حقيقة أم منطق أعوج؟.. داعية كويتي يفتح بوابة جدل بفيديو "ذنوب غزة"

الشيخ عثمان الخميس والشيخ محمود الحسنات
تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحة لمعركة فكرية ودينية خلال الساعات الأخيرة، على خلفية مقطع فيديو انتشر للداعية الكويتي عثمان الخميس، قال فيه إن ما يجري في غزة اليوم هو ابتلاء قد يكون بسبب ذنوب أهلها، كما وقع للمسلمين في عصور سابقة على يد التتار والمغول والحروب الصليبية.
تصريحات الشيخ الخميس أثارت عاصفة من الجدل، إذ اعتبرها البعض إسقاطًا ظالمًا على غزة الصابرة، فيما رأى آخرون أنها كلام مستند إلى نصوص شرعية، وبين الهجوم والدفاع، تحوّل النقاش إلى ساحة فكرية ساخنة.
عثمان الخميس: الابتلاء سنة ماضية
في مقطع الفيديو الذي تباينت حوله الآراء، قال الداعية عثمان الخميس: "بالنسبة لموضوع غزة وموضوع التتار أيام بغداد، وموضوع المغول، والبوسنة والهرسك، والحروب الصليبية.. هذه أحداث تقع على المسلمين، هكذا الدنيا ابتلاءات، والله تبارك وتعالى يسلّط الكفار أحيانًا بذنوب المسلمين، وما حدث اليوم في غزة كما حدث في بغداد أيام التتار، وكما حدث في الشام أيام الصليبيين، وكما حدث في البوسنة والهرسك… فيحب على المسلمين كافة أن يتعاونوا في رد هذا الظلم".
وتابع: "نحن في زماننا هذا لا نستطيع أن نعلن الجهاد مثلًا أن نذهب ونقاتل هناك.. هناك حدود ودول، لذلك الإنسان يقدم ما يستطيع، من الدعاء، من الصدقات، من نشر هذه القضية، والحديث عنها، وحثّ المسؤولين على أن يبدوا أشياء أكثر، نحن لا نستطيع أكثر من ذلك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يحفظهم".
رد محمود الحسنات.. غزة تدفع ثمن أمانتها لا ذنوبها
من جانبه، ردّ الداعية الفلسطيني محمود الحسنات على ما ذهب إليه الداعية الكويتي عبر تدوينة قال فيها: "مع كامل التقدير للشيخ عثمان الخميس، لكن القول إن حرب غزة بسبب (ذنوب أهلها) كلام لا يقبله عقل ولا نقل، أهل غزة الذين يُصلّون تحت القصف، ويُخرِجون أبناءهم من تحت الركام وهم يلهجون: الحمد لله، ويُقدّمون آلاف الشهداء في سبيل الله، صاروا في نظر البعض مذنبين استحقوا العقوبة! بينما من باع فلسطين، وفتح سفارات للعدو، وملأ الشاشات بالرقص والفساد، لم يُصب بشيء! أي منطق أعوج هذا؟".
وتابع: “الذنوب الحقيقية ليست في أزقّة غزة المحاصَرة، بل في العروش التي تآمرت، والموائد التي صافحت، والمنابر التي صمتت، غزة لا تدفع ثمن (ذنوبها)، بل تدفع ثمن أمانتها للأمة، وثمن تضحيتها عن مليار مسلم ناموا وتركوا الثغر وحيدًا، الحقيقة أن دماء غزة ليست جزاء ذنب، بل وسام كرامة، مصابها ليس عقوبة، بل امتحان للأمة: هل تنصرها أم تخذلها؟".
وأضاف: “من أراد أن يتحدث عن الذنوب، فليوجّه بصره إلى التطبيع والخيانة والتخاذل.. لا إلى غزة التي ما زالت تصرخ بدمها: ﴿رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ﴾”.
واختتم: "الحقيقة أن غزة اليوم تعلّم الأمة دروسًا في الجهاد والصبر واليقين، بينما يجلس بعضنا ليُحاضر عليها من بعيد: “ذنوبكم السبب”، و”الحدود تمنعنا”. أي مفارقة أعظم؟! غزة على ثغر الجهاد… وغيرُها على ثغر التبرير والتخذيل".

الحسنات.. النصوص الشرعية تردّ على هذا القول
وفي تدوينة أخرى أوضح الشيخ محمود الحسنات: “من يقول إن حرب غزة بسبب (ذنوب أهلها) فقد خالف النصوص الشرعية والواقع معًا”، واستشهد بقول الله تعالى: ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ﴾ [الحج:40]، وقوله: ﴿إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ﴾ [محمد:7]، وأهل غزة نصروا الله بدمائهم، فكيف يُقال إنهم يعاقَبون على ذنوبهم؟!"، وأكد: “الذي يجري عليهم ابتلاء وصبر وتمحيص، لا عقوبة، فالنبي ﷺ قال: “أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل”.
وأكد: "غزة لا تُقصف بسبب ذنوبها، بل بسبب إيمانها وجهادها… دماؤها وسام شرف، وابتلاؤها امتحان، وثباتها كرامة، أما الذنوب الحقيقية فهي ذنوب الصمت والتخاذل وبيع القضية، فمن قال غير ذلك فقد ظلم المظلوم، وبرّأ الظالم، وخالف القرآن والسنة والواقع".

موجة دفاع عن عثمان الخميس
في المقابل، هبّ كثيرون للدفاع عن الشيخ عثمان الخميس، حيث كتب حساب باسم “عبدالرحمن العبيدات”: "دافعوا عن شيخكم يا أهل السنة وانصروه، الشيخ عثمان الخميس يتعرض الآن لحملة شرسة مشتركة من الأشاعرة والروافض والإخوانجية والإباضية وغيرهم من أهل الضلال والزندقة، الهدف إقصاؤه عن الساحة ومن قلوب الناس، حفظ الله شيخنا عثمان".

فيما قال حساب باسم “رائد”: “هل أخطأ عثمان الخميس؟ قال: والله تبارك وتعالى يسلط الكفار (أحيانًا) بذنوب المسلمين، قال المصطفى ﷺ: ”إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلًا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم"، بم وأين أخطأ؟"
أما الحساب الذي يحمل اسم “تركي عبدالله” فكتب: "باختصار الشيخ عثمان الخميس لم يكن عابدًا للقضية، واختار أن يكون عابدًا لله ناقلًا لدينه، الذي أعطى لهذه القضية قيمة، هذا عند هؤلاء خطأ، هم عندهم القضية أهم من الدين".

وكتب سعود عبدالعزيز الجري مهاجمًا الحسنات: "رغم اختلافنا مع الشيخ عثمان الخميس في بعض المسائل، إلا أن كلمة الحق تقال: إن شسع نعل الشيخ عثمان أطهر منك، يا من تاجرت بدماء أبناء جلدتك".

رد الحسنات على حملة الدفاع
عاد الشيخ محمود الحسنات ليكتب ردًا: "تصرخون: دافعوا عن شيخكم وانصروه! وكأن الشيخ أصبح معصومًا لا يُنتقد، ومن خالفه صار أشعريًا أو رافضيًا أو إباضيًا أو زنديقًا! هل بقي في الأمة أحد إلا وضعتموه في خانة (أهل الضلال) لتبرّروا عجزكم عن الرد بالحجة؟!"
وأضاف: “الشيخ رجل يُصيب ويُخطئ، ومن قال كلمة تُوجِع الناس فالنقد حق مشروع، النصرة ليست أن نُخرسه عن الخطأ، بل أن نوجّهه بالعدل”. وتابع: الحقيقة أن الشيخ لا يضعفه النقد، لكن ما يضعفه هو أتباع يرفعونه فوق مقام البشر، ويحوّلون كل خطأ له إلى معركة وهمية مع الأمة كلها".

أصوات أخرى تنتقد الخميس
انضم كثيرون لمساندة موقف الشيخ الحسنات، كتب حساب باسم “يا خيل الله اركبي”: "الشيخ عثمان شيخي ومعلمي درست على يديك 24 سنة، ويؤسفني يا شيخ أن أعتب عليك بهذه الكلمات، هل رسول الله عندما أوذي بغزوة أحد كان بسبب ذنوبه وذنوب الصحابة؟!".
وقالت أماني أبو سمرة: "لو كان العقاب بالذنوب لجعل الله كل العالم عاليها سافلها ما عدا أهل غزة، لأنهم يدافعون عن الأمة الإسلامية الصامتة".
أما خيال جبلة فكتب: “للأسف أن يخرج لنا مشايخ كنا نقدرهم ونجلّهم، ويبررون الحروب على فلسطين وأهلها بأنها بذنوب اقترفوها.. لو كان البلاء دائمًا عقوبة، لما ابتُلي الأنبياء، وهم أحب الخلق إلى الله".

الأكثر قراءة
-
مع عودة المدارس.. موعد صرف مرتبات سبتمبر 2025
-
لدعمها إسرائيل.. إلغاء حفل فرقة سكوربيونز الألمانية في مصر
-
كل ما تريد معرفته عن شقق الإسكان الاجتماعي 2025 وخطوات التقديم
-
تسجيل كورسات كلية التمريض جامعة القاهرة 2025.. الخطوات والرابط
-
تراجع سعر الذهب بعد وصوله إلى أعلى مستوياته
-
وفاة اللواء حسن السوهاجي مدير أمن سوهاج سابقًا
-
بتكلفة 35 مليون جنيه.. 14 أتوبيسا يدخل الخدمة على خط سلام بورسعيد
-
محافظ بورسعيد يتدخل لحل أزمات المواطنين في مدينة "سلام مصر" شرق سيناء

أخبار ذات صلة
نيزك يحتوي على كائن فضائي في بنما.. خدعة أم هبط من السماء؟
17 سبتمبر 2025 07:13 م
"باع لي نحاس وهرب".. فلسطيني يتهم "جواهرجي" بالنصب عليه في مصر
17 سبتمبر 2025 09:46 م
"لا يستطيع الكلام ونفسيته سيئة".. زوجة بطل المنيب تروي تطورات حالته الصحية
17 سبتمبر 2025 08:53 م
بعد واقعة المتحف المصري.. سرقة متاحف باريس عرض مستمر
17 سبتمبر 2025 05:17 م
الخيامية.. فن مصري أصيل يواجه تحديات البقاء
17 سبتمبر 2025 02:56 م
"لا أعرف كيف أستخدمها".. لماذا يبعد جورج كلوني أطفاله عن مواقع التواصل؟
17 سبتمبر 2025 02:26 م
بعد توقف 5 أشهر.. نافورة دبي تعود للرقص بعروض "مبهرة"
17 سبتمبر 2025 12:33 م
"إيه الأخبار يا سطا".. لقاء طريف بين السفير حسام زكي وتيك توكر ياباني
17 سبتمبر 2025 09:25 ص
أكثر الكلمات انتشاراً