الثلاثاء، 17 يونيو 2025

11:54 م

نجوى مصطفى
A A

في مباراة الأهلي وإنتر ميامي.. نعم كنت هناك

بدت الرحلة طويلة من مشاهدة الأهلي في كأس العالم للأندية باليابان عبر شاشة التلفاز، وبين تشجيعه في نفس البطولة ولكن تلك المرة من مدرجات هارد روك، قل عن اللحظة ما شئت، طوفان من المشاعر والأحاسيس المختلطة التي اجتاحتني بمجرد الدخول إلى أبواب الملعب، لم يدر في خلدي أن الأعلام الحمراء التي رأيتها في ملاعب كثيرة ستكون ذات يوم داخل القارة الأمريكية، افتتاح مونديال، ولم أتخيل يومًا أن تكتسي المدرجات باللون الأحمر بنحو 60 ألف متفرج جاءوا ليؤكدوا أن "جمهوره ده حماه" ليس مجرد شعار بل هو حقيقة لا تقبل الشك.

نعم كنت هناك، في المدرجات، أتابع مباراة إنتر ميامي والأهلي، رأيت بعيني كل فرصة ضائعة وكل هجمة لم تنتهِ بهدف وخشيت الهزيمة في الشوط الثاني من المباراة، و"زعلت" أن فريقي لم ينتصر رغم أن ذلك كان بإمكانه أو بمعنى أدق كان قريبًا جدًا خاصة في الشوط الأول.

نعم كنت هناك أتابع ملامح الجمهور العظيم وأرصد رد فعله في كل لحظة، مثل تلك اللحظة التي أصيب فيها إمام عاشور في أولى الدقائق، لحظات من الحسرة والحزن لكنها لم تطل بسبب نزول زيزو مكانه، وهو تغيير أثبت أن صفقات الأهلي الجديدة التي وصفها البعض أنها أكثر من اللازم ووصل الشطط بالبعض الآخر أن يصفها بـ"فشخرة وصفقات مكايدة لا أكثر"، لكن الحقيقة أن تغيير نجم بنجم والتحوّط جيدًا ضد أي سيناريو في المبارايات والبطولات هو الحاصل الآن، بل ومن الناحية المالية فتعادل إنتر ميامي جلب للأهلي مليون دولار وهو ما يعني أن "الصفقات جايبة تمنها".

في مدرجات هارد روك أيضًا لم يكن لدى جماهير الأهلي أي مخاوف أو شعور بأنهم أقل من الفرق المتواجدة رغم كل ما قيل عن مواجهة ميسي ورفاقه ورغم كل التخوفات من افتتاحية مونديال تواجه فيها فريق على أرضه، الحقيقة أن شخصية الأهلي بين المشجعين كانت حاضرة منذ اللحظة الأولى بهتافات الفوز والتقدم، وساعد في ذلك أن اللاعبين أنفسهم لعبوا بتلك الطريقة خلال الشوط الأول ورأينا الهجوم القوي والتنقلات السريعة والفرص الضائعة وهو ما فاجأ إنتر ميامي الذي أدرك أنه أمام فريق حقيقي قادر على هزيمته لذلك استنفر كل قواه في الشوط الثاني والدليل أن رجل المباراة حارس الفريق الخصم في أكبر دلالة على ذلك.

أما المدرب خوسيه ريبرو، وهو رجل في نظري غير مطالب بأي شئ خلال البطولة التي تولى المسئولية قبلها بأيام، ولم تتح له الفرصة للتعرف على اللاعبين أو تنفيذ خططه، لكنه رجل هادئ في الملعب كما في خارجه حتى بعد ضياع ضربة الجزاء، وهذا جيد لأنه لم يوتر لاعبيه أو يظهر عليه أي اهتزاز، تغييراته حتى لو كان هناك اختلاف حولها لكنها تغييرات هجومية رغم أن الأهلي كان مضغوط في الشوط الثاني لكنه لم يدفع بمدافع، بالعكس غيّر خط هجومه من أجل التنشيط بعد تراجع الجهد البدني، وهذا يدلك على شخصيته التي ظهرت أيضًا في قوة الأهلي كما أشرت سابقًا.

لاحظت أيضًا أن خوسيه ريبيرو لم  يكترث كثيرًا بالأقاويل التي تقال والتي سمعها بالتأكيد، فبن شرقي جلس دكة احتياط ولم يشارك نتيجة اعتراض "كما تردد"، ولم يجد حرجًا في إخراج زيزو بعد أن شعر أن ما أداه يكفي في تلك المباراة، التغييرات مبكرًا إلى حد ما، ببساطة هذا رجل يفعل ما يريد وهذا ما نحتاجه أو على الأقل نقدره، كما نقدر حديثه بعد المباراة حين لم يرد أن يتحدث عن ترتيب ضربات الجزاء وهلم جرا، بمعنى آخر مدير لم يسلم لاعبيه للجمهور.

ولأن لكل حفلة نجمها ولكل معركة بطل، فآهات الجمهور والتصفيق الحار والهتاف كانت من نصيب محمد الشناوي الذي أثبت أنه مهما قيل عنه ومهما تراجع مستواه في بعض الفترات، لكنه في النهاية "رجل المواعيد الكبرى" وحارس يتشرف به الأهلي في المحافل الدولية، كذلك وسام أبو علي "الفدائي" الذي رأيناه على خط مرماه ليخرج هدف لا نراه سوى في مقاطع فيديوهات" أشهر الإنقاذات"، أما مروان عطية فأثبت أنه لاعب من طِراز فريد ويبقى مسك الختام محمد بن رمضان المختلف عن كل من مر على النادي الأهلي في مكانه.


نعم كنت هناك وأنا أرى جماهير الأهلي حزينة لأنها لم تربح لأنها استحقت ذلك، وكنت هناك والأمل يملأ الجميع وأنا منهم نردد "الأهلي يقدر"، كما قدر أن يصنع كل هذا المجد بداخلنا، وجعلنا نتمشى على شواطئ ميامي باللون الأحمر الذي بات علامة مسجلة إذ كل من يراك يعرف أنك "أهلاوي".

search