الجمعة، 27 يونيو 2025

07:33 ص

بعد قصفه.. ميدان فلسطين شاهد على كراهية قديمة بين إيران وإسرائيل

ميدان قلسطين

ميدان قلسطين

في قلب العاصمة الإيرانية طهران، بوجد ميدان فلسطين، وهو أكثر أماكن إيران الشاهدة على العلاقة المركبة بين طهران وتل لأبيب، ومؤخرًا خلال الحرب الإيرانية الإسرائيلية أصبح أحد ساحات المعارك بين الدولتين عندما قصفته الطائرات الإسرائيلية.

 “ميدان فلسطين” المثير للجدل

أوضح مشروع الشرق الأوسط للبحث والمعلومات، أن ميدان فلسطين في طهران رمزاً تاريخياً للعلاقات المتشابكة بين إيران وإسرائيل والقضية الفلسطينية، حيث فكانت هذه الساحة قبل ثورة 1979 تستضيف السفارة الإسرائيلية وتحمل اسم "ميدان كاخ" (القصر)، واليوم  يعرض جدارية ضخمة اليوم شعارات باللغتين العبرية والفارسية تشير إلى "جميع الأهداف في متناول اليد، ونحن نختار"، في إشارة للحرب الإيرانية الإسرائيلية .

ظل الميدان مقر للسفارة الإسرائيلية، حتى أيام قليلة من انتصار الثورة، في فبراير 1979، عندما استضافت الحكومة الإيرانية الجديدة ياسر عرفات وفريقه، وتم تسليم المبنى إلى منظمة التحرير الفلسطينية كسفارة فلسطينية، وأعيد تسمية الساحة لـ"ساحة فلسطين".

السفارة الفلسطينية.. من مقر “تل أبيب” لـ"رام الله"

 تعد أبرز محطات الميدان هي سفارة فلسطين، حيث تحولت البعثة السياسية الإسرائيلية في طهران، التي كانت تعمل منذ عام 1948، إلى السفارة الفلسطينية بعد أيام قليلة من انتصار الثورة الإيرانية.

قبل ثورة 1979، كانت إيران وإسرائيل تربطهما علاقات دبلوماسية قوية، وكانت البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في طهران تعرف باسم "سفارة إسرائيل في طهران".

لكن هذا الوضع تغير بشكل كامل مع دعم منظمة التحرير الفلسطينية للثورة الإيرانية. فبعد أيام قليلة من انتصار الثورة، أرسل رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عرفات، وفداً فلسطينياً إلى إيران.

استُقبل الممثلون الفلسطينيون استقبالاً علنياً وحاراً، وفي خطوة رمزية بالغة الأهمية، سُلِّموا مفاتيح السفارة الإسرائيلية السابقة في طهران. هذا المبنى الذي كان يمثل الوجود الدبلوماسي لإسرائيل في إيران، أصبح بعد ذلك السفارة الفلسطينية.

وعُيّن هاني الحسن، الذي كان شخصية دبلوماسية بارزة في منظمة التحرير الفلسطينية، أول سفير فلسطيني لدى إيران، مما رسخ التحول في العلاقات الدبلوماسية الإيرانية بعد الثورة.

ساعة “زوال إسرائيل”

لا يمكن أن تزور الميدان دون أن ترى ساعة “زوال إسرائيل” التي دمرتها الطائرات الإسرائيلية في القصف الأخير، وأقيم هذا اللوح الإعلاني من قبل مكتب الباسيج في طهران عام 2015، بعد توقيع خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي الإيراني). 

في ذلك الوقت، زعم المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي على حسابه في تويتر أن المسؤولين الإسرائيليين أعلنوا أنهم "لم يعودوا قلقين بشأن إيران خلال الـ 25 عامًا القادمة". 

ورد خامنئي بإعلانه "بمشيئة الله، لن يكون هناك شيء اسمه الكيان الصهيوني خلال الـ 25 عامًا القادمة". بدأ العداد، الذي انطلق من حوالي 9125 يومًا (أو 25 عامًا)، وهو مدمج بعبارة "تبقى [X] يومًا فقط على إبادة إسرائيل" باللغات الفارسية والإنجليزية والعربية. 

لا توجد إجراءات حساسة للوقت مخطط لها بالتوازي مع العد، والذي هو في حد ذاته معيب، ففي كثير من الأحيان، تتعطل الشاشة وتتوقف.

تعكس رسالة لوحة الساعة طبيعة الدعم الإيراني للتحرر الفلسطيني، حتى قبل أحداث 7 أكتوبر 2023 وسلسلة الضربات الأخيرة التي تعرض لها محور المقاومة. 

الكشف عن الساعة والهدف منها

في يونيو 2017، بالتزامن مع المسيرات السنوية ليوم القدس، كشفت إيران عن هذه الساعة الرقمية الكبيرة في ميدان فلسطين. 

وقامت منظمة التعبئة لمدينة طهران بتركيب لافتة العد التنازلي للأيام المتبقية حتى تدمير إسرائيل في الجانب الجنوبي الشرقي من ساحة فلسطين، بحضور جميع المواطنين وعائلات شهداء الإرهاب، بشكل يومي، موضحة الأيام المتبقية حتى تدمير إسرائيل.

وأوضح مهدي بابائي، رئيس منظمة الباسيج في بلدية طهران، فإن "العد التنازلي لتدمير إسرائيل" هو أحد الأعمال الفريدة التي تم تصميمها بناءً على أمر المرشد الأعلى، معربًا عن تمنياته من تثبيت هذا العمل في العديد من البلدان الإسلامية الأخرى، لخلق موجة عالمية، بحسب وكالة تسنيم الإيرانية.

تصميم ساعة زوال إسرائيل

تعد الساعة  لوح إعلاني ضخم في محيط ميدان، مزودًا بعداد إلكتروني يعرض أرقامًا حمراء عملاقة تحسب الأيام المتبقية حتى زوال "الكيان الصهيوني" – وهو المصطلح الرسمي الذي تستخدمه إيران للإشارة إلى إسرائيل، حيث لا تعترف بالدولة، بحسب موقع “quillette” الأمريكي.

تم ضبط الساعة للعد التنازلي من 8411 يومًا، وهو الرقم الذي يتوافق مع تصريح المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في عام 2015، حيث تنبأ بأن "إسرائيل لن تكون موجودة خلال 25 عامًا".

تتصل الساعة بلوحة إعلانية إلكترونية ضخمة تعرض الرسالة بثلاث لغات: الفارسية والإنجليزية والعربية. على الرغم من تعرض الساعة أحيانًا لأعطال فنية تتوقف معها عن العد، إلا أنها لا تزال تحتل مكانة رمزية مهمة في الميدان.

 تحسب الساعة الأيام المتبقية حتى "الدمار المتنبأ به لإسرائيل" في 9 سبتمبر 2040، هذا العد التنازلي، الذي كُشف عنه في يوم القدس من عام 2017، هو تذكير طهران الدائم بأيديولوجيتها المعلنة.

 

 

search