
مصر والأوغاد!
على مر العصور ومصر مطمع رئيسي لا يكل ولا يمل أعداؤها من التخطيط والتربص لاقتناصها وقدر مصر أن تظل دائمًا في حالة يقظة وتأهب ودفاع محتمل وملاقاة ويلات الحروب أيضًا وخوضها بكل بسالة حفاظاً على الأرض والعرض وهي العقيدة التي يعصى على الأعداء فهمها.
الحروب ليست فقط حروبًا على الأرض بالجيوش والمعدات الثقيلة والمواجهات المباشرة ولكن هناك الحروب الاقتصادية والحروب بالوكالة والتنظيمات والميليشيات لتكسير الدول وإضعافها والسيطرة عليها بأقل خسائر ممكنة وهم ليسوا فقط من الملثمين في ساحات المعارك ولكن هناك من التنظيمات والميليشيات الملثمة إلكترونيًا في حرب من نوع آخر للسيطرة على الوعي والنخر في عصب الدول المتمثل في شعوبها لزعزعة فكرها وخلخلته ثم خلعه وحشوه بأفكار وضعها الأوغاد لتساعدهم في إحكام السيطرة.
الأوغاد مازالوا حائرون يخططون ويفكرون كيف تكون القبضة على مصر التي تعصى عليهم في كل فصل من فصول الحكاية فعلى مر التاريخ ورغم مراحل الاحتلال والاستعمار إلا أن مصر في كل مرة تنتفض وتركلهم ركلة قوية تعيد إبعادهم لنقطة الصفر من جديد ويكرسون كل قواهم ومواردهم للعودة من جديد ليجدوا حائط الصد الأول شعب لا يرى إلا وطنه كاملاً غير منقوص محصناً بجيشه صاحب نفس العقيدة التي تتحطم على عتباتها كل الأطماع فيزيد الإصرار على هدم هذا الحائط لاستكمال المخطط والوصول إلى الهدف وأمام ذلك فلتكن هذه المعركة إلكترونياً بضخ كل الدعم الممكن لزحف ميليشياتها الافتراضية واختراق الصفوف كاختراق الشيطان للبشر والوسوسة والتشكيك وزعزعة الثقة وبث الرعب واحتراف التضليل وقلب الحقائق حتى ترى أنت بعينهم الواحدة التي يريدونك أن تتبعها فهذا المحفل خطته واحدة ثابتة لا تتغير .. فقط أدواته هي التي تتغير وتتنوع وتتلون بحسب كل مرحلة.
الأوغاد قديمًا كانوا يتخفون وراء سياساتهم ويمررون من خلالها أهدافهم إلا أن مؤخرًا تغير الوضع بعدما تهيأ المحفل لمرحلة المكاشفة والمواجهة المباشرة بالإعلان عن نفسه إعلانًا صريحًا بالتواجد والاختراق وامتلاك كل خيوط اللعبة وأصبح الفُجر في المواجهة متخطياً كل الحدود حتى وصل للتهديد المباشر علنًا عيانًا والإعلان الصريح عن العداوة لرئيس الدولة وهو أمر سهل تفهمه فهذا الرجل الذي جاء من أبعد نقطة مظلمة ممسكًا بملفات المعلومات مطلعاً على تفاصيلها فاجأهم بطوفان حطم كل بنائهم الذي ظلوا يبنوا فيه مئات السنين واقتلعهم من جذورهم في أرض البلاد بعدما شربوا نخب الاحتفال ليصدموا بأن هذا النخب يحمل لهم المفاجأة الكبرى وجاءتهم الضربة في عقر دارهم الأكثر ظلاماً وعتمة ليصدموا بأن هذا الرجل القائد للمخابرات الحربية ثم الجيش يعطيهم لطمة العمر ويفتح كل الأضواء عليهم ليظهر مسخ وجوههم ويراهم الجميع لأول مرة على المسرح في قلب المحفل وهم يبكون على الكنز الذي تم استرجاعه غفلة من بين أياديهم في اللحظة التي توهموا فيها أنها قبضت عليه للأبد ويجهزون فيها للخطوة الجديدة في خطتهم .. أنت تتفهم عداوتهم وكرههم له تماماً بل وتعذرهم فتعامد اليد المصرية على وجوههم كان قوياً يفوق الاحتمال وألقاهم صرعى ولكن .. ماذا عن أوغاد الداخل؟!
الحقيقة أن أوغاد الداخل هم أشد خطورة وشراً من أسيادهم بالخارج ليس فقط من الأتباع في صور جماعات إجرامية متسترة زيفاً خلف الدين ولكن هؤلاء الذين يعتنقون أفكار أوغاد الخارج السامة ويتحدون معهم بتطويع أنفسهم كأداة في أيادي أسيادهم يستخدمونها كما يشاءوا في ضرب استقرار الوطن وتمهيد الأرض لمخططاتهم فما حجة هؤلاء في عداء الوطن ورئيسه وتسخير الإعلام الموازي المتمثل في "السوشيال ميديا" لمناصبة العداء إلا أنهم ليسوا منَّا يؤيدون كل ما هو ضد البلاد ويبثون الشائعات ويستهدفون الوطن وشعبه ورئيسه ويقدمون براءة اختراع لاتهام الشعب المخلص لوطنه ويؤيد قياداته ضد الأوغاد بأنه عميل للوطن والجيش والقائد المتمثل في منصب الرئيس في فصل من الحكاية يحمل من الكوميديا سوادها .. ولم لا وهذا الشعب يقف الحائط الفولاذي الصد أمام مخططات وأطماع أسيادهم ومحافظاً على خريطته ومحيطه كما رُسمت منذ عقود طويلة مهما كان منهك اقتصادياً واجتماعياً ولكن هذا النوع من الولاء لا يعرفه أوغاد الداخل الذين أصبحوا مجرد عبيد في بلاط المحفل!
يكفي أن ترى مجموعات هؤلاء البلهاء الأغبياء الذين يهللون ويصفقون لعصابة إجرامية حرقت الأرض وسلمتها للمغتصب ليفترسها ويتهمونك أنت بالتواطؤ والتقصير ويسوقون جريمتهم بأنها انتصار وطوفان للتاريخ الذي حتماً سيلقيهم مع عصابتهم في مزبلته عبرة لكل الأجيال.
أخطر الجُمل التي قيلت وستظل حاضرة لأجيال قادمة هي جملة الرئيس عندما جاء مرشحاً للانتخاب على المنصب بعد خلع الجماعة الإرهابية في أحد لقاءاته التلفزيونية ليعرض برنامجه الانتخابي وسُئل عن رؤيته للتحديات والأطماع والمخاطر بعد ما عاشه الشعب ورآه في تلك التجربة المريرة وألمح بشكل أقرب للمباشرة بأنه يعي تماماً ما يدور في الظلام ويخطط للوطن والمنطقة كاملة وأنه لا يملك عصاً سحرية ولكن ستكون يده بيد الشعب وأنه وبكل جهده سيعمل على الصد لما هو مرتب ومخطط لنا أن يحدث ويبعد زمنه "نِزُقُه".. وختم كلماته بالجُملة الأهم والتي تحمل بداخلها تفاصيل كل شيء وكررها كثيراً وهو الرئيس .. "إحنا في حرب وجود".
حقاً نحن في "حرب وجود" يصر عليها الأوغاد فإما هم أو نحن .. إما الشيطان أو البشر.
"مصر والأوغاد" حكاية لن تنتهي ومازالت تحمل فصولاً مؤكد ستكون الأصعب يديرها "أوغاد الخارج" وينفذونها بالتعاون مع "أوغاد الداخل" ولا حصن من هذه الشرور إلا التلاحم والانتصار في معركة الوعي أهم معارك هذه الحرب والبوابة التي ينتظر الأوغاد اقتلاعها للعبور ويتهيأ المحفل للحظة وضع اليد بعدما استطاع قبضها على عدد من الجوار المحيط ليبقى الحد الفاصل .....
"نحن" .. الحصن الأول والأخير لهذا الوطن.

الأكثر قراءة
-
12:00 AMالفجْر
-
12:00 AMالشروق
-
12:00 AMالظُّهْر
-
12:00 AMالعَصر
-
12:00 AMالمَغرب
-
12:00 AMالعِشاء


مقالات ذات صلة
القطايف واللطايف في رمضان.. الموسم الثاني (15)
28 مارس 2025 11:09 م
القطايف واللطايف في رمضان.. الموسم الثاني (14)
26 مارس 2025 05:47 م
القطايف واللطايف في رمضان.. الموسم الثاني (13)
23 مارس 2025 08:34 م
القطايف واللطايف في رمضان.. الموسم الثاني (12)
20 مارس 2025 10:21 م
القطايف واللطايف في رمضان.. الموسم الثاني (11)
19 مارس 2025 10:14 م
القطايف واللطايف في رمضان.. الموسم الثاني (10)
18 مارس 2025 12:11 م
القطايف واللطايف في رمضان.. الموسم الثاني (9)
16 مارس 2025 08:27 م
القطايف واللطايف في رمضان الموسم الثاني (8)
15 مارس 2025 09:08 م
أكثر الكلمات انتشاراً