير أحد أعظم ألغاز الشمس: لماذا تكون هالة الشمس أشد حرارة بملايين الدرجات من سطحها.

علاوة على ذلك، تؤثر ديناميكيات هذا الحد الفاصل بشكل مباشر على الطقس الفضائي، المسؤول عن العواصف الشمسية التي قد تؤثر على الأقمار الصناعية والاتصالات وشبكات الطاقة على الأرض.

ويتجاوز هذا الاكتشاف نظامنا الشمسي، إذ يحمل دلالات مهمة لدراسة النجوم الأخرى، ويشير الباحثون إلى أن النجوم ذات المغناطيسية العالية قد تمتلك أسطح ألففين أكبر بكثير، مما قد يغير بيئة الكواكب القريبة ويؤثر على قابليتها للحياة.

search