الجمعة، 23 مايو 2025

02:43 ص

"آدم".. رضيع يكشف مأساة 14 ألف طفل في غزة

مأساة الرضع في قطاع غزة

مأساة الرضع في قطاع غزة

بات مشهد الأمهات العاجزات عن إرضاع أطفالهن في غزة، يتكرر يوميًا ما يعكس عمق الكارثة الإنسانية التي حلت على القطاع، فالمستشفيات تعج بالرضع المصابين بسوء التغذية الحاد، فيما يعمل الأطباء والممرضات بأيدٍ شبه خالية، بعد أن نفدت مخزونات الحليب الصناعي والأدوية والمسلتزمات الطبية والمحاليل الوريدية.

حضانة آدم تستغيث في غزة

في حضّانة صغيرة بمستشفى الشفاء في غزة، ينام الرضيع "آدم"، بعمر الشهرين، لا يحمل من العالم سوى أنين جوع لا يسكت، جسده الهزيل بالكاد ينبض، ووالدته "م. ع" تنظر إليه بعينين غارقتين في الدموع تردد: "اللبن بثدي جف، جسمي نشف من الخوف والجوع، حتى اللبن الصناعي ما عاد موجود". 

وضع مأساوي داخل المستشفيات في غزة

وتحدثت "تليجراف مصر"، مع والدة آدم هاتفيًا، وكشفت الوضع المأساوي لرضيعها بعد أن استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي زوجها المصور الصحفي في غارة بالسوق الشعبي بوسط غزة.

تقول والدموع تخنق صوتها، وقد بدت الحشرجة واضحة في حديثها: "منذ اندلاع الحرب وتدهور الأوضاع المعيشية، أصبح الرضع يواجهون خطر المجاعة والموت البطيء بسبب النقص الحاد في الغذاء، وانعدام الرعاية الصحية، وانهيار المنظومة الطبية بالكامل".

حليب منعدم وأمهات يعانين الجوع في غزة

وتضيف: "في ظل الحصار المشدد وانقطاع المساعدات، أصبح الحصول على حليب الأطفال أشبه بالمستحيل، فلا توجد صيدليات، والمتاجر دمرت، والمساعدات التي كانت تأتي بشكل متقطع توقفت، أما الأمهات، فهنّ أنفسهن ضحايا للمجاعة، لا يمتلكن طعامًا كافيًا ليبقين على قيد الحياة، ناهيك عن إنتاج الحليب لأطفالهن".

منظومة طبية مهترئة

فيما يقول الممرض بمستشفى الشفاء حسين حكيم، لـ "تليجراف مصر": "نستقبل كل يوم عشرات الرضع في حالة حرجة، معظمهم يعانون جفافًا شديدًا ونقص التغذية، فضلًا عن أمراض الدم والأمراض الجلدية، ما يضطر الطواقم الطبية لتغذيتهم بمحاليل وريدية لأننا لا نملك بدائل".

أرقام صادمة وقلوب موجوعة

وفقًا لتقارير من الأمم المتحدة، فإن نحو 90% من الأطفال تحت سن الخامسة يعانون سوء تغذية حادا أو متوسطا، بينما لا يتوفر سوى عدد محدود من الحضانات العاملة، معظمها دون كهرباء منتظمة أو معدات طبية حديثة.

رضّع غزة يواجهون شبح الموت

"يوسف"، رضيع آخر عمره أربعة أشهر، فارق الحياة قبل أيام، ليس بسبب قصف أو رصاصة، بل بسبب الجوع، لم تجد أمه السيدة "روان. و" شيئًا تطعمه إياه، لا حليب، ولا حتى ماء نظيف بحسب وصفها لـ “تليجراف مصر”، حتى تمكن منه الجفاف وتوفي مثل من سبقوه.

صوت لا يصل

تقول والدة يوسف: "كل العالم بيحكي عن غزة، بس ما حدا  بيسمع صوت الأطفال يلي بيموتوا في صمت، إحنا بنشوفهم بين إيدينا، بيضعفوا يوم بعد يوم".

وتضيف: "الرضع لا يعرفون السياسة ولا الحدود، لا يفهمون الحرب، ولا يفهمون لماذا لا يجدون طعامًا أو دفئًا، كل ما يعرفونه هو الجوع، والصراخ، ثم الصمت الطويل".

رسالة إلى الضمير الإنساني

ووجهت رسالة للعالم قائلة: “غزة لا تحتاج فقط إلى بيانات إدانة أو تعاطف موسمي، بل إلى تحرك إنساني عاجل، فالرضع يموتون لأن العالم اختار أن يصم أذنيه”.

وتابعت: "اليوم، قد يموت آدم، وغدًا قد تلحق به ليلى، ومن قبلهم استسلم يوسف، ليس لأن المرض أقوى، بل لأن الجوع أسرع، والمساعدة أبطأ من أن تصل".

14 ألف رضيع في غزة يصارعون الموت

وفي الوقت الذي يكافح فيه الرضع للبقاء على قيد الحياة داخل حضانات بدائية في مستشفىات غزة، أطلق مسؤول أممي رفيع صرخة تحذير مدوّية: "14 ألف رضيع في غزة مهددون بالموت خلال 48 ساعة إذا لم تصلهم المساعدات العاجلة".

وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، قال الإثنين الماضي، إن الوضع الإنساني في قطاع غزة بلغ نقطة الانفجار، مشددًا على ضرورة “إغراق قطاع غزة بالمساعدات الإنسانية”.

المسؤول الأممي أشار أيضًا إلى أن الأمم المتحدة تمتلك فرقًا قوية على الأرض رغم الخسائر البشرية الجسيمة التي تكبّدها موظفوها في القطاع منذ اندلاع الحرب.

وأضاف:"فرق الإسعاف والطوارئ ستواصل العمل رغم المخاطر والعقبات الكبيرة، فقط من أجل إيصال الغذاء والماء للأطفال الرضع الذين يصارعون الموت بسبب الجوع".

search