هل أصبحت إيران "ملطشة" إسرائيل؟
في السياسة، كما في الشارع، هناك لحظة حرجة لا يعود فيها الصمت حكمة، بل علامة ضعف، ولعلّنا اليوم أمام هذا النوع من اللحظات، حين نستيقظ على خبر بأن إسرائيل ضربت إيران مرة أخرى من دون ردّ.
السؤال الذي يتردد على ألسنة الناس من طهران إلى تونس، ومن بغداد إلى بيروت، لم يعد: هل سترد إيران؟ بل: لماذا لم ترد حتى الآن؟ وهل أصبحت الجمهورية الإسلامية مجرد كيس ملاكمة ترفعه إسرائيل كلما أرادت أن تستعرض عضلاتها في المنطقة؟
الوقائع تقول إن إسرائيل لا تمرّ شهرين دون توجيه ضربة هنا أو هناك، لمنشأة نووية، أو لقيادي في الحرس الثوري، أو لقافلة سلاح على أطراف دمشق، والرد الإيراني غالبًا ما يكون إما صمتًا باردًا، أو وعدا برد "قادم في الزمان والمكان المناسبين"، وهو الزمان الذي لم يحن منذ سنوات، والمكان الذي لم يُكتشف بعد.
لكن إذا نظرنا للأمر من زاوية التحليل السياسي لا العاطفة، فالصورة أعقد من أن تُختزل في وصف "ملطشة".
إيران ليست ضعيفة؛ لكنها تلعب لعبة طويلة النفس، فاستراتيجية طهران ليست في أن تضرب من حيث ضُربت، بل في أن تفتح جبهات متعددة تجعل من المستحيل حصر المعركة في حدودها الجغرافية، ردها لا يكون بصاروخ مباشر من طهران إلى تل أبيب، بل عبر زوايا متفرعة؛ هجوم مسيّر من الحوثيين على سفينة إسرائيلية، صاروخ من جنوب لبنان، أو تفجير على طريق في العراق.
إيران تعرف أن دخولها في مواجهة شاملة مع إسرائيل يعني فتح الباب أمام تدخل أميركي مباشر، وهو ما لا تريده الآن، خصوصًا وهي تحاول ترتيب أوراقها الداخلية وتعيد بناء نفوذها بعد سنوات من العقوبات والتوتر الشعبي.
لكن إسرائيل بدورها تستغل هذا الحذر الإيراني، وتستخدمه كمساحة مناورة دائمة، فهي تضرب لأنها تعلم أن الرد سيأتي ببطء… أو لا يأتي. وفي كل مرة لا ترد فيها إيران، تزداد إسرائيل ثقة، ويزداد خصوم إيران شكا في قدرتها على الحماية أو الردع.
المنطقة كلها تُراقب، وكل طرف يضع سيناريوهاته، البعض يرى أن إيران تُعد لضربة بحجم يُربك الجميع، وآخرون يرون أن إيران أصبحت أسيرة حسابات معقدة تمنعها من الرد، وتكبل أذرعها كما يكبل الاقتصاد المعاقب حركته.
لكن الواقع يقول شيئًا واضحًا: المعركة بين إيران وإسرائيل مستمرة، لكن قواعدها تغيّرت، لم تعد حربًا بالصواريخ، بل لعبة أعصاب طويلة، حرب باردة بطعم النار.
الناس يسألون: هل أصبحت إيران "ملطشة" إسرائيل؟
والإجابة ببساطة: ليس تمامًا… لكنها بالتأكيد أصبحت هدفًا سهلًا كلما قررت إسرائيل أن ترسل رسالة للمنطقة والعالم.
وفي الشرق الأوسط، من يتأخر في الرد… يخسر الجولة، حتى لو ربح الحرب بعد حين.
الأكثر قراءة
-
المغرب يصطدم بالإمارات في نصف نهائي كأس العرب 2025
-
أمطار بهذه المناطق، تفاصيل حالة الطقس غدًا الثلاثاء
-
طلقها زوجها قبل أسبوع، سيدة متوفاة داخل محل تثير الذعر في البدرشين
-
بعد فراره إلى روسيا، بشار الأسد يعود لمهنته السابقة
-
ضربة قوية للسوق السوداء، ضبط 3 أطنان أسمدة مدعمة قبل تهريبها بالأقصر
-
فيضانات المغرب تودي بحياة 37 شخصا في أسوأ كارثة طبيعية منذ 11 عاما
-
في كأس العرب، المغرب يتقدم على الإمارات بالشوط الأول
-
السعودية تواجه الأردن في نصف نهائي كأس العرب
مقالات ذات صلة
الأسئلة العشرة التي تكشف ما جرى في الدوائر الـ19
08 ديسمبر 2025 04:11 م
47 دائرة ملغاة.. فهل نقترب من الإلغاء الكامل للانتخابات؟
30 نوفمبر 2025 06:00 م
29 نوفمبر تضامن سنوي.. وإبادة مستمرة!
28 نوفمبر 2025 02:16 م
بعد توجيهات الرئيس.. هل حان وقت تحديث الحياة السياسية في مصر؟
19 نوفمبر 2025 03:32 م
زهران ممداني.. حين انتصرت نيويورك على ترامب
05 نوفمبر 2025 05:25 م
ميثاق الشرف الانتخابي.. محاولة لتغيير قواعد اللعبة
01 نوفمبر 2025 09:42 ص
محمد سلام.. حين كرّم الوطن ضمير الفن
27 أكتوبر 2025 11:14 ص
فوز مصر بعضوية مجلس حقوق الإنسان بين الثقة والمسؤولية
16 أكتوبر 2025 03:55 م
أكثر الكلمات انتشاراً