الإثنين، 12 مايو 2025

10:04 م

صفقة الإفراج عن عيدان ألكسندر.. هل سحبت قطر البساط من إسرائيل؟

بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب- أرشيفية

بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب- أرشيفية

سيد محمد

A .A

"لتعلم كل أم عبرية تضع مصير أبنائها في يد الدولة، أن عليها أولًا أن تؤمن لهم جواز سفر أمريكي"، هذه العبارة المؤلمة تُلخّص شعورًا متناميًا داخل إسرائيل، بحسب المحلل العسكري الإسرائيلي أفي أشكنازي، بعد إعلان إطلاق سراح الجندي الأسير عيدان ألكسندر – الذي يحمل الجنسية الأمريكية – بينما لا يزال عشرات الأسرى الإسرائيليين الآخرين قابعين في أنفاق غزة.

وأكد أشكنازي في تحليله بصحيفة “معاريف” الإسرائيلية، أن الإفراج عن عيدان كان بلا شك لحظة مؤثرة، لكن داخل الجيش الإسرائيلي يشعر كثيرون أن ما حدث ليلة أمس كان زلزالًا أخلاقيًا يمس بمبادئ العدالة والمساواة، فبينما كان جنود الاحتياط من لواء 16 ولواء 205 يخدمون في المناطق الحدودية منذ أكثر من شهر ونصف، جاء قرار الإفراج مفاجئًا ومن خارج الأطر الرسمية.

 جنود الاحتياط يتحدثون

نقل أشكنازي، عن أحد جنود الاحتياط: "لم نُستدعى للقتال هذه المرة، بل لحماية المحاور في منطقة نتساريم. اعتقدنا أن وجودنا هناك سيؤدي للضغط على حماس من أجل إطلاق سراح الرهائن".

لكن رغم التعب والبعد عن الأهل، يُظهر الجنود روحًا قتالية عالية، بل واستعدادًا للعودة مجددًا متى طُلب منهم. ومع ذلك، بدأت تتسلل أسئلة صعبة حول ما إذا كانت العمليات العسكرية تُدار بمنطق استراتيجي واضح، أم أن القيادة السياسية تماطل وتتهرّب من القرارات الحاسمة.

 واشنطن تأخذ بزمام المبادرة

ما زاد من حدة التساؤلات هو الإعلان عن صفقة بين واشنطن وحماس، تمّت فوق رأس الحكومة الإسرائيلية، بحسب تقارير متعددة.
وتعهد الأمريكيون بأنهم سيقودون مفاوضات تؤدي إلى الإفراج عن جميع الأسرى، مقابل وقف مؤقت للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.

لكن، وكما يبدو من تصريحات مسؤولين، فإن فتح معابر المساعدات الإنسانية سيتم سواء نجحت المفاوضات أم لا، حيث وضع رئيس الأركان الجنرال هرتسي هاليفي ثلاث قواعد رئيسية؛ الجيش لن يسمح بتجويع المدنيين، الجيش لن يتيح لحماس التحكم بالمساعدات، الجنود الإسرائيليون لن يكونوا من يوزعها.

ماذا عن الميدان؟

الجيش الإسرائيلي أنهى تجهيز مراكز توزيع المساعدات في جنوب قطاع غزة، وينتظر توقيع الاتفاق النهائي مع شركة أمريكية متخصصة خلال ساعات أو أيام قليلة.

أما من يحاول ربط ملف المساعدات بالصفقة التي أُبرمت، فـ"يُخطئ في قراءة الحقيقة"، حسب تعبير مصدر عسكري.

الإنجاز القطري

ومن المتوقع أن يُطلق سراح عيدان ألكسندر خلال ساعات، وسط مشاعر مختلطة داخل المجتمع الإسرائيلي. فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيُسجّل إنجازًا سياسيًا، لكن قطر هي من كسبت المكافأة الكبرى.

قبل أسبوعين، أفشلت الدوحة الصفقة وفق مبادرة "ويتكوف"، واليوم تعيد تقديمها لترامب على طبق من ذهب، لتؤكد للعالم – وتحديدًا للشرق الأوسط – أنها تملك القدرة على شراء النفوذ والتأثير، من مكتب نتنياهو، إلى قيادة حماس، إلى طاولة المفاوضات، وحتى تحديد هوية الأسرى المفرج عنهم.

 المشهد معقّد، والميدان يغلي، لكن السؤال الكبير في الشارع الإسرائيلي هو هل ما زالت إسرائيل صاحبة القرار في مصير جنودها وأمنها، أم أن اللعبة خرجت من أيديها؟

search