تنازلات قبل قمة الرياض.. ماذا قدم الشرع لـ ترامب؟

دونالد ترامب وأحمد الشرع
سيد محمد
التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في السعودية، وقال إن واشنطن تستكشف تطبيع العلاقات مع سوريا، وذلك بعد يوم إعلان رفع جميع العقوبات الأمريكية على سوريا.
لقاء ترامب الشرع، جاء قبل مؤتمر مجلس التعاون الخليجي، في إطار زيارة الرئيس الأمريكي التي تستغرق أربعة أيام إلى الشرق الأوسط، حيث من المتوقع أن يسعى لجذب حلفائه الخليجيين للاستثمار في الولايات المتحدة.
وأظهرت صورٌ ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، جالسًا في قاعة اجتماع مع ترامب والشرع في الرياض، رفقة وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، ووزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، وانضم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى الاجتماع هاتفيًا.

طلبات ترامب الأربعة
وفقًا للمتحدث باسم البيت الأبيض، حثّ ترامب الشرع على "ترحيل الإرهابيين الفلسطينيين" والتوقيع على اتفاقيات إبراهيم، التي من شأنها تطبيع العلاقات السورية مع إسرائيل.
كما حثّ الشرع على مساعدة الولايات المتحدة في مهمتها لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) والتعامل مع مخزون الأسلحة الكيميائية المتبقي في البلاد.
عروض الشرع لترامب
بينما كشف تقرير أعدنه صحيفة “إندبندنت” الأمريكية، أن الحكومة السورية قدّمت مجموعة من الحوافز الاستراتيجية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بهدف عقد لقاء مع الرئيس السوري أحمد الشرع.
وأكد الناشط الأمريكي المؤيد لترامب، جوناثان باس، أنه التقى الرئيس الشرع في دمشق بتاريخ 30 أبريل، رفقة نشطاء سوريين وممثلين من دول الخليج، في لقاء امتد لأربع ساعات، وكان جزءًا من جهود أوسع لترتيب قمة بين الزعيمين، والتي عُقدت لاحقًا يوم الأربعاء، في أول اجتماع بين قادة البلدين منذ 25 عامًا.
وقال باس إن الشرع أبدى اهتمامًا بإقامة تعاون اقتصادي وأمني، يشمل مشاريع استثمارية أمريكية، خصوصًا في مجال الطاقة، بالإضافة إلى فتح قنوات تواصل مع إسرائيل واحتواء النفوذ الإيراني في المنطقة.
وأشار الشرع، بحسب باس، إلى أنه يشعر بقرب شخصي من ترامب، حيث مرّ كلاهما بمحاولات اغتيال نجا منها بأعجوبة.
برج ترامب
وتضمنت عروض الشرع لـ ترامب بناء برج "ترامب تاور" في قلب العاصمة دمشق، إلى جانب مقترحات للتقارب مع إسرائيل ومنح الولايات المتحدة امتيازات في قطاعي النفط والغاز السوري.
التقارب الإسرائيلي السوري
وكان من بين أهداف دمشق إيصال رسالة للولايات المتحدة بأنها لا تشكل تهديدًا لإسرائيل، في وقت كثّفت فيه الأخيرة غاراتها الجوية في سوريا عقب الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد العام الماضي.
وأكد الشرع وجود مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل بوساطة إماراتية لتهدئة التوترات، إلا أن إسرائيل استأنفت ضرباتها لاحقًا، بما في ذلك غارة قرب القصر الرئاسي، قالت إنها رسالة تحذيرية لحماية الأقلية الدرزية في البلاد وسط اشتباكات مع جماعات سنية مسلحة.
وأضاف باس أن "الشرع أرسل غصن زيتون للإسرائيليين، وأرسلت إسرائيل الصواريخ".
_2882_075002.jpg)
صفقة معادن على الطريقة الأوكرانية
وذكرت صحيفة “التايمز” أن الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع قدم للولايات المتحدة صفقة معادن مشابهة للصفقة التي أبرمتها واشنطن مع أوكرانيا مقابل رفع العقوبات التي استمرت لعقد من الزمان.
وتُعد صخور الفوسفات من أهم المعادن غير المُستغلة في سوريا، ووفقًا للتقديرات الأخيرة، تمتلك سوريا احتياطيات فوسفات هائلة يُمكن أن تصل إلى 1700 مليون طن، تُقدر البلاد منها حوالي 3.5 مليون طن سنويًا، بحسب موقع “ورلد أتلاس” الأمريكي.
وعلى الرغم من انخفاض الإنتاج بشكل حاد في التسعينيات نتيجةً لانخفاض الطلب العالمي والأسعار، إلا أن الإنتاج ارتفع إلى 2.4 مليون طن في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وفي عام 2009، استحوذت سوريا على حوالي 2% من إنتاج صخور الفوسفات في العالم، مما جعلها تحتل المرتبة التاسعة بين أكبر مُنتجي صخور الفوسفات في العالم، ويُستثمر حوالي 700 طن من الفوسفات محليًا في مصانع الأسمدة لتصنيع حمض الفوسفوريك والسوبر فوسفات، ويُصدّر الباقي إلى وجهات مُختلفة.
وتزخر سوريا أيضًا بالعديد من الموارد المعدنية الفلزية وغير الفلزية، وهي من أكبر منتجي الأسمنت في منطقة الشرق الأوسط، وفي عام 2010، أنتجت حوالي 10 أطنان مترية من الأسمنت، أي أكثر من ضعف إنتاجها في عام 2000.
امتيازات في النفط والغاز السوري
ويعتبر العرض السوري الأخير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو امتيازات في النفط والغاز السوري، وتُعد الطاقة أحد أهم روافد الاقتصاد السوري، فإلى جانب احتياطيات الغاز الطبيعي، تُعدّ سوريا موطنًا لحقول النفط الخام.
ووفقًا لصندوق النقد الدولي، قُدِّرت مبيعات النفط لعام 2010، قبل اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، بأكثر من 3.2 مليار دولار، وشكلت 25% من إيرادات الحكومة.
وتتمتع سوريا بثروة من احتياطيات الغاز الطبيعي، تُقدر بنحو 8.5 تريليون قدم مكعب، وهو المورد الطبيعي الأكثر وفرة في سوريا، وقد شهدت البلاد نموًا إيجابيًا في إنتاج الغاز الطبيعي بين عامي 2001 و2010.
ويُبقي الجيش الأمريكي نحو 900 جندي في المناطق السورية الغنية بالنفط منذ عام 2014، وتسيطر الولايات المتحدة فعليًا على 90% من النفط السوري، بحسب "ميدل إيست مونيتور".
وقد بررت واشنطن وجودها في حقول النفط السورية بأنه ضروري لمنع وقوع هذه الموارد في أيدي فلول داعش، إلا أن الأهداف الاستراتيجية الحقيقية تبدو أكثر تعقيدًا، فقد أقرّ مسؤول كبير في البنتاجون بأن منع دمشق من الوصول إلى مواردها النفطية جزء من حملة ضغط متعمدة.

أخبار ذات صلة
حلم الحذاء الذهبي يتبخر.. صلاح يواجه منافسة شرسة من جويكيريس ومبابي
15 مايو 2025 08:23 م
ذكرى تهجير وطن لا يزال حاضرًا.. لماذا يحيي الفلسطينيون يوم النكبة؟
15 مايو 2025 08:03 م
في ذكراها.. كيف ناضل الفلسطينيون للاعتراف بيوم النكبة؟
15 مايو 2025 06:21 م
غرق وحرائق وخرطوش.. 24 ساعة عصيبة في سوهاج
15 مايو 2025 12:28 م
أبرزها الأهلي.. 4 أندية تطيح بـ"العقل المُدبر" قبل كأس العالم للأندية
15 مايو 2025 09:55 ص
اجتماعات الحسم بـ"النواب" عن الإيجار القديم.. المحافظون على طاولة التشريع
15 مايو 2025 09:10 ص
بدأت في السويس.. 16 زيارة متبادلة بين الرؤساء الأمريكيين وملوك السعودية
14 مايو 2025 10:26 م
بعد إعلان ترامب.. أول تحرك أمريكي لرفع العقوبات عن سوريا
14 مايو 2025 11:17 م
أكثر الكلمات انتشاراً