"ليلة سندور الدامية".. روايات متضاربة من الهند وباكستان

جانب من التصعيد العسكري بين الهند وباكستان
سيد محمد
كانت الليلة الماضية هي الأسوأ في التصعيد العسكري بين الهند وباكستان منذ الحرب الأخيرة بينهما عام 1971، حيث انتشرت الانفجارات على الخط الحدودي وفي العديد من النقاط لتعيد كابوس الحرب بين البلدين.
كشفت صحيفة "إنديا إكسبريس" الهندية أنه في تصعيد عسكري هو الأوسع بين الهند وباكستان منذ ضربات بالاكوت في 2019 والعمليات الجراحية بعد هجوم أوري في 2016، نفذت القوات المسلحة الهندية ليل الأربعاء سلسلة ضربات دقيقة استهدفت تسعة مواقع إرهابية داخل باكستان وكشمير الخاضعة لسيطرتها (PoK)، في إطار عملية "سندور".
أهداف الضربة
من بين المواقع التسعة التي استهدفتها الضربات، تم تأكيد أربع منها في بهاولبور، مرديكه (في إقليم البنجاب الباكستاني)، مظفر آباد، كوتلي (في باكستان المحتلة – PoK)، وهذه المدن تُعرف بكونها مراكز نشطة لمعسكرات جماعات متطرفة.

تفاصيل المواقع المستهدفة
تعد بهاولبور معقلًا لجماعة جيش محمد بزعامة مولانا مسعود أظهر، المولود في المدينة نفسها، والذي أُطلق سراحه من قبل الهند عام 1999 خلال أزمة خطف طائرة "IC-814" إلى قندهار.
وتعتبر مرديكه مقر جماعة لشكر طيبة بقيادة حافظ سعيد، العقل المدبر لهجمات مومباي عام 2008، حيث تقع قاعدة "مركز طيبة".
بينما تقع كوتلي مباشرة قبالة خط السيطرة مقابل منطقة جامو، وتُعد منطقة انطلاق لبعض الأنشطة للجماعات الباكستانية العابرة للحدود.
كما شملت الضربات مدينة مظفر آباد، وهي عاصمة كشمير الخاضعة لباكستان، وتُعرف بأنها مركز لعدة جماعات مسلحة تتلقى الدعم من الجيش الباكستاني لتنفيذ عمليات تسلل إلى الأراضي الهندية.

طبيعة العملية
رغم أن نوعية الأسلحة المستخدمة لم يُكشف عنها رسميًا، إلا أن مصادر مطّلعة رجحت أنها ضربات صاروخية دقيقة باستخدام تقنيات عالية، وهي مشابهة لطبيعة هجمات سابقة، لكنها أوسع نطاقًا وأكثر تعقيدًا.
الأضرار التي سببها القصف الهندي
العملية حملت اسم "سِندور" – ويُعتقد أن التسمية ترمز رمزيًا إلى الهجوم الطائفي في باهلغام، حيث تم استهداف الرجال على أساس هويتهم الدينية.
الموقف الدبلوماسي والدفاعي الهندي
قبل ساعات من الضربة، أصدرت الهند إشعارًا جويًا (NOTAM) يؤكد تنفيذ تدريبات جوية واسعة النطاق قرب الحدود الدولية مع باكستان، ووصفتها بأنها مناورات روتينية شاركت فيها كافة الطائرات المقاتلة.

الأضرار التي خلفها القصف الهندي
في بيان لاحق لوزارة الدفاع الهندية، أكدت السلطات أن العملية: "جاءت مركزة، محسوبة، وغير تصعيدية. لم يتم استهداف أي منشآت عسكرية باكستانية. الهند أظهرت ضبط نفس كبير في اختيار الأهداف وطريقة التنفيذ".
وأضاف البيان: "نحن نفي بالتزامنا بأن من يقفون وراء هذا الهجوم سيتحملون المسؤولية."
مقارنة سريعة
وتعد الضربات بالمقارنة مع ضربة بالاكوت 2019 التي استهدفت معسكر تدريب واحد في العمق الباكستاني والعمليات الجراحية بعد أوري 2016 التي اقتصرت على ضربات عبر خط السيطرة، تُعد عملية "سِندور" الأكثر اتساعًا من حيث عدد الأهداف، والتوزيع الجغرافي، والدقة التقنية في التنفيذ، ما يعكس تطورًا كبيرًا في القدرة العسكرية والهجومية الهندية.

القصف الجوي الهندي في باكستان
بينما أوضحت صحيفة "داون" الباكستانية، أنه أسقط الجيش الباكستاني خمس طائرات هندية ردًا على ضربات ليلية شنتها الدولة المجاورة على ستة مواقع، بما في ذلك في سيالكوت وبهاوالبور في البنجاب، بالإضافة إلى آزاد جامو وكشمير.
وأوضحت الصحيفة، أنه بدأت المواجهة العسكرية بين باكستان والهند بعد الواحدة صباحًا بقليل من يوم الأربعاء بغارات جوية هندية، عندما شنت الدولة المجاورة ما أسمته "عملية سيندور".
جزأ متضرر من مسجد بلال بعد أن ضربته غارة هندية
بعد ورود التقارير، أكدت إدارة العلاقات العامة بين الخدمات (ISPR) وقوع الغارات، قائلةً إن الهند شنت الهجمات من داخل مجالها الجوي.
وقدّم المتحدث العسكري الباكستاني تقييمًا مُحدّثًا للأضرار حوالي الساعة الرابعة صباحًا، مُشيرًا إلى مقتل ثمانية مدنيين.
أكد وزير الإعلام عطا الله تارار إسقاط طائرتين هنديتين حوالي الساعة 2:45 صباحًا بعد أن شنت باكستان ردها السريع، بينما جاء تأكيد إسقاط الطائرة الثالثة، وهي من طراز رافال، بعد ساعة.
وجاء تأكيد إسقاط الطائرتين الهنديتين الرابعة والخامسة بعد الساعة الخامسة صباحًا من قِبل تارار ووزير الدفاع خواجة آصف.
وفي تحديث آخر بشأن الخسائر، قال المدير العام للعلاقات العامة بالجيش الباكستاني الفريق أحمد شريف شودري إن عدد الأرواح ارتفع إلى 26 مدنيًا في ستة مواقع ضربتها الهند، مع إصابة 46 آخرين.

العلم الأبيض من قبل الهند على خط السيطرة
في حديثه لوسائل الإعلام حوالي الساعة السابعة صباحًا بوزارة الإعلام، أكد تارار أن الهند رفعت راية بيضاء على خط السيطرة و"تقبلت الهزيمة".
وقال الوزير هذا بينما كان يُعرض في الخلفية تسجيل لراية بيضاء.
قال تارار: "أُجبروا على رفع راية بيضاء". كما عرضت قناة PTV News لقطاتٍ لراية بيضاء مرفوعة، على ما يبدو، فوق مبنى.

إغلاق مطار كراتشي بعد القصف
وبحسب قناة بي تي في نيوز، رفع الجيش الهندي العلم الأبيض في مجمع تشورا على طول خط السيطرة.
وأضاف تارار أن "عدة" مواقع للجيش الهندي عبر الحدود تم تدميرها من قبل القوات المسلحة.
وأشار إلى أن باكستان دعت إلى إجراء تحقيق في هجوم باهالغام، لكن الهند “نفّذت هذا الهجوم ثم فرت منه”، وأضاف: "إنه لعارٌ عليهم أن يستهدفوا عمالًا ومواطنين أبرياء".
وأكد الوزير أن باكستان لم تستهدف أي مدنيين في الهند في عملياتها الانتقامية.
أفراد الأمن يطوقون أحد الشوارع بينما يخلي السكان المحليون منازلهم بالقرب من موقع الإضراب في مظفر آباد، آزاد كشمير، 7 مايو - وكالة فرانس برس

باكستان تدين بشكل قاطع الضربات الهندية القاتلة وتعلنها “أعمال حرب”
وأصدرت لجنة الأمن القومي في اجتماعها إدانة ضد "الأعمال غير القانونية" التي قامت بها الهند، معلنة أنها "انتهاكات صارخة لسيادة باكستان وسلامة أراضيها، والتي تشكل بوضوح أعمال حرب بموجب القانون الدولي".
وأظهرت لقطات فيديو أن اجتماع أعلى هيئة أمنية - برئاسة رئيس الوزراء شهباز شريف - حضره رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال ساهر شمشاد ميرزا، ومدير عام جهاز المخابرات الباكستاني الجنرال عاصم مالك، ورؤساء الأجهزة.
-
12:00 AMالفجْر
-
12:00 AMالشروق
-
12:00 AMالظُّهْر
-
12:00 AMالعَصر
-
12:00 AMالمَغرب
-
12:00 AMالعِشاء


أخبار ذات صلة
صامد في زمن الحرب.. "الحمار" وسيلة النقل الوحيدة بقطاع غزة
08 مايو 2025 07:17 م
بعد مروره بوعكة صحية.. من هو صنع الله إبراهيم؟
08 مايو 2025 07:08 م
جمعية الحمير المصرية.. صيحة مثقفي الثلاثينيات في وجه الاحتلال
08 مايو 2025 05:48 م
تحديات صحية ومهام خطيرة.. الاكتئاب يضرب الحمير في يومها العالمي
08 مايو 2025 04:43 م
الوداد.. نادي وُلد بإلهام "أم كلثوم" ومنحته "زغرودة" صك الإصدار
08 مايو 2025 04:15 م
الحرب بين الهند وباكستان تسيطر على بوليود.. النجوم يقذفون "كرات النار"
08 مايو 2025 12:47 م
في يومه العالمي .. كيف اقتحم "الحمار" الملاعب وشعارات الأندية؟
08 مايو 2025 02:03 م
"اعدلوا الميزان".. حزب الاتحاد يشتبك مع "الإيجار القديم"
08 مايو 2025 10:04 ص
أكثر الكلمات انتشاراً