21 أبريل الأسود.. ذكرى رحيل كبار المبدعين

صلاح جاهين والأبنودي وسيد مكاوي
قد تكون وفاة ثلاثة من أبرز المبدعين الذين أثروا في الجمهور في 21 أبريل على مر السنوات، مصادفة نادرة لا تتكرر، لكن الأهم هو أن هؤلاء الثلاثة تركوا بصمة واضحة في مجالي المسرح والكتابة وقد قادتهم هذه الصدفة إلى التعرف على بعضهم البعض، وهم صلاح جاهين وسيد مكاوي وعبد الرحمن الأبنودي.
صلاح جاهين
محمد صلاح الدين بهجت أحمد حلمي الذي عُرف فنيًا باسم صلاح جاهين، وُلد في 25 ديسمبر 1930 في شبرا ورحل عن عالمنا في 21 أبريل 1986، حيث بدأ مشواره المهني كصحفي وشاعر وفنان ورسام كاريكاتير، واشتهر في منتصف الخمسينات من خلال مجلة روزاليوسف كأحد أبرز رسامي الكاريكاتير على صعيد الصحافة، بينما ساهم في تأسيس مجلة صباح الخير، ثم انتقل للعمل في جريدة الأهرام وقد نال عمله شهرة واسعة بين الجمهور المصري، حيث استطاع أن يقدم النقد البناء بأسلوبه الفريد وخفة ظله.
شاعر الفقراء
لم يقتصر إنجاز صلاح جاهين على هذا الحد، بل حصل على ألقاب مثل "فيلسوف البسطاء" و"شاعر الفقراء" و"شاعر الثورة" فقد أظهر موهبة استثنائية في مجالات الأدب والفن بمختلف أشكالها ولم تكن مواهبه مقتصرة على الفنون الأدبية فقط، بل ترك أيضًا أثرًا في المجال السياسي من خلال القصائد الوطنية التي كتبها وقام بغنائها المطرب الراحل عبد الحليم حافظ.
أعمال صلاح جاهين
أثبتت أعمال صلاح جاهين في مجال الفن قدرته الفائقة وبصمته المميزة في الإبداع، فقد قام بإنتاج عدد من الأفلام البارزة، منها "أميرة حبي أنا"، و"عودة الابن الضال"، و"شفيقة ومتولي"، و"خلي بالك من زوزو"، كما شارك في بعض المشاهد الفنية في أفلام مثل "شهيد الحب الإلهي"، و"لا وقت للحب"، و"المماليك"، و"اللص والكلاب".
الاكتئاب
عانى صلاح جاهين في فترات من الاكتئاب والعزلة، حيث تعرض لها عدة مرات، مما دفعه للسفر إلى الخارج لتلقي العلاج ورغم تلك التحديات، كان يخرج في كل مرة بإنجاز جديد، ومن أبرز أعماله "الليلة الكبيرة"، التي عبر فيها عن احتفالات المصريين بمولد الحسين، حفيد رسول الله، من خلال استخدام العرائس المتحركة.
صلاح جاهين وسيد مكاوي
ارتبط اسم صلاح جاهين بالموسيقار سيد مكاوي من خلال "الليلة الكبيرة"، التي عُرضت على مسرح القاهرة للعرائس تحت عنوان “أوبرت الليلة الكبيرة” وقد اعتمدت هذة الأوبرا على العرائس لتصوير المولد الشعبي، ولم يكن ارتباط الثنائي مقتصرًا على حياتهما فقط، بل استمر حتى بعد وفاتهما، حيث توفي سيد مكاوي في 21 أبريل 1997، وهو نفس اليوم الذي وافته فيه المنية صلاح جاهين، ولكن في سنوات مختلفة.
سيد مكاوي
سيد مكاوي هو أول من وضع اللحن الأساسي لأغاني المسحراتي، مما جعله يُعرف بلقب “مسحراتي الفن”، كما اكتشف عددًا من مطربي ومطربات الوطن العربي، وأُطلق عليه أيضًا لقب "شيخ الملحنين" بعد أن ترك إرثًا موسيقيًا متكاملًا، سواء من خلال أغانيه التي غناها بصوته أو تلك التي لحنها.
اعتمدت الإذاعة المصرية “شيخ الملحنين”، في فترة الخمسينات كأحد الملحنين الرسميين للجمهورية، بالإضافة إلى كونه مطربًا للأغاني الدينية، كما تم اعتماده أيضًا كمطرب لأداء التراث الموسيقي الشرقي، بعد أن ابتكر فكرة تقديم مقدمات غنائية للمسلسلات، سواء كانت إذاعية أو تليفزيونية.
علاقة سيد مكاوي بصلاح جاهين
كشفت ابنة الموسيقار الكبير سيد مكاوي عن العلاقة التي كانت تربط والدها بالشاعر صلاح جاهين، مشيرةً إلى أن هذه العلاقة كانت روحية أكثر منها علاقة عمل، وأضافت أن والدها كان يصف صلاح جاهين بأنه توأم روحه، وأنه في المرة الوحيدة التي رأته فيها يبكي كانت يوم وفاته، حيث قال: "أنا الآن أصبحت يتيمًا، فهو توأم روحي وصديق عمري".
واحتفاءً بذكرى صديق العمر، أعاد "مكاوي" تقديم رباعيات صلاح جاهين بأسلوب جديد، مستخدمًا صوته وأربع آلات موسيقية فقط، وكان الهدف الأساسي من هذا العمل هو تسليط الضوء على الكلمات التي تركها صلاح جاهين في رباعياته.
علاقة الأبنودي بصلاح جاهين ومكاوي
كانت علاقة الأبنودي بصلاح جاهين ومكاوي، الذي توفي هو الآخر في نفس يوم وفاتهما ولكن في عام 2015، من أغرب العلاقات بالنسبة للجمهور، فقد حرص "جاهين" على تقديم الأبنودي في مجلة "صباح الخير"، كما أن أول ديوان للأبنودي، الذي يحمل عنوان "عماليات"، صدر عن دار ابن عروس للنشر، التي كان يملكها جاهين.
تعززت علاقة صلاح جاهين بالخال نتيجة لصدفة وجود الأبنودي في إنجلترا، حيث كان يرافق زوجته التي تدرس السينما، حيث جاء ذلك تزامنًا مع وجود جاهين في مستشفيات إنجلترا، مما جعلهما رفيقين في الغربة قبل وفاته.
أما بالنسبة لمواقف الخال مع مكاوي، فكان من أبرزها تصديه للهجوم الذي تعرض له مكاوي من مجلة روز اليوسف بسبب خطأ لم يكن له أي ذنب فيه فقد وقف الخال بكل قوته، ولعب دورًا فعالًا في مواجهة تلك الأزمة، بالإضافة إلى ذلك شارك الاثنان معًا في عدد من الأعمال الفنية، من أبرزها "في الليل أنا الإنسان".

الأكثر قراءة
-
الرقصة الأخيرة.. لحظة القبض على "طارق ميشو" بالإسكندرية (صور)
-
مشاجرة بأكياس الشطة.. "خناقة" في الشروق تنتهي بإصابة أسرة كاملة
-
لماذا امتنعت تونس والعراق وإيران عن التصويت على حل الدولتين؟.. أستاذ علوم سياسية يوضح
-
ما يحدث تهديد لاتفاقية السلام القائمة.. رسالة حاسمة من السيسي لـ إسرائيل
-
دبوس معدني وقطع فول.. فريق مجمع الأقصر الطبي ينقذ صغيرتين من الاختناق
-
ضبط شقيقين بحوزتهما مواد مخدرة وأسلحة نارية في الفيوم
-
وزنها 600 جرام.. تحقيقات موسعة حول سرقة أسورة الملك بسوسنس الأول
-
طرد وحرمان.. عمرو الدجوي يطلب من النائب العام استدعاء جدته نوال

أخبار ذات صلة
"الحاضر الغائب".. رونالدو الهداف التاريخي لمواجهات مدريد ومارسيليا
16 سبتمبر 2025 10:56 ص
التضامن مع قطر وفلسطين.. ماذا شمل البيان الختامي لقمة الدوحة؟
15 سبتمبر 2025 11:32 ص
فلاشة وحرز.. دفاع المتهمة بقضية "أطفال دلجا" يتقدم بـ8 طلبات للمحكمة (فيديو)
15 سبتمبر 2025 12:12 م
5 أعوام من العطش.. الفشل الكلوي يتفشى بين أهالي عزبة الصعايدة بالمنيا
14 سبتمبر 2025 04:38 م
من طالبة صفر الثانوية بالمنيا لـ أحمد الدجوي.. مفاجأة بشأن تقرير منى الجوهري
14 سبتمبر 2025 04:46 م
ارتفعت 35 جنيهًا في أسبوع.. إلى أين تتجه أسعار الذهب؟
14 سبتمبر 2025 03:25 م
زيادة مصروفات المدارس التجريبية تغضب أولياء الأمور.. والتعليم ترد
14 سبتمبر 2025 03:30 م
جوائز الإيمي 2025.. كل ما تريد معرفته عن الحفل الأمريكي
14 سبتمبر 2025 02:52 م
أكثر الكلمات انتشاراً