الإثنين، 29 سبتمبر 2025

10:13 م

ديمتري دلياني: عزلة نتنياهو بالأمم المتحدة كشفت زيف "حماية المسيحيين"

القدس

القدس

قال رئيس التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة ديمتري دلياني، إن خطاب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة جاء امتدادًا لخطابات الطغاة ومجرمي الحرب في القرن العشرين، مشيرًا إلى أنه كان مليئاً بالدعاية الإعلامية (البروباغندا) التي انهارت سريعًا مع انسحاب أكثر من مئة ممثل من دول العالم من القاعة، ما وضع نتنياهو في عزلة سياسية وأخلاقية بسبب جرائم الإبادة التي يرتكبها.

استهداف الوجود المسيحي في القدس

أكد دلياني، أن محاولة نتنياهو تصوير كيانه كـ "حامٍ للمسيحيين" مجرد افتراء، مشيرًا إلى أن السياسات الإسرائيلية تمثل التهديد الأكبر للوجود المسيحي الفلسطيني في التاريخ الحديث. 

وأضاف أن أكثر من 60% من مسيحيي القدس هاجروا منذ عام 1967 نتيجة سياسات التمييز والاضطهاد، إضافة إلى محاولات سلب أملاك الكنائس الكبرى مثل كنيسة القيامة وكنيسة جميع الأمم عبر فرض الضرائب والمضايقات، وفقا لـ"القاهرة الإخبارية".

اعتداءات على رجال الدين والكنائس

أوضح دلياني، أن الاعتداءات اليومية على رجال الدين المسيحيين والراهبات في القدس موثقة بالآلاف، تشمل البصق والضرب ومنع المسيرات الدينية، مؤكدًا أن موكب "سبت النور" تعرض مراراً للمنع العنيف ومنع آلاف المسيحيين من الوصول إلى كنيسة القيامة. 

كما أشار إلى قصف كنيسة القديس بروفيريوس في غزة عام 2023، ما أدى إلى استشهاد 18 مدنياً مسيحياً، واستهداف كنيسة العائلة المقدسة الكاثوليكية ومدارس مسيحية أخرى.

المقابر والقرى المسيحية تحت الاعتداء

لفت دلياني إلى أن المقابر المسيحية لم تسلم من الانتهاكات، حيث تعرضت المقابر الأرثوذكسية والبروتستانتية واللاتينية لاعتداءات متكررة، وتعرضت قرى مسيحية عريقة مثل قرية الطيبة إلى حرق ممتلكاتها واعتداءات على سكانها وكنائسها تحت حماية قوات الاحتلال.

اعتداءات عابرة للحدود

أضاف دلياني أن السياسات العدوانية الإسرائيلية ضد المسيحيين لم تقتصر على فلسطين، بل شملت استهداف كنائس وأديرة في جنوب لبنان عام 2006، وأديرة في ريف دمشق خلال الغارات على سوريا، مما يبرهن على أن "دولة الإبادة الإسرائيلية" لا تتورع عن ضرب الرموز المسيحية في المشرق بأكمله.

حرية العبادة بين المسلمين والمسيحيين

وأشار رئيس التجمع الوطني المسيحي إلى أن الاحتلال يقوض حرية العبادة لجميع الفلسطينيين، موضحًا أن المسجد الأقصى يتعرض يوميًا لاقتحامات متطرفة بحماية الشرطة، فيما تمنع القيود الأمنية أبناء الشعب الفلسطيني، مسلمين ومسيحيين، من الوصول إلى أماكنهم المقدسة بسبب الحواجز والتصاريح.

"إسرائيل أضرت بالمسيحيين أكثر من داعش"

وختم دلياني بتأكيد أن الاحتلال الإسرائيلي أضر بالوجود المسيحي الفلسطيني أكثر مما فعل تنظيم داعش في سوريا والعراق، سواء من حيث النزوح الديموغرافي أو استهداف الكنائس والمقابر، قائلًا: "هذه الحقيقة تفضح زيف بروباغندا نتنياهو وتضع العالم أمام مسؤولياته في حماية الطابع المتعدد والمتجذر لفلسطين كأرض مقدسة جمعت المسلمين والمسيحيين عبر قرون طويلة".

search