السبت، 27 يوليو 2024

01:17 م

"تكوين".. "تحالف للشيطان" أم "دعوة للتسامح"؟

أسامة حماد

A A

في صدر صفحته الرئيسية في موقعه الإليكتروني على الإنترنت، يعلن مركز تكوين أنه “يعمل على تعزيز خطاب التسامح، وفتح آفاق الحوار، وطرح الأسئلة حول المسلّمات الفكرية”، في نفس الوقت الذي تثور ضده اتهامات بالدعوة إلى الإلحاد، وهدم ثوابت الدين.

وما بين هذا وذاك، يبقى السؤال: هل "تكوين" نقطة تحول في المشهد الفكري والثقافي، أم كيان للنيل من ثوابت الدين وأخلاقيات وقيم الأمة، بحسب تصريحات الأمين العام لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف.

الإعلان عن مركز تكوين

تضم مؤسسة تكوين الفكر العربي، التي مقرها القاهرة، في عضوية مجلس أمنائها عددًا من المفكرين العرب؛ وهم الدكتور يوسف زيدان (مصر)، والدكتور فراس السواح (سوريا)، وإبراهيم عيسى (مصر)، والدكتورة ألفة يوسف (تونس)، والدكتورة نادرة أبي نادر (لبنان)، وإسلام البحيري (مصر).

أهداف تكوين

وأفصح مجلس أمناء تكوين عن أهداف تأسيس المركز، وقالوا إنها تتضمن بث روح التجديد والإصلاح في الفكر الديني، ليعود إلى مكانته المرموقة ويتمكن من التكامل مع مستجدات العصر، وكذا تطوير الفكر الديني في الوطن العربي ليواكب التقدم المطلوب في جميع المجالات الفكرية والعلمية والعملية.

وأضافوا أنها تعلم على تأسيس جسور تهدف للتواصل بين الثقافة المتجددة حول العالم والفكر الديني، وإعادة النظر في الموروث الديني الذي أدى إلى ظهور بعض المنظمات المتطرفة والذي تسبب في عدة مآزق فكرية ودينية واجتماعية.

رد مشايخ الأزهر

وبعد انطلاق أعمال المؤتمر السنوي الأول لمؤسسة "تكوين الفكر العربي" في المتحف المصري الكبير، تحت عنوان "خمسون عاما على رحيل طه حسين: أين نحن من التجديد اليوم؟"، اتهم علماء من الأزهر الشريف والمشايخ "تكوين الفكر العربي" بأنه مشروع للتشكيك في ثوابت الشريعة الإسلامية من العقيدة والسنة النبوية، ونشر الإلحاد في الوطن العربي.

تحالف شيطاني

ووصف أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر والمشرف العام على أروقة الجامع الأزهر، الدكتور عبدالمنعم فؤاد "تكوين بأنها تحالف شيطاني، وقال عبر "فيسبوك" "تكوين تحالف شيطاني جديد لهدم ثوابت الدين، وتعدى الخطوط الحمراء تجاه تراثنا لإحداث فتنة فكرية على يد ثلة من المرجفين باسم التنوير والتزوير، هل هذا واقع أم خيال؟!".

وأضاف: "ننتظر التحقق، وإنا له يقظون، مستشهدين بقول الله تعالى: "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون'".

وقال عضو هيئة التدريس بقسم العقيدة والفلسفة في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر الشريف، الدكتور علي محمد الأزهري، إن "تكوين" يضم أشخاصًا يشككون في السنة والعقيدة.

ودعا "الأزهري" خلال منشور له عبر "فيسبوك"، الأزهر الشريف إلى الانتباه للأمر مع ضرورة إعادة النظر في المناهج الدراسية، والخاصة بالعقيدة على الأكثر، لتوعية الطلاب وصونهم من الانحرافات.

الحقيقة أولاً

"الوقوف على الحقيقة"، هكذا علق رئيس الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، الدكتور عباس شومان.

و قال "شومان" في تدوينه على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "تتابع الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء حقيقة ما يُنشر عن تكوين كيانٍ للنيل من ثوابت الدين وأخلاقيات وقيم الأمة، وسيُتخذ مايلزم بعد الوقوف على الحقيقة".

واتهم الدكتور أحمد مصطفى محرم، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، "تكوين" في منشور له على فيسبوك، بأنه كيان يدعو للإلحاد ويسعى للتشكيك في القيم الدينية الإسلامية، معبرًا عن استيائه من التمويل الضخم الذي يتلقاه المركز والإعلانات الممولة التي تروج لبرامجه.

مواجهة قانونية وبلاغات

أعلن عضو مجلس نقابة المحامين، عمر هريدي، عن التصدي لضلال ومزاعم "تكوين" من خلال إطلاق مؤسسة "تنوير" لمواجهتهم فكريًا وثقافيًا ودينيًا تحت مظلة قانونية لدحض مزاعمهم وضلالهم.

وقال هريدي خلال منشور له على "فيسبوك": "قريبًا مؤسسة (تنوير) لمواجهة (تكوين) فكريًا وثقافيًا ودينيًا، تحت مظلة قانونية تدحض مزاعمهم وضلالهم".

سرعان ما تداول رواد التواصل الاجتماعي هذا الخبر وسط استياء وغضب، ونشروا هاشتاج يدعو إلى إغلاق مركز "تكوين".

ردًا على ذلك، قال المحامي بالنقض نبيه الوحش خلال تصريحات لـ"تليجراف مصر" إن مركز "تكوين" هدفه هدم ثوابت الدين الإسلامي ومعتقداتنا، وأكد إعتزامه تقديم بلاغ للنائب العام لغلق المركز حفاظًا على الشريعة الإسلامية والسنة النبوية.

وسبق وأن قام المحامي بالنقض عمرو عبدالسلام بتقديم بلاغ عاجل للنائب العام ضد مجلس أمناء مركز "تكوين الفكر العربي".

وقال عمرو عبدالسلام المحامي في بلاغه، إن المبلغ ضدهم "عكفوا بصفة دورية على بث أفكارهم المتطرفة تحت ستار الدين بالتشكيك في ثوابت الدين الإسلامي والسنة النبوية المطهرة بزعم تجديد الخطاب الديني والتنوير".

مؤيدين لتكوين

من ناحية أخرى، نشر عبدالمجيد جابر، المرشح السابق لانتخابات المحامين، منشورًا على فيسبوك للترويج لمركز "تكوين".

ووضح جابر أن المؤسسة لها 10 أهداف أبرزها:

رد الدين إلى مركزه الأصلي كتاب الله، ومراجعة الخطاب الديني لمشايخ الأوقاف على ما جاء بكتاب الله، ورد الرسالة الإلهية إلى عالميتها وإنسانيتها ورحمتها المهداة للناس، وإزالة اللباس العربي المحلي غير الإنساني الذي ألبسوه لرسالة الله العالمية لكل الناس.

وكذا فصل كل ما أضيف على الرحمة المهداة الشريعة الخاتمة من أحكام تلمودية وتوراتية لا علاقة لها بها من قريب أو بعيد، وتقديم صورة الرسول أحمد أهل الأرض صاحب الخلق العظيم الموجودة في المصحف، فهي الحقيقية بالمطلق وليست الصورة المزيفة الموجودة في كتب التراث.

وحدة بيان التابعة للأزهر

وتساءل عددا ممن تداولوا هاشتاج يدعو إلى اغلاق تكوين، ما الحاجة الي إنشاء المركز في ظل وجود وحدة "بيان" التابعة لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، والتي تم إنشاؤها في مارس 2019، بدعم من شيخ الأزهر، أحمد الطيب، لنقد شبهات الإلحاد والفكر اللاديني، وذلك من خلال حوار مُتبادل للرد على الشبهات بأسلوب علمي شرعي.

search