رمضان المسكين.. هل يجب أن نتعاطف مع متهم لأنه نجم؟!
كأن المصائب لا تأتي فرادى، ففي ظل معاناته من الحبس على ذمة قضية التزوير الشهيرة، صدم اللاعب رمضان صبحي بقرار حرمانه من أي نشاط رياضي لمدة أربع سنوات بسبب المنشطات! أزمة رمضان صبحي لم تعد مجرد خبر رياضي عادي، فقد تحولت خلال أيام إلى قضية رأي عام، وأثارت حالة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي بين متعاطف وشامت لأسباب سوف نوردها، لكن يظل السؤال هل يستحق النجم تعاطفا خاصا لأنه محبوب ومشهور، رغم أن التهمة الموجهة إليه “تزوير”؟ وهل من المنطقي أن يدعو البعض إلى تدخل رئاسي للعفو عنه؟
لا شك أن رمضان صبحي كان مشروعا رياضيا كبيرا، توقعنا منه الكثير لكن فشلت عملية إدارته مثل نجوم عدة، أهمهم من وجهة نظري كابتن الزمالك المحبوب “شيكابالا”، فالأخير كان يلعب لأفضل أندية العالم، وربما لو كان لديه نصف عقلية محمد صلاح لذهب أبعد كثيرا من ملك ليفربول، لكن لله في خلقه شؤون، ونحن قوم لا نشجع كثيرا على الإبداع ولا نقدر المبدعين!
وبالعودة إلى رمضان، نحن نقف أمام لاعب كان مؤثرا في فترة ما خصوصا مع النادي الأهلي أو المنتخب، وصورته لامعة في الملاعب، وفي الجانب الآخر نعجز عن تفسير ما آل إليه حاله!
كثيرون وأنا منهم وجدوا أنفسهم في صراع بين القلب والعقل، فالميل الطبيعي يجعلنا ندافع عن شاب موهوب منحنا لحظات فرح وانتصار، لكن العدالة لا تعرف القمصان ولا الألوان، بل تنظر إلى الوقائع والأدلة فقط!
رمضان صبحي إنسان قبل أن يكون لاعبا شهيرا. له أسرة وطفلان، وتاريخ من الانضباط في الملاعب، ومسيرة لم تشهد منه يوما سلوكا عدائيا. لكن في مثل هذه القضايا، يختبر المجتمع قدرته على الفصل بين “الإنجاز الرياضي” و“الفعل محل التحقيق”.
فلا يجوز - أخلاقيا- أن نصدر حكما مسبقا لمجرد أنه مشهور، كما لا يجوز - إنسانيا- أن نحوّله إلى شماعة، وكأن الشهرة تُسقط عنه حقه الطبيعي في الدفاع عن نفسه.
لا يمكن فصل الأزمة الحالية عن الإرث العاطفي الذي تركه انتقال رمضان صبحي من النادي الأهلي صاحب الجماهيرية الجارفة، إلى نادي بيراميدز، فتلك الخطوة كانت الشرارة التي غيرت علاقة اللاعب بجماهيره. وبعد أن كان أحد أبناء القلعة الحمراء، وصاحب المكانة المحفوظة لدى جماهيرها، أصبح ألد أعداء هذه الجماهير.
ومع مروره بتلك الأزمة العاصفة، استدعى كثيرون تلك اللحظة من الذاكرة، الأمر الذي انعكس على حجم الشماتة، لدرجة أن البعض يرى أنه يدفع ثمن اختياراته القديمة، لينتقل الخلاف الكروي من ساحة الملاعب إلى قاعة المحكمة، ويتعرض الشاب المسكين رمضان صبحي إلى محاكمة أخلاقية قبل أن تكون قضائية، وأصبحت كل أزماته مرتبطة بقرار رحيله من الأهلي!
ويبقى السؤال الأهم، هل يجب أن نتعاطف مع متهم لمجرد أنه معروف؟
كقانوني أقولها بملء فمي، لا..
لكن الجواب الإنساني أكثير تعقيدا، فنحن لا نتعاطف مع التهمة لكن مع الإنسان!
وهذا يعني أننا لا نبرر له أفعاله وتجاوزاته، لكن نمنح مساحة احترام، نترك فيها القانون يعمل دون ضغوط أو مؤثرات، ومن دون أن نحول محاكمته إلى ساحة تشهير أو إلى منصة تمجيد!
رمضان صبحي ليس أول نجم يواجه امتحانا قانونيا صعبا، فكثير من الموهوبين انزلقوا إلى طرق خطرة، لكنه بأمانة كان أقلهم من حيث الانحراف والتجاوز، فليس مثل نظيره الذي قتل شخصا بالخطأ وهو تحت تأثير التعاطي، أو مثل آخر اعتدى على مواطنين في الشارع، ومع ذلك يظل متهما بجريمة يعاقب عليها القانون.
رمضان صبحي فعل مثل كثير من الذين يهربون من أصولهم، واختار طريقا غير شرعي لتحقيق مكتسب ليس من حقه وهو الحصول على شهادة جامعية، وأعتقد أنه لم يكن ذكيا بما يكفي في اختيار المؤسسة التعليمية التي أراد الحصول منها على شهادة مزورة بعرق شخص آخر، وكان يمكنه الالتحاق بإحدى تلك الجامعات الخاصة التي تمنح الشهادات بالمحبة، وإن كنتُ أرفض الطريقين!
على أي حال ما يميز المجتمعات الناضجة أنها لا تنساق خلف غوغائية مواقع التواصل، ولا تمنح المشاهير حصانة، ولا تجعل منهم ضحايا مسبقين.
القضية أمام الجهات المختصة، والعدالة ستأخذ مسارها، ولا يزال أمامه فرصة للاستئناف على عقوبة المنشطات.
أما نحن - كإعلام وجمهور- فيجب أن نتلزم بقاعدة ذهبية.. نحترم الإنسان.. ونترك الحكم للقانون.
الأكثر قراءة
-
شاهد أفلاما إباحية ثم اعتدى عليها، والدة أيسل تروي تفاصيل جديدة في واقعة "حمام السباحة"
-
مواعيد مباريات اليوم الجمعة 28 نوفمبر في مختلف البطولات
-
قتلها وبكى، شاب ينهي حياة زوجته قبل الزفاف في سوهاج: "مش بحبها"
-
"ابني انضرب واتسحل وخايفة أرجع بيتي"، أول تعليق من أم الطالب صاحب واقعة المحمول بالمدرسة
-
مواقيت الصلاة في مصر اليوم الجمعة 28 نوفمبر 2025
-
حظك اليوم الجمعة 28 نوفمبر 2025.. خذ استراحة فأنت تستحق الإجازة
-
القناة الناقلة لمباراة شبيبة القبائل ويانج أفريكانز في دوري أبطال أفريقيا
-
رمضان المسكين.. هل يجب أن نتعاطف مع متهم لأنه نجم؟!
مقالات ذات صلة
انتخابات كاشفة.. ومشاهد مؤلمة.. ووطن يحتاج الجميع
25 نوفمبر 2025 06:04 م
بيان الرئيس.. لحظة حاسمة لضبط النزاهة وحماية إرادة المصريين
17 نوفمبر 2025 01:27 م
ليسوا رجالاً.. وكلنا شركاء في الجريمة!!
14 نوفمبر 2025 04:46 م
من الورقة الدوارة إلى المرشح الفضائي.. هل ينتصر الناس لمن يستحقهم؟
09 نوفمبر 2025 02:11 م
أكثر الكلمات انتشاراً