القصف الأمريكي ضد الحوثيين.. هل يقع ترامب في فخ القوة الجوية؟

الحوثيين- أرشيفية
كشفت دارسة أعدها موقع “ذا كونفرزيشن” الأمريكي، أنه في أول 100 يوم من ولايته الثانية، أظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ميلاً للاعتماد على الضربات الجوية عند اتخاذ قرار باستخدام القوة العسكرية خارجياً، فمن الصومال إلى اليمن، استخدمت الإدارة الأمريكية الطائرات الحربية للرد على تهديدات أو لتحقيق أهداف استراتيجية دون التورط في حروب برية باهظة الثمن.
وأوضح الموقع، أن خبراء في الأمن القومي الأمريكي، خاصة في شؤون الشرق الأوسط، يحذرون من أن ترامب قد يكون على وشك الوقوع في ما يُعرف عسكريًا بـ"فخ القوة الجوية" – وهي الاستراتيجية التي تبدأ بضربات محدودة، ثم تتوسع تدريجياً عندما تفشل في تحقيق الأهداف المعلنة، ما يدفع إلى تصعيد أوسع قد يشمل إرسال قوات على الأرض.
فخّ القوة الجوية: دروس من الماضي
ولفتت الدراسة، إلى أن التاريخ الأمريكي مليء بأمثلة لقادة بدأوا حملاتهم الجوية بثقة، وانتهى بهم الأمر في حروب ممتدة ومكلفة، مثل فيتنام، عندما بدأ الرئيس ليندون جونسون بقصف جوي لوقف الشيوعية، ثم اضطر لإرسال نصف مليون جندي.
وعددت الدراسة أمثلة أخرى مثل البلقان، عندما كثّف بيل كلينتون ضرباته ضد الصرب لإنهاء الإبادة الجماعية، واقترب من نشر قوات برية، وباراك أوباما في سوريا بدأ بقصف "داعش" جواً، ثم دفعه الضغط الداخلي والدولي لإرسال آلاف الجنود، وفي كل حالة، فشلت القوة الجوية وحدها في تحقيق الأهداف، وانتهت بعمليات عسكرية أوسع مما كان مخططًا له.
اليمن: نفس الفخّ
في اليمن، يبدو أن إدارة ترامب تسير على خطى من سبقوها، فمنذ 15 مارس، شنت القوات الأمريكية حملة جوية موسعة ضد الحوثيين، شملت قصف أكثر من 800 موقع بتكلفة تفوق مليار دولار.
الهدف المعلن، إعادة فتح الملاحة في البحر الأحمر بعد أن عطّلها الحوثيون ردًا على الحرب الإسرائيلية في غزة.
لكن النتائج حتى الآن كارثية، لأن الملاحة لا تزال مشلولة، والهجمات الحوثية مستمرة، بل اقتربت من مطار بن جوريون في إسرائيل، والضحايا المدنيون في تزايد، بما في ذلك حادثة مروعة استهدفت مخيمًا للمهاجرين الأفارقة، والمفاجأة أن الحوثيون يزدادون قوة وشعبية نتيجة الضربات.
من الجو إلى الأرض: هل يبدأ التصعيد؟
الأنباء تشير إلى أن ترامب يبحث حالياً عن خيار بديل يشمل دعم جماعات مقاومة محلية مناهضة للحوثيين، وتدريبها وتسليحها لشن هجمات برية، لكن الوضع على الأرض غير مبشّر، لأن المقاومة المناهضة للحوثيين ضعيفة، وتفتقر للتنظيم والتدريب، وتُقدَّر أعدادهم بـ85 ألف مقاتل فقط، مقابل 350 ألف للحوثيين.
كما كشف تقرير لـ"مركز سوفان" الأمني عام 2025 والذي وصفهم بأنهم “غير المؤهلين للانتصار دون تدخل أمريكي مباشر”، وهذا السيناريو يُشبه كثيراً تجربة فيتنام الجنوبية في الستينيات، حيث اضطر الأمريكيون للتدخل البري بعد فشل حلفائهم المحليين في الصمود.
الدبلوماسية: الأمل الأخير
رغم التصريحات النارية، فإن الإدارة الأمريكية تُجري بالفعل محادثات غير مباشرة مع إيران، الداعم الرئيسي للحوثيين.
من جانبهم، أعلن الحوثيون أنهم مستعدون لوقف الهجمات البحرية إذا توقفت الحرب الإسرائيلية على غزة، كما حدث خلال وقف إطلاق النار الأخير.

الأكثر قراءة
-
"فين موسى وحمزة؟".. أم تبحث عن أولادها منذ يونيو 2023
-
رحل يتيما بعد أن فقد أسرته قبل عام.. كواليس جديدة في مأساة عريس أسوان
-
متى يشبع هؤلاء!
-
بعد منشور عن مُسنة.. "التضامن" تصدر قرارًا بشأن "دار الأمل للنقاهة"
-
اعتراف إسرائيلي يقلب الموازين حول حقيقة "الملاك" أشرف مروان
-
بسبب إلغاء حجز فستان.. صاحبة أتيليه تعتدي على فتاة بالمنوفية
-
بطل مصر في التايكوندو بين ضحايا حريق مصبغة المحلة
-
تأكيدًا لـ"تليجراف مصر".. الصحة تطرح عيادات 3 مستشفيات حكومية للإيجار

أخبار ذات صلة
توصيات حبيسة الأدراج.. أزمة التجنيس تطارد أبطال الرياضة
27 سبتمبر 2025 10:40 ص
الإعلام الإسرائيلي يكشف عورات خطاب نتنياهو بالأمم المتحدة
26 سبتمبر 2025 11:54 م
العيادات غير المرخصة.. أوجاع المواطن تضيع وسط زحمة الإجراءات
26 سبتمبر 2025 02:22 م
من الشقاء إلى الدكتوراه.. "عم صابر" عامل بناء يؤكد المعنى الحقيقي للتضحية
26 سبتمبر 2025 08:22 ص
جرائم حرب ومواقف مثيرة للجدل.. الوجه الآخر لـ توني بلير
26 سبتمبر 2025 01:48 ص
ضربة من مايكروسوفت في عمق إسرائيل.. ما علاقة فلسطين؟
25 سبتمبر 2025 09:42 م
الأوراق والإجراءات المطلوبة للترشح في انتخابات مجلس النواب 2025
25 سبتمبر 2025 07:30 ص
"جوهرة التاج".. حديقة الحيوان بالجيزة تفتح أبوابها مطلع 2026
25 سبتمبر 2025 07:50 ص
أكثر الكلمات انتشاراً