"الذهب الأخضر" ينمو في دندرة.. أسرار زراعة البصل

تصوير أسماء عطا تليجراف
تشتهر بعض المدن في مصر بزراعة محاصيل معينة، ومن أبرز هذه المحاصيل البصل الأخضر الذي يزرع في عدة مناطق من بينها جزيرة دندرة بمحافظة قنا.
يُزرع البصل الأخضر في صعيد مصر عادة في نهاية شهر نوفمبر وأوائل ديسمبر، حيث يتلاءم هذا المحصول مع الأجواء الباردة، كونه محصولًا شتويًا.
وفي جزيرة دندرة تحديدًا، تعد زراعة البصل الأخضر واحدة من الزراعات المميزة التي تشتهر بها المنطقة.
الزراعة في جزيرة دندرة
يقول علاء محمد، أحد المزارعين في جزيرة دندرة بمحافظة قنا، إنهم يعتمدون على حفظ الزريعة بعد فترة الحصاد من العام السابق، ثم يزرعونها حتى تصبح فسائل خضراء في مشتلات صغيرة على قطعة أرض لمدة 40 يومًا.

بعد تلك الفترة، يتم قلع الفسائل من الأرض وبيعها للمزارعين الآخرين لزراعتها مجددًا على هيئة بصل أخضر.
الزراعة ورعاية المحصول
يبدأ المزارعون في غرس "الشتايل" أو الفسائل في الأرض بعد تقطيعها وتوزيعها بشكل متباعد، ثم يقومون بري المحصول بانتظام.
خلال فترة الزراعة التي تستمر لأربعة أشهر، يتم الاهتمام بالبصل الأخضر عن طريق تسميده وريه أربع مرات خلال تلك الفترة. كما يُعتنى بنظافة الأرض من الحشائش ويُجرى عزيق (تنظيف الأرض) بشكل دوري.

علاء محمد يزرع هذا العام بصلًا أخضر في مساحة 40 قيراطًا، حيث يبيع جزءًا منه لتجار كبار، يتم تصديره إلى الخارج.
ويشير إلى أن كل قيراط يحقق ما بين 5 آلاف فسيلة أو أكثر، ويترتب على ذلك إنتاج طن من البصل بعد رعاية مكثفة.

التصدير وارتفاع الأسعار
ويضيف علاء أنه في بعض الأحيان بعد نمو المحصول، يقوم بتقليع بعض البصل لاستخدامه في طعامه الشخصي، إذ يكون بصلًا أخضر جاهزًا للاستهلاك.
وبعد مرور شهرين من زراعة البصل، يزرع وسطه فلفل أخضر رومي، وهو ما يُعرف علميًا بـ"التحميل على الزراعة"، حيث يتم زراعة محصولين في نفس الأرض لتحقيق استفادة أعلى من المساحة.
ويعتبر علاء أن التصدير هو أحد أسباب ارتفاع أسعار البصل العام الماضي، حيث يُصدر الفلاحون في صعيد مصر كميات كبيرة من البصل إلى الدول الأخرى عبر التجار، ولكن بمواصفات خاصة. على سبيل المثال، من كل عشرة أطنان يُصدرون طنًا واحدًا فقط.
العمالة والمجهود المبذول
يعمل مع علاء عدد من العمال الذين يتولى كل منهم مهمة معينة، سواء كانت العزيق أو الري أو غرس الفسائل في الأرض. هؤلاء العمال يأتون إلى الأرض من الساعة السادسة صباحًا وحتى الواحدة ظهرًا.

وأشار أحد المزارعين، الذي يعمل مع علاء في الزراعة، إلى أنه يزرع البصل وغيره من المحاصيل في الأرض بشكل يومي، ويُعلّم الشباب الصغار بعض الكلمات والمفردات القديمة التي كانت تستخدم في الزراعة، مثل المثل الشعبي "البصلة قالت حطني على رأسي وأنا أعرف خلاصي"، الذي يُقصد به أن البصلة بمجرد أن تُغمر بالماء في الأرض تبدأ في النمو.
تظل زراعة البصل الأخضر في جزيرة دندرة وغيرها من مناطق صعيد مصر من أبرز المحاصيل التي تساهم في الاقتصاد الزراعي المحلي وتوفر مصدر دخل لعدد كبير من المزارعين.

أخبار ذات صلة
"كنت فين وقت الزلزال؟".. سخرية ودموع في إجابات المصريين
14 مايو 2025 05:07 ص
"ريسبشن" محمود عبد العزيز.. كل هؤلاء شاهدوا بوسي شلبي في غرفة النوم
13 مايو 2025 05:44 م
أبرزها التسليح.. 7 صفقات هامة على طاولة بن سلمان وترامب
13 مايو 2025 07:12 م
859 مليار جنيه قيمة معاملات المحافظ الإلكترونية خلال 3 أشهر
13 مايو 2025 11:07 ص
ترامب يُهمش نتنياهو.. هل لم تعد إسرائيل "الطفل المدلل" لأمريكا؟
12 مايو 2025 04:07 م
صفقة الإفراج عن عيدان ألكسندر.. هل سحبت قطر البساط من إسرائيل؟
12 مايو 2025 05:34 م
"قصر في السماء".. مواصفات خيالية لطائرة ترامب القطرية
12 مايو 2025 04:22 م
برعاية القاهرة.. عيدان ألكسندر يُحيي مفاوضات وقف الحرب في غزة
12 مايو 2025 03:42 م
أكثر الكلمات انتشاراً