الحقيقة وراء أسامة الدليل
منذ سنوات طويلة وبعيدة لم يلق ضيف على الشاشة هذا القدر من الاحتفاء الصارخ الذي تم به استقبال الكاتب الكبير "أسامة الدليل" رئيس قسم الشئون الدولية في جريدة الأهرام العريقة.
موجة عالية من الاحتفاء والتصفيق والتهليل وتحقيق أعلى المشاهدات لعدد من لقاءات الكاتب "أسامة الدليل" جعلت منه حديث الأوساط الأول ونجم الشباك الوحيد في مناقشة الوضع المزري للشعب الفلسطيني ومحاولة تشتيت الأنظار عن جرائم الكيان المحتل في حقه وتصدير أزمات للدولة المصرية وتشويه دورها البارز في الحفاظ على احتفاظ هذا الشعب بتواجده على أرضه في سلام.
فضلًا عن محاولات للضغط عليها للدخول في مواجهة عسكرية مع الدولة اللقيطة لتحقيق الهدف الرئيسي من كل هذا التدمير المتعمد وهو تهجير الفلسطينيين إلى أراضي سيناء في مصر تمهيدًا للخطوة التالية في خطة المحتل وهي مطاردتهم فيها لاحتلال سيناء ليحقق غايته بعدما أحكم قبضته على الفرات ويتجه إلى النيل.
لماذا كل هذا الاحتفاء بالكاتب "أسامة الدليل"؟
إجابة مباشرة هي صدقه الخالي من أية مواءمات.. كلماته التي تخرج من قلبه النابض بالوطنية المعجون بتراب مصر بجانب خبراته العميقة وصراحته في صلب الموضوع فهو غير محسوب على أية جهة أو كيان أو حزب.. وجده المتابعون يحمل ضميرًا وطنيًا خالصًا دون أي توجيه ولا يحمل أي “سكريبت”.. فقط يدافع عن الوطن بالمهاجمة الشرسة التي تخرس أنداده بالواقع والمنطق والحُجة والدليل.
ربح "أسامة الدليل" ثقة الجماهير وربح الـ"سوكسيه" لأنه يصوب أسلحته كلها ويضرب بلا هوادة ولا يهمه أين تذهب طلقاته وتصيب مَن فطالما تجاوزت الخط الأحمر وهاجمت مصر أو اشتركت في مؤامرة ضدها فلتذهب إلى الجحيم.. هو كما نقول "قلبه ميت" لا يهمه حكومات ولا أسماء رنانة ولا حركات إرهابية.. هو مصري وطني يحارب بعقيدته بكل أسلحته من على جبهته من النقطة التي يقف فيها.
كيف نتحدث عن تطوير الإعلام وليس هناك صوت يكافئ "أسامة الدليل"؟ كيف نتحدث عن تطوير الإعلام ولا يوجد من بين الخيارات التي يتم تدويرها من يستحق ثقة الجمهور؟ كيف نتحدث عن تطوير الإعلام ومن يظهرون على الشاشة يبحثون عن الـ"تريند" ولا يملكون الثقافة ولا المهارة ولا الأداء الذي يمكنهم من قيادة مرحلة حرجة؟
للأسف إجابات هذه الأسئلة محزنة ففي الوقت الذي نملك فيه نسخًا عديدة ووفيرة من هذا الرجل بمختلف الأعمار إلا أن الطمس هو السائد وفرض مجموعات من الفشلة لسنوات ومنهم من يأكلون على كل الموائد جعل المشاهد يفقد الثقة في الإعلام و"يرمي طوبته" فلا صوت يخاطبه بصوت الضمير ولا نوايا تستطيع أن تأمن لها وكل خيوط الثقة تقطعت مع الإصرار على فرض بضاعة واحدة بعينها بحجة "ده الموجود" في الوقت الذي تؤمن وتسلم أن هذه البضاعة هي "أسوأ الموجود" وتبقى الفجوة كبيرة وفي تزايد!
الحقيقة وراء "أسامة الدليل" والاحتفاء الصارخ به أنه ظهر مهاجمًا شرسًا ولم ينتهج منهج الدفاع الذي يظهرك في ثوب الضعيف أو "اللي على راسه بطحة" فتحدث بلسان وقلب وإحساس الجمهور الذي يتابعه ويصفق له بحرارة مع هتافات وآهات وكأنه يتابع مباراة مهارية ويُفتن بالتمريرات الساحرة والتسديدات المباشرة في قلب المرمى بأهداف حاسمة دون ضياع أية فرصة.
لسان حاله يقول له "كنت فين من بدري" فيطغى "الدليل" على لاعبي السياسة وأصواتهم العالية ويفعل ما لم يستطيعوا هم فعله بسبب القيود الدبلوماسية فأصبح الكفة الثانية التي تضبط الميزان في لحظات صدق مغلفة بحب خالص للوطن بعيدًا عن الحسابات ولفت الأنظار.
للأسف تأخرنا كثيرًا في تطوير ملف الإعلام الذي يبدأ من عنوانه المُلح بالحاجة الشديدة لوجود وزير يرتب هذه المنظومة بشكل متخصص احترافي يفي باحتياجات المرحلة وتوجهها.
تأخرنا كثيرًا في صناعة جيل جديد يقود مرحلة ما بعد الحرس القديم المتهالك.. نبهنا مرارًا وتكرارًا أن المشاهد يحتاج وجوهًا منه تمثله وتتحدث بلسانه وبما يدور في خاطره.. يثق بهم وبنواياهم لا أن يجد نفسه أسيرًا لنفس الوجوه في كل المراحل تأكل وتشرب عليه كما أكل وشرب الدهر عليهم!
إذا كنا نتحدث بجدية عن تطوير الإعلام فيجب انتقاء شخصيات من صفحات الـ"كتالوج" الذي ينتمي إليه الكاتب "أسامة الدليل" فهذه النوعية هي الوجوه الحقيقية المناسبة للمرحلة الحالية وما سيتبعها والتي تشكل منظومة قتالية حقيقية تليق بضراوة المعركة.
الأكثر قراءة
-
إجابات امتحان توفاس التجريبي وأهم التنبيهات للحصول على الدرجة النهائية
-
شروط صارمة، كيف يمكن تقليص مدة حبس رمضان صبحي إلى النصف؟
-
"توكسك ومزواج"، مفيدة شيحة تفجر مفاجأة بشأن انفصال عمرو أديب
-
تحذير للركاب، "مترو الأنفاق" تعلن إبطاء حركة القطارات في الخط الأول
-
في قضية التزوير، متى سيخرج رمضان صبحي من السجن؟
-
بعد فوضى فرح كروان مشاكل، جهات التحقيق تفحص الكاميرات وتستمع للشهود
-
هل غدًا الأربعاء 31 ديسمبر إجازة رسمية في مصر ؟
-
ضبط شقيق "كروان مشاكل" وصديقه بتهمة التسبب في احتراق سيارة أمام معهد ناصر
مقالات ذات صلة
محمد صبحي .. فارس بـ جواد في عصر الأوغاد
21 ديسمبر 2025 08:28 م
الست.. إنما للمسخ حدود
19 ديسمبر 2025 07:31 م
عودة عمرو مصطفى لـ عمرو مصطفى
16 ديسمبر 2025 03:17 م
فؤاد ودماغه.. والدوبلير!
07 نوفمبر 2025 08:39 م
أكثر الكلمات انتشاراً