فيلم رعب في شبرا الخيمة
لا أهوى أفلام الرعب على الإطلاق، واستغرب كثيراً الذين يحبونها، فلماذا يعذب الناس أنفسهم ويعيشون طواعية في فزع وتوتر أثناء المشاهدة، ولا أقتنع كلياً بالتحليلات النفسية لهواة الخوف، وكيف تمنحهم هذه التجربة شعوراً زائفاً بإمكانية الانتصار على الموت الذي هو جوهر أفلام الرعب!
والحقيقة أن الواقع صار أكثر رعباً وألماً وقسوة، ولا زلت مصدوماً حتى الآن من جريمة قتل طفل شبرا الخيمة - ألهم ذويه الصبر- بهدف سرقة أعضائه أو تصوير عملية تفريغ جسده من الأحشاء.
هذه الجريمة التي تتجاوز في تفاصيلها أبشع أفلام الرعب تعكس واقعاً مخيفاً، فمرتكبها هو جار الصبي!
الجار الذي تربينا على أنه أقرب إلى عم أو خال، يستدرج طفلاً في الخامسة عشر من عمره ويمزق جسده، ويفرغه من الأعضاء مدفوعاً بغريزة شيطانية وطمع في مكسب مادي!
كيف يتجرد الإنسان فجأة من آدميته بهذا الشكل، لقد طالبت مرارا،ً وأكرر ضرورة إجراء دراسات عميقة لطبيعة الجرائم التي بدأت تقع في بلادنا خلال الفترة الأخيرة، خصوصاً تلك المدفوعة بأسباب مادية!
حسب اعترافات المتهم بارتكاب هذه الجريمة، فقد تعرف على طفل مصري مقيم بالكويت عن طريق شبكة تواصل بالإنترنت المظلم "دارك ويب" متخصصة في تجارة الأعضاء البشرية، وطلب منه الأخير اختطاف طفل وقتله وانتزاع أعضائه وتصوير هذا المجزرة ليتم بثها على هذه الشبكة المظلمة مقابل مبالغ طائلة!!
الأجهزة الأمنية في مصر قامت بدورها وألقت القبض على القاتل وهو عامل في كافيه، ونسقت دولياً مع دولة الكويت حيث ضبط الطفل المتهم ووالده، ولا تزال التحقيقات مستمرة لتكشف حجم الكارثة الإنسانية التي تهدد أمننا الشخصي والأسري والاجتماعي!
مراهق في السابعة عشرة من عمره يقيم في الكويت يحرض شخصاً بالغاً على قتل طفل في مصر وانتزاع أحشائه وقرنية عينيه، مقابل خمسة ملايين جنيه.
بالله عليكم لو شاهدتم فيلماً بهذه الأحداث، وكان عليه تنويه بأنه مبني على قصة حقيقية، هل ستصدقون ذلك؟!
والد الصبي الذي حرض على الجريمة أنكر صلته بها، لكن حتى لو افترضنا أنه لا يعرف شيئاً عن ممارسات ابنه الظلامية، ولم يفطن إلى قيامه باستخدام هاتف مسجل باسمه في التواصل مع القاتل والتخطيط معه على آلية التنفيذ والتصوير، فأين هو من تربية وحش دموي بهذه الأخلاق في منزله؟!
نحن نعيش مأساة بكل ما تحتمله الكلمة من معاني، طرفاها مراهق مصري مضطرب سلوكياً ونفسياً، لديه خصال شيطانية تدفعه للتكسب من أبشع عمل إجرامي يمكن أن تعرفه البشرية وهو التجارة بالأعضاء، رغم أنه يعيش في دولة يفترض أنها غنية ولا شك أنه لم يعاني مثل كثير من أقرانه، والطرف الآخر شخص متواضع مادياً على استعداد لخطف طفل وقتله وتقطيع جسده من أجل المال!!
الكارثة أكبر من أن نختزلها في جريمة تم التعامل أمنياً معها بنجاح والقبض على مرتكبيها..
فقبلها صدمنا كذلك بجريمة قتل وحشية لطالب الثانوية العامة إيهاب أشرف، وتبين أن القاتل معلمه الذي أضاف إلى جريمته تقطيع جثة تلميذه إلى أشلاء، وكان الدافع كذلك تعويض خسائره في موقع إلكتروني مخصص للمراهنات..
أرجوكم استوعبوا ما يحدث، فما يميز بلادنا على مر العصور أنها آمنة، يعيش أهلها مطمئنين، لكن في ظل تكرار هذا النمط من الجرائم، لا بد أن ندق ناقوس الخطر، خصوصاً في ظل تأثر فئات وأفراد ليس لديهم ثقافة كافية بما يرونه على منصات بالغة الخطورة في الانترنت المظلم أو حتى وسائل التواصل الاجتماعي التقليدية، ومحاكاتهم لجرائم لم نكن نتصور أن تقع يوماً في بلادنا!
الأكثر قراءة
-
باقي ساعات.. إزاي تعمل صورتك بالزي الفرعوني في أقل من دقيقة
-
ما هي الطرق المغلقة اليوم بسبب افتتاح المتحف المصري الكبير؟
-
هل يوم الأحد إجازة رسمية في مصر للمدارس؟ اعرف الإجابة
-
موعد صرف مرتبات نوفمبر 2025، مصير الزيادة الجديدة
-
في يوم افتتاح المتحف المصري الكبير، أنت مين في شخصيات الفراعنة المقدسة؟
-
خفير مزلقان يضحي بحياته لإنقاذ مواطن بالمنيا
-
فرحة مصرية بالأقصر، "يا ليلة المتحف انستينا" تتصدر مشهد الاحتفال بافتتاح المتحف المصري الكبير
-
رمسيس ينهض بالجنيه أمام الدولار.. كيف تحرك الأخضر بالتزامن مع افتتاح المتحف المصري الكبير؟
مقالات ذات صلة
بعث جديد من قلب مصر.. نحن أولاد الأصول
31 أكتوبر 2025 03:28 م
يوم حزين.. ويوم سعيد
27 أكتوبر 2025 07:34 م
لم يعد سرًا.. فاستقيموا!
23 أكتوبر 2025 06:42 م
احذروا الفوضى.. لا يمكن أن يكون طفلاً!
17 أكتوبر 2025 08:37 م
عايز تنتقد أسامة نبيه.. اشحن بـ 10 جنيه!
12 أكتوبر 2025 03:07 م
انتصار أكتوبر المجيد بين كذب أدرعي وحماقة الشرع!
06 أكتوبر 2025 04:38 م
غدر إثيوبيا.. ورد مصر!
03 أكتوبر 2025 03:53 م
متى يشبع هؤلاء!
26 سبتمبر 2025 05:20 م
أكثر الكلمات انتشاراً