الأربعاء، 08 أكتوبر 2025

10:03 م

لماذا وجه السيسي الدعوة لترامب لحضور اتفاق وقف الحرب في غزة؟ (خبراء يجيبون)

 الرئيس السيسي ونظيره الأمريكي

الرئيس السيسي ونظيره الأمريكي

تزامنًا مع التوقعات الإيجابية بشان المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في شرم الشيخ لوقف الحرب في غزة، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي - خلال احتفالية تخريج دفعة جديدة من أكادمية الشرطة - الدعوة إلى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لحضور توقيع الاتفاقية بين الجانبين حال الاتفاق عليها، والتي وصفها المحللون بأنها دعوة بمنتهى الذكاء، وتتضمن عدة رسائل.

حضور ترامب لالتزام إسرائيل

قال نائب رئيس المركز العربى للدراسات السياسية، الدكتور مختار الغباشي: إن أمريكا هي من تقود إفشال الطرح أو نجاحه، ودعوة الرئيس السيسي لنظيره الأمريكي، تعد تقديرًا وضمانة لدوره في الخطة التي طرحها.

وأضاف في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أن مصر لديها رؤية لدعوة القادة الأبرز على النطاق الإقليمي لحضور التوقيع على هذا الاتفاق؛ لكي يحظى بالتزام إسرائيل لما يطلب منها.

نائب رئيس المركز العربى للدراسات السياسية، الدكتور مختار الغباشي

 قناعة امريكية

وأوضح أن دعوة الرئيس لترامب تعد تقديرًا لأمريكا لأنها قوى عظمى، ولكن توجد العديد من الملفات المعقدة بين الجانبين، وتجاوزها يحتاج قناعة أمريكية قبل أن تكون إسرائيلية، ولذلك حجم الوفود في شرم الشيخ كبير والذي استدعى دخول أطراف إقليمية ودولية، ولكننا سنراقب الموقف الآن هل سينجح هؤلاء في إقناع إسرائيل بقبول شروط المقاومة أم لا؟.

ونوه إلى أن هناك ملفات معقدة لا بد أن يتناقش فيها الجانبان من الانسحاب العسكري والتفاوض على مسألة نزع سلاح حماس وبأية آلية، وتسليم الشخصيات الستة الأبرز لحماس مثل مروان البرغوثي وأحمد سعدات، ومسألة دخول المساعدات والبنية التحتية وغيرها من البنود التي تواجه إشكالية لدى الطرفين.

احتضان مصر للمفاوضات

وأكد خبير الشؤون الإسرائيلية بمركز الأهرام للدراسات للدراسات السياسية والإستراتيجية، الدكتور سعيد عكاشة، أن الرئيس السيسي يتعامل بذكاء شديد مع الحالة الأمريكية وخاصة الرئيس ترامب، ويعلم أنه في حاجة إلى نصر معنوي لأنه أوقف الحرب.

وأضاف عكاشة لـ“تليجراف مصر” أنه بدعوة الرئيس لترامب يعتبر ذلك اعترافا بدوره واعتراف بالدور المصري باحتضان المفاوضات النهائية، ثم يأتي الرئيس ترامب لحضور توقيع الاتفاق.

عقلية ترامب

وأضاف خبير الشؤون الإسرائيلية أن الرئيس السيسي، يركز حاليًا على عقلية ترامب، والذي طبيعته محب للترويج الإعلامي أو التركيز على الذات فقط، وأنه للتعامل مع عقليته يجب إعطائه نوعا من “البرستيج” أو المكانة.

خبير الشؤون الإسرائيلية بمركز الأهرام للدراسات للدراسات السياسية والإستراتيجية، الدكتور سعيد عكاشة

وأشار إلى أنه لا يوجد تأكيد حتى الآن حول البنود التي توجد بها مشاكل ضمن الخطة الأمريكية، وإن تم حلها، موضحًا أن مصر في الوقت الحالي هي بؤرة تحريك القضية الفلسطينية، وإن حضر الرئيس الأمريكي توقيع الاتفاق يجعلها ميزة للطرفين، باعتبارها الطرف الوسيط في حل المشاكل، وأمريكا أدت دور محوري في القضية.

وتابع: دعوة ترامب لكي تعد ضمانة لعدم اختراق إسرائيل الاتفاق، وهي في الأصل ليكون شريكا في الاتفاق، ويصدر تعهد بأن الحرب ستنتهي للأبد، وبدء إعمار غزة، ولكن ترامب على الأغلب لن يقبل أن يعطي ضمانات وسيكتفي بالتعهدات.

 الضغط إسرائيل

وقال خبير العلاقات الدولية، الدكتور طارق البرديسي، إن كل رسائل السيسي شديدة الذكاء والوضوح، ومدروسة بعناية، وتصل إلى الأهداف، ودعوة الرئيس لترامب تعد تأكيدًا على رؤية مصر بأنه الأقدر للضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار بقطاع غزة.

وأضاف البرديسي لـ"تليجراف مصر" أن العلاقات المصرية الأمريكية علاقات صداقة قوية ولا يمكن المساس بها ، حتى وإن لم تتفق مصر في ملفات معينة مثل التهجير، مؤكدًا أن لمصر مواقفها التي تحسب لها، وهذه الدعوة أكدت عمق هذه العلاقات.

خبير العلاقات الدولية، الدكتور طارق البرديسي
search