فريق متعدد الأعراق.. كرة القدم تعيد تعريف الهوية الإنجليزية

منتخب إنجلترا
قالت صحيفة الجارديان البريطانية، إن البريطانيين لديهم شعور قوي بالوحدة رغم وجود فريق كرة قدم متعدد الأعراق، لكنهم جميعا يكتسبون الهوية الإنجليزية بامتياز، لافتة أن حس الاندماج تحت مظلة هذه الهوية الوطنية كان واضحا خلال تشجيع الجماهير الإنجليز لمنتخب وطنها دون تمييز بين عرق أبيض أو أسود.
وأضافت الصحيفة البريطانية أن أسبوع واحد في كرة القدم قد ينجح في إنجاز ما تفعله شهور طويلة في عالم السياسة، فقبل 8 أيام فقط لم يكن المزاج الوطني البريطاني في حالة من النشوة، وقد كان هناك شعور بالارتياح بعد انتهاء حكم حزب المحافظين الذي دام 14 عاماً، ولكن الانتخابات أو بطولة أوروبا لم تبعث على الكثير من البهجة في البداية.
وساعد الفوز بركلات الترجيح على سويسرا في تخفيف الخوف الجماعي في البلاد من ركلات الترجيح، لكن هدف الفوز في اللحظة الأخيرة على هولندا يوم الأربعاء قدم دفعة من الإندورفين الذي كان المزاج الوطني في أمس الحاجة إليه.
وفجأة، وبعد كل هذه الانتقادات، غمرت إنجلترا مشاعر الثقة والفخر والشعور المحفز بالوحدة، ولا شك أن كرة القدم وحدها قادرة على تحقيق هذا، وخاصة في بلد لا توحده سوى الجغرافيا.
ولم تعمل كرة القدم على تعزيز مكانة إنجلترا فحسب، بل لعبت أيضاً دوراً رئيسياً في إعادة تعريف الهوية الإنجليزية، وكما أشار ديفيد أولوسوجا، أستاذ التاريخ العام في جامعة مانشستر، الأسبوع الماضي، فإن مدرب إنجلترا جاريث ساوثجيت كان يحاول “بناء نسخة جديدة قابلة للتطبيق من الهوية الإنجليزية”.
وتحدث أولوسوجا عن فريق إنجليزي "متنوع للغاية"، وبالمعنى الدقيق للكلمة، فهو فريق إنجليزي-أيرلندي-أفريقي-كاريبي، ولا يوجد به أي تمثيل آسيوي.
كما أنه فريق متجانس، على عكس فريق السيدات الإنجليزي، الذي على الرغم من أنه أكثر بياضًا، إلا أنه يتمتع بتنوع جنسي، لكن النقطة المهمة في فريق الرجال الإنجليزي هي أنه متعدد الأعراق ومتميز بطابعه الإنجليزي.
وأشارت الجارديان إلى أن رؤية الفريق بأكمله يغني النشيد الوطني بشغف مثير هو بمثابة مشاهدة مجموعة من الأفراد من خلفيات عرقية مختلفة، ولكنها متشابهة إلى حد كبير في الطبقة يعتنقون هوية وطنية جماعية، وهذا ليس إنجازًا بسيطًا، خاصة وأن كرة القدم كانت غالبًا محورًا للعنصرية والانقسام.
بالنسبة لسندر كاتوالا، مدير مركز أبحاث المستقبل البريطاني، كان عامل الشعور بالرضا في بطولة أوروبا 1996، التي أقيمت في إنجلترا، لحظة إنجاز للأقليات العرقية.
حتى ذلك الحين، وباعتباره من مشجعي كرة القدم المتحمسين، كان يجد الأجواء المحيطة بمباريات إنجلترا الدولية "مهددة وغاضبة"، وغير مرحبة بأي شخص ليس أبيض البشرة، ولكن تلك البطولة، كما يقول، "تركت تأثيراً أساسياً هائلاً على ثقتي في هويتي كإنجليزي واعتقاد الآخرين أنني إنجليزي".
وكان الفريق في ذلك الوقت يضم ثلاثة لاعبين من ذوي البشرة السوداء فقط - في حين أن 11 من أصل 26 لاعبًا حاليًا ليسوا من ذوي البشرة البيضاء - لكن كاتوالا يقول إنه شعر بشعور بالشمول منفصلًا عن التمثيل.
وأضاف: "لم يكن هذا يعني بالنسبة لي أنه لابد أن يكون هناك شخص نصف هندي ونصف أيرلندي على الجناح الأيسر، مع ذلك، هناك فرق بين القبول والتضامن الحقيقي".
وفي عام 2011، اتُهم قائد منتخب إنجلترا آنذاك جون تيري بالإساءة العنصرية إلى أنطون فرديناند ، الشقيق الأصغر لقائد منتخب إنجلترا السابق ريو فرديناند. تم اختيار تيري لتشكيلة بطولة أوروبا 2012 ولكن لم يتم اختيار ريو فرديناند، مما أدى إلى تكهنات بأنه تم التخلص منه لمنع الخلاف.
من الصعب للغاية تخيل حدوث هذا السيناريو اليوم. فهذا هو الفريق الإنجليزي الذي ركع على ركبتيه وكان صريحًا في إدانته للعنصرية، وبدلاً من تعظيم هويتهم العرقية، شعر اللاعبون بالقدرة على التحدث بصراحة دون أن يثير ذلك تساؤلات حول ولائهم الوطني.
وكما قال ساوثجيت في رسالته "عزيزتي إنجلترا" إلى الأمة قبل ثلاث سنوات، إن هذا الجانب ليس فقط جانب التاريخ الذي يتحدث عن مجتمع أكثر تسامحا وتفهما، بل هو أيضا جانب الهوية الإنجليزية، وهو مفهوم كان محل قلق وخلاف لفترة طويلة.
ويقول كاتوالا إن الهوية الإنجليزية أكثر خصوصية من حصولك على الجنسية البريطانية لأن بريطانيا العظمى تضم مناطق مستقلة مثل اسكتلندا وويلز وايرلندا.

الأكثر قراءة
-
الرقصة الأخيرة.. لحظة القبض على "طارق ميشو" بالإسكندرية (صور)
-
مشاجرة بأكياس الشطة.. "خناقة" في الشروق تنتهي بإصابة أسرة كاملة
-
لماذا امتنعت تونس والعراق وإيران عن التصويت على حل الدولتين؟.. أستاذ علوم سياسية يوضح
-
ما يحدث تهديد لاتفاقية السلام القائمة.. رسالة حاسمة من السيسي لـ إسرائيل
-
دبوس معدني وقطع فول.. فريق مجمع الأقصر الطبي ينقذ صغيرتين من الاختناق
-
ضبط شقيقين بحوزتهما مواد مخدرة وأسلحة نارية في الفيوم
-
وزنها 600 جرام.. تحقيقات موسعة حول سرقة أسورة الملك بسوسنس الأول
-
طرد وحرمان.. عمرو الدجوي يطلب من النائب العام استدعاء جدته نوال

أخبار ذات صلة
الشقة بقت ملكنا.. أول تعليق من مريم النشار بعد استرداد حقها (خاص)
16 سبتمبر 2025 12:40 م
بعد نشر "تليجراف مصر".. تفاصيل تكريم الطالبة آية بمستشفى 57357 (خاص)
15 سبتمبر 2025 09:05 م
بعد وفاة ابنتها.. أول تعليق من والدة الطفلة الفلسطينية "جوري" (خاص)
15 سبتمبر 2025 05:54 م
موظف بـ"نايل لينين" يكشف تطورات جديدة في واقعة الرضيعة وأمها (خاص)
15 سبتمبر 2025 04:47 م
"المشردة المثقفة".. "ولاء" أنهكتها قسوة الحياة فقررت عشق الشارع
15 سبتمبر 2025 09:51 ص
ستارة بيضاء وإضاءة كلاسيكية.. صور الفتيات في أحضان المشاهير بالـ AI تثير الجدل
14 سبتمبر 2025 10:04 م
أمل أصابه الشلل.. "تالا" تُحلم بـ"البالطو الأبيض" فوق كرسي متحرك (فيديو)
14 سبتمبر 2025 03:53 م
فلسطينية ووالدها شهيد.. تفاصيل مصرع "جوري" بعد هجوم كلب داخل كمبوند
14 سبتمبر 2025 06:16 م
أكثر الكلمات انتشاراً