السبت، 09 أغسطس 2025

04:17 م

خطة احتلال غزة تواجه موجة واسعة من الإدانات والانتقادات الدولية

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

أثار قرار مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، الجمعة، بالموافقة على خطة للسيطرة على مدينة غزة، موجة واسعة من الإدانات والانتقادات الدولية، وسط تحذيرات من تداعيات إنسانية وقانونية خطيرة، ومخاوف من تصعيد إضافي في الصراع المستمر منذ قرابة عامين.

قرار الحكومة الإسرائيلية

ووافق المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي على خطة قدمها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تهدف إلى "السيطرة" على مدينة غزة، ضمن عملية عسكرية موسعة، ويأتي القرار في ظل أوضاع إنسانية متدهورة ودمار واسع النطاق بعد 22 شهرًا من الحرب.

المواقف الدولية والإقليمية

من جانبه أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، عبر نائبة المتحدثة ستيفاني تريمبلي، عن قلق بالغ من القرار، محذرًا من أنه يمثل تصعيدًا خطيرًا قد يزيد من الخسائر في الأرواح، بما في ذلك حياة الرهائن المتبقين.

فيما دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إلى وقف فوري للخطة، مؤكدًا تعارضها مع قرار محكمة العدل الدولية الذي يلزم إسرائيل بإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية والمضي نحو حل الدولتين.

ورأت مصر أن القرار يهدف لترسيخ الاحتلال ومواصلة حرب الإبادة وتقويض حق الفلسطينيين في تقرير المصير، واعتبرته انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وفقًا لبيان وزارة الخارجية المصرية.

فيما أدانت السعودية في بيان الخارجية بأشد العبارات "احتلال غزة" وتجويع سكانها، معتبرة ذلك ضمن سياسة التطهير العرقي ضد الفلسطينيين.

ومن جانبه أكد الملك الأردني عبد الله الثاني، خلال اتصال بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، رفض الأردن المطلق للخطوة، محذرًا من أثرها السلبي على جهود وقف إطلاق النار وحل الدولتين، وفقًا لقناة "العربية".

وقد دعت تركيا المجتمع الدولي للتدخل ومنع تنفيذ الخطة، ووصفتها بأنها ستشكل ضربة قوية للسلام والأمن.

الحرب الإسرائيلية على غزة

موقف أوروبا

وحثت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، إسرائيل على التراجع عن الخطة، ودعت لإطلاق سراح الأسرى والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية فوراً، مع التأكيد على ضرورة وقف إطلاق النار.

أما رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا، فقد أشار إلى أن القرار سيزيد الوضع سوءًا، محذرًا من تأثيره على العلاقات الأوروبية الإسرائيلية.

فيما أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس تعليق صادرات الأسلحة التي قد تُستخدم في غزة، وقال: "أصبح من الصعب فهم كيف يمكن للخطة العسكرية الإسرائيلية أن تحقق أهدافها في قطاع غزة"

من جهته وصف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الخطة بـ"الخطأ"، مؤكدًا أنها لن تساهم في إنهاء النزاع وستؤدي لمزيد من إراقة الدماء، وقال إن هذا القرار لن يكون سببًا إطلاقًا في وضع حد للنزاع، ولن يساعد في ضمان إطلاق سراح الرهائن بحسب وكالة “رويترز”.

وأدان وزير خارجية إسبانيا مانويل ألباريس القرار، مشددًا على ضرورة وقف دائم لإطلاق النار، وتسهيل دخول المساعدات، وإطلاق سراح الأسرى.

واستدعت بلجيكا السفيرة الإسرائيلية للتعبير عن رفضها القاطع للخطة، وقال وزير الخارجية ماكسيم بريفو: "الهدف واضح وهو التعبير عن رفضنا التام لهذا القرار".

المواقف الآسيوية

من جهتها أعربت الصين عن قلقها البالغ، ودعت إسرائيل لوقف تحركاتها فوراً، مؤكدة أن غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية.

موقف حماس

فيما اعتبرت حماس الخطة "جريمة حرب مكتملة الأركان" تهدد حياة نحو مليون شخص، ورأت أنها استمرار لسياسة الإبادة والتهجير القسري، محذرة من أن تنفيذها سيكلف الاحتلال ثمنًا باهظًا.

التحركات الدبلوماسية

وسيعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعًا يوم الأحد الساعة 10 صباحًا (بتوقيت نيويورك)، لبحث الخطة الإسرائيلية، بعد أن كان مقرر عقده السبت. ويأتي الاجتماع بطلب من عدة دول، بينها فلسطين، التي أكدت على لسان سفيرها رياض منصور، أن الخطة تستدعي تحركًا عاجلًا من المجلس، وفقًا لـ"رويترز".
 

search