الإثنين، 29 سبتمبر 2025

08:31 م

"زيزو الأهلاوي × شحاتة الزملكاوي".. الزعيم والأستاذ في ميدان الكرة والسينما

عادل إمام ونور الشريف

عادل إمام ونور الشريف

في تاريخ الفن المصري، نجد ثنائيًا لامعًا وراسخًا في وجدان الجماهير مثل عادل إمام ونور الشريف، إذ قدّما مئات الأعمال التي شكّلت وجدان أجيال من المشاهدين. 

لكن ما لا يعرفه كثيرون أن علاقة كلٍّ منهما بكرة القدم كانت مميزة، بل انعكست بشكل مباشر على أعمالهما الفنية.

عادل إمام، الزعيم الذي اعتلى عرش الكوميديا والدراما لعقود، لم يُعرف بانتمائه الكروي بشكل معلن طوال مسيرته.

فمع أن بعض المقرّبين منه أشاروا إلى أنه كان زملكاويًا "بالعند" في شبابه، فإنه فضّل البقاء على الحياد، بعدما تحوّل بالتدريج إلى تشجيع "القلعة الحمراء"، قبل أن يختار الصمت لاحقًا، تجنّبًا لحساسية جماهير الأهلي والزمالك.

على الجانب الآخر، كان نور الشريف أكثر وضوحًا في ميوله الكروية؛ فقد كان زملكاويًا حتى النخاع، ومولعًا بكرة القدم إلى درجة أنه لعب في ناشئي الزمالك قبل أن يختار عالم الفن.

وقد كرّس هذا الانتماء فنيًا أيضًا، حين جسّد شخصية "شحاتة أبو كف" في الفيلم الشهير غريب في بيتي، وهو لاعب صعيدي موهوب ينضم للزمالك ويسجّل ستة أهداف في مرمى الأهلي!

ويستضيف الأهلي غريمه التقليدي الزمالك، مساء اليوم الإثنين، ضمن الجولة التاسعة من الدوري المصري الممتاز موسم 2025-2026.

رجل فقد عقله

في فيلم رجل فقد عقله، يظهر عادل إمام في دور "نجم أهلاوي" يتمتع بشعبية واسعة. وتدور القصة حول أحمد (فريد شوقي)، رجل أعمال ناجح لكنه يعاني أزمة منتصف العمر، فيبدأ بالانجراف وراء العلاقات النسائية، مبررًا تصرفاته بأن زوجته فهيمة (كريمة مختار) لم تعد تهتم بنفسها.

يتعرّف على الراقصة سوزي (سهير رمزي) ويغدق عليها بالأموال، ما يثير قلق ابنه زكي (عادل إمام) الذي يقرّر التدخل لحماية الأسرة.

زيزو، اللاعب الشهير، يضحّي بخطيبته كاميليا ويتزوّج من سوزي مؤقتًا لإبعادها عن والده. لكن الأمور تتعقّد حين تكتشف الراقصة خطته، فتعزله في منزلها وتمنعه من الظهور في الملعب، مما يعرّض مستقبله الرياضي للخطر.

يجمع الفيلم بين الكوميديا الاجتماعية والنقد اللاذع لانشغال بعض الآباء عن أسرهم، ويستعرض بأسلوب ساخر العلاقة بين الشهرة والعائلة والحب والغيرة.

فطسان من الضحك

روى الحارس الأسطوري للأهلي، إكرامي، تجربته مع عادل إمام خلال تصوير أحد مشاهد الفيلم، قائلاً: "أول مشهد لي كان مع عادل إمام، وكان معنا الراحل فريد شوقي. في المشهد نكتشف أن والدنا متزوج، ويمشي في البيت بشكل متردد".

وأضاف: "كنت أنا وعادل واقفين خارج المكتب، والكاميرا كانت بداخله، والمخرج يقول: (أكشن) لنفتح الباب وندخل. لكن عادل كان واقفًا بجانبي، وكلما حاولت فتح الباب كان يتحرك بعيدًا، مما جعلني أضحك بشدة".

وأتم: "أُعيد المشهد عدة مرات، حتى إن المخرج محمد عبد العزيز بدأ يفقد صبره وقال لي: (امسك نفسك)، لكنني لم أستطع التوقف عن الضحك لأن عادل كان السبب".

وأضاف إكرامي عن موقف آخر قائلا: "في مشهد آخر، كان من المفترض أن ننام في الغرفة نفسها، وكان من المفترض أن عادل ينسى إحضار البيجاما الخاصة به، كنتُ أمتلك جلابية وأعطيتها له، لكنها كانت واسعة جدًا عليه، وكان منظره مضحكًا للغاية، وهذا ما جعلني أضحك كثيرًا خلال التصوير".

متغيّر الانتماء

كشف الفنان عمر متولي عن حقيقة لم تُعرف من قبل بشأن انتماء خاله، الفنان الكبير عادل إمام، لكرة القدم، التي ظلّت طوال سنوات طويلة غير معلنة بشكل واضح.

قال متولي في برنامج إذاعي بعنوان في الإستاد: "عادل إمام كان في شبابه يميل إلى نادي الزمالك، لكن هذا الانتماء كان قائمًا على موقف (عنادي) أكثر منه حبًا عميقًا للنادي. ومع مرور الوقت، أصبح عادل إمام يحب متابعة كرة القدم بشكل عام، ولم يرتبط بانتماء محدّد لأي نادٍ".

وأضاف أن ابنه رامي كان من مشجعي النادي الأهلي، إذ كان يردّد تشجيعاته منذ طفولته من دون أن يعلّمه والده ذلك، مما جعله يتجه تلقائيًا نحو تشجيع المارد الأحمر.

لكن رغم هذا التحوّل، اختار الزعيم عدم الإعلان عن ميوله الكروية حتى لا يثير خلافات بين جمهوري الأهلي والزمالك، وليبتعد عن الجدل والتعصّب.

دوبلير الخطيب

إلى جانب عشقه للسينما والفن، كان نور الشريف لاعبًا متميّزًا، وكان فريقه في حي السيدة زينب يُعرف بـ"فريق التأليف"، لأنه كان يحب ابتكار مهارة أو مراوغة جديدة في كل مباراة، بحسب ما قاله قبل أن يصبح فنانًا.

ولم ينفصل نور الشريف عن كرة القدم رغم نجاحه الكبير في عالم الفن؛ إذ قدّم أحد أشهر أدواره السينمائية في فيلم غريب في بيتي عام 1982، مجسّدًا شخصية لاعب كرة القدم "شحاتة أبو كف"، الذي ينضم إلى نادي الزمالك.

تدور أحداث الفيلم حول شاب صعيدي يمتلك موهبة كروية استثنائية، فيلتحق بالزمالك ويحفر اسمه سريعًا في الفريق، ويتألّق بشدة إلى درجة أنه يسجّل بمفرده ستة أهداف في مباراة القمة أمام الغريم الأزلي الأهلي.

ارتبطت شخصية "شحاتة أبو كف" لاحقًا بذاكرة جماهير النادي الأكثر تتويجًا بالبطولات الأفريقية في القرن العشرين، وأصبحت رمزًا للاعبين الموهوبين القادمين من الأقاليم البعيدة عن العاصمة.

 

لكن المفاجأة أن السيناريو الأصلي للفيلم كان مختلفًا؛ إذ كان من المقرر أن يكون "شحاتة أبو كف" لاعبًا في الأهلي يسجّل ستة أهداف في مرمى الزمالك، غير أن تعذّر التصوير في ملعب مختار التتش بسبب أعمال الصيانة، دفع صُنّاع العمل إلى نقل التصوير إلى ملعب حلمي زامورا، ليصبح بطل الفيلم لاعبًا زملكاويًا يسجّل في شباك المارد الأحمر.

ومن الطرائف المرتبطة بفيلم غريب في بيتي أن الدور عُرض على أسطورة الأهلي محمود الخطيب قبل أن يُسند إلى نور الشريف، وكان ذلك سيشكّل أولى تجاربه الفنية. لكن الخطيب رفض العرض لعدم رغبته في دخول مجال الفن.

search