خبراء يفسرون سبب اختيار الدوحة ملاذًا لقادة "حماس"
الدوحة - أرشيفية
منذ انتقال قيادة “حماس” من دمشق إلى الدوحة عام 2012، أصبحت قطر المحطة الأبرز لاحتضان المكتب السياسي للحركة الفلسطينية، حيث وفرت قطر بيئة آمنة للحوار غير المباشر وأرضية مناسبة لدور الوساطة المعترف به دوليًا.
لكن هذا الوجود الذي ظل قائمًا لسنوات في العاصمة القطرية، عاد إلى صدارة المشهد عقب الهجوم الإسرائيلي على وفد “حماس” في الدوحة، الذي يعد تصعيدًا خطيرًا فتح الباب أمام تساؤلات حول مستقبل الحركة وموقعها السياسي، وأعاد الجدل حول أسباب اختيار قطر كملجأ، والخيارات المطروحة أمام “حماس” في حال فقدانها هذا الحاضن.
وأنشئ المكتب السياسي لحركة “حماس” في العاصمة القطرية الدوحة عام 2012، وكان ذلك عقب خروج الحركة من سوريا بسبب تحول الوضع السياسي والأمني هناك.
ووفقًا لتصريحات صحفية لـ"المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في مؤتمر صحفي"، تأسست تلك القاعدة الجديدة بعد انتقال القيادة من دمشق إلى الدوحة، حيث وفرت قطر بيئة ملائمة للتنسيق وتحقيق الوساطة مع أطراف دولية، وبمباركة ضمنية من الولايات المتحدة.
وسيط محايد
أكد أستاذ القانون الدولي العام عضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي الدكتور محمد محمود مهران، أن اختيار حركة حماس لدولة قطر كملجأ لقيادتها السياسية جاء لدواعٍ منطقية ترتبط بالدور القطري كوسيط محايد، وليس بسبب أجندة معادية للمجتمع الدولي.
وأوضح مهران، في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أن قطر وفرت بيئة آمنة لإجراء المفاوضات غير المباشرة، وسهلت الحوار مع أطراف متعددة، ما جعلها الخيار الأمثل أمام حماس للقيام بدورها السياسي بعيدًا عن ضغوط المواجهة العسكرية، مشددًا على أن هذا الدور يحظى باعتراف دولي.

يخدم أجندات خارجية
وفيما يتعلق بالحديث عن إمكانية توجه حماس إلى اليمن أو إيران في حال استهداف قطر، اعتبر الخبير الدولي أن هذا التوجه سيكون "خطأ استراتيجيًا جسيمًا"، لأنه سيجرد الحركة من طابعها السياسي المعتدل، ويدفعها إلى الانخراط في محور إقليمي يخدم أجندات خارجية بدلًا من التركيز على القضية الفلسطينية.
وأشار مهران إلى أن انتقال حماس نحو اليمن أو إيران سيمنح إسرائيل مبررات إضافية لتصوير الصراع باعتباره جزءًا من صراع إقليمي واسع، وليس قضية تحرر وطني مشروعة، مؤكدًا أن هذا التحول سيضر بالقضية الفلسطينية على الصعيد الدولي.
رفض إسرائيل لأي حلول سلمية
وبشأن مستقبل الحرب في غزة عقب محاولة اغتيال قادة حماس، شدّد الخبير الدولي على أن العدوان الإسرائيلي الأخير على قطر يعكس رفض إسرائيل أي حلول سلمية، وإصرارها على المضي في مخطط الإبادة والتهجير، مشيرًا إلى أن استهداف الوسطاء يهدف بالأساس إلى قطع الطريق أمام فرص التفاوض.
ولفت إلى أن هذا النهج الإسرائيلي يؤكد رغبة تل أبيب في توسيع نطاق الحرب لتشمل المنطقة بأكملها من أجل تحقيق أهدافها التوسعية، معتبرًا أن المجتمع الدولي أصبح مطالبًا بالتحرك الجاد لوقف هذا المخطط الذي وصفه بـ"الإجرامي".
وأكد أن استمرار الحرب لم يعد مرهونًا بقرارات الأطراف المحلية، بل بالموقف الدولي الحازم القادر على إيقاف العدوان الإسرائيلي، مشددًا على أن إسرائيل تراهن على الإفلات من العقاب الدولي لمواصلة جرائمها.
قطر احتضنت “حماس”
فيما قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، الدكتور أيمن الرقب، إن قطر كانت الداعم الرئيسي لحركة حماس في انتخابات عام 2005، مشيرًا إلى أنها احتضنت الحركة بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة.
وأضاف الرقب، في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أن مكتب حماس ظل قائمًا لفترة طويلة نتيجة الدعم المتواصل من الدوحة، أكثر من أي دولة أخرى، إلا أن هذا الوضع انهار بعد العملية الإسرائيلية الأخيرة في العاصمة القطرية.

إيران واليمن بين الخيارات المطروحة
وأوضح الرقب أن حماس ستضطر للبحث عن مكان آخر بعد استهداف وفدها في قطر، مرجحًا أن تتجه إلى إيران أو اليمن.
وشدّد على أن قطر مطالَبة بتوضيح كيفية حدوث هذا الاختراق، لافتًا إلى أن ما حدث لن يسهم في تهدئة الحرب الدائرة، في ظل إصرار إسرائيل على تنفيذ عمليات لتدمير كل شيء وقطع أي أمل في الوصول إلى هدنة.
ضوء أخضر أمريكي
وأضاف أن الاستهداف الإسرائيلي جاء بعد التأكد من شبه موافقة حماس على مقترح الهدنة، ما دفع تل أبيب إلى قلب الطاولة.
وأكد أن إعلان إسرائيل حصولها على الضوء الأخضر من الولايات المتحدة لتنفيذ العملية يدينها بشكل واضح.
استهداف قادة حماس
في وقت سابق، أعلن الجيش الإسرائيلي، استهداف وفد حركة حماس المفاوض بغارة جوية، بالعاصمة القطرية الدوحة.

وصرح مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، بأن هجوم الدوحة كان يستهدف مسؤولين كبارًا في حماس، كما أفاد فلسطينيون، بأن مسؤولين كبارًا في حماس كانوا يعقدون اجتماعًا وقت الهجوم.
ونقلت وكالة “رويترز”، عن شاهد عيان قوله، إنه سمع دوي عدة انفجارات في الدوحة اليوم، وشوهد تصاعد في سماء حي “كتارا” الثقافي بالعاصمة القطرية.
الأكثر قراءة
-
شقة مستأجرة وسم في العصير، ضبط المتهم بإنهاء حياة سيدة وصغارها بالهرم
-
شك في السلوك ومحضر تغيب، تفاصيل جديدة بجريمة "أطفال الهرم"
-
"بنتي وبربيها"، طريقة خطف جديدة للفتيات بمنطقة 800 فدان في أكتوبر
-
لغز جريمة فيصل، الأمن يكثف جهوده للعثور على الأم وطفلها المفقود
-
تفاصيل جديدة بكارثة السويس الصحراوي ومصرع وإصابة 48 شخصًا، ما سبب الحادث؟
-
بطولة محمد سلام، موعد عرض مسلسل "كارثة طبيعية"
-
تعذيب في الحمام، أم تقيد طفليها بالحبال وأمن الغربية يتحرك
-
أول صورة لأحد ضحايا طريق السويس الصحراوي، وابن عمه: حالتنا لا توصف
أخبار ذات صلة
الفراعنة الأوائل، كيف أصبحت مصر أول بطل في تاريخ أمم أفريقيا؟
26 أكتوبر 2025 11:50 م
القاهرة تترقب زيارة البعثة، كم ستحصل مصر من صندوق النقد الدولي؟
25 أكتوبر 2025 11:55 ص
عريس العمر، أم نميمة الجونة؟، منة شلبي بطلة 3 ترندات
24 أكتوبر 2025 01:50 ص
نفسيته أحسن، والد الطفل الفلسطيني "المرتجف" يكشف تفاصيل دراسته في مصر (خاص)
23 أكتوبر 2025 11:32 م
على طريقة "الإكسات"، علاقة محمد صلاح وليفربول تدخل مرحلة "التروما"
23 أكتوبر 2025 02:21 م
خالد غنيم: تأهل سوريا لكأس آسيا نتيجة عمل جماعي واحترافية عالية (خاص)
22 أكتوبر 2025 12:10 م
تطبيق إلكتروني يساعد المحامين، كيف فاز طلاب كلية الحقوق بجائزة هاكاثون؟
21 أكتوبر 2025 10:17 م
كيف استلهم مرتكب جريمة الإسماعيلية فكرته من مسلسل Dexter؟
21 أكتوبر 2025 09:30 م
أكثر الكلمات انتشاراً